صلوا جميعا من أجل الوطن قبل أن نصلي عليه..هناك من يتحكم بنا وليس لديه سياسة في كيفية ادارة امور حياتنا فقسمنا الى طوائف واعراق ومذاهب واحزاب فبتنا لقمة سائغة في افواه المستعمر والمحتل..
اصبحنا نخوض في اعراض بعضنا ونلوث كل ما هو جميل يربط تعاملاتنا مع بعض..ولا نستريح الا عندما نخوض في ذلك بل وبدأنا نتفنن في زرع الفتنة ونتلذذ بالخصام والاقتتال..فما بالنا نهتم بتأخير الساعة وهناك حمير تأخر تقدمنا وتأخر تواصلنا فيما بيننا بمعاني الانسانية..
كلنا نعيش في نفس الكوكب وعلى سطح الارض ويظللنا سقف السماء ..وكلنا عربا او انسان وندعو ونصلي لرب واحد .. فما بالنا نتوحش ونتجرد من انسانيتنا وعروبتنا ونعبد الشر والشيطان لسحق الخير والانسان..
اصبح التعامل فيما بيننا ان من معي فهو قديس ومن اختلف معي فهو ابليس.. واصبحنا رواد في التقديس والتبخيس..ويحنا نحن البشر..على ما نقتتل..على الشهرة والسلطة والمال .. ما المشكلة ان ادير امور الاخرين بمحبة ومودة وعدالة..ما المشكلة ان اصبح ثريا من غير وسائل غير شرعية.. ما العيب ان اصبح مشهور دون انقاص لشأن الاخرين؟
لماذا نحارب نجاح الاخرين ونحارب فرحهم بزرع بذور الشر والفتنة..لماذا نحب ان نأكل ونشرب ونمنع الاخر من العيش الهانئ الكريم..
من زرع بيننا المتطرفين والغلاة ..حتى اصبح لكل شريحة من المجتمع تجارا للموت والدم والارهاب..كيف تمكنوا من زرع الضغينة والكراهية والعداء بيننا…بنفس الديانة بدأت وتحققت بعض الانقسامات والتشرذمات ورودا للصراعات.
نتفاخر بسلالتنا العرقية وكلنا عربا وان ابعدنا لاكثر من ذلك فنحن من آدم وحواء…نتفاخر بديانتنا وكلنا ندين لرب واحد ..فأي غباء يحوي صناع الفتنة والفساد والاقتتال..كلنا ولدنا من بطون امهاتنها وسنوضع تحت نفس التراب بعد مماتنا..فاي انسانية هذه التي نحملها في بشريتنا.. ان حياة الغاب احيانا افضل من حالنا..آن الآوان للعقلاء ان ينهضوا ويحاربوا الجهل والرجعية والتخلف والوقوف حاجزا منيعا ضد عشاق الفتنة بيننا ونبذهم ومحاربتهم… لا بد من صحوة تعيد لنا فكر الانسان بداخلنا قبل ان تاكلنا النار ونصبح كالعصف المأكول…
ياسر خالد