الكاتب اسامة مصاروة يتحدث للجماهير بثلاث لغات.. يجب كشف المواهب المدفونة لدى الطلاب
الكاتب اسامة مصاروة ابن مدينة الطيبة، يواصل مسيرته الكتابية واصدار الكتب الهادفة، والتي تتحدث عن قضايا اجتماعية وما تمر به الجماهير العربية من معاناة طويلة، حتى انه اصدر كتبا بثلاث لغات العربية، العبرية والانجليزية، وكل لغة قصد بها ان يعرف المجتمع الاخر حياة الفلسطنيين.
الكاتب مصاروة ايضا الف كتبا تعليمية باللغة الانجليزية لمساعدة الطلاب، وخاصة في ظل العقبات التي تواجههم في هذه اللغة لدى انخراطهم في الجماعات والمعاهد العليا.
هل لك ان تعطينا لمحة عن حياتك؟
في بداية حياتي التدريسية درست في باقة الغربية، وبعد انهاء مسيرتي الاكاديمية عملت استاذا لموضوع اللغة الانجليزية والادب الانجليزي في ثانوية الطيبة، ومنذ خرجت للتقاعد عملت في الكتابة والتاليف.
حدثنا عن الكتب التي اصدرتها بثلاث لغات؟
ربما يستغرب القارئ انني اكتب بثلاث لغات وهي العربية والعبرية والانجليزية ولي اصدارات كتب بهذه اللغات، فعلى سبيل المثال كتاب ” كواعب وعناكب”، اعتقد الكثيرين سمعوا به، وهو كتاب يتحدث عن ثلاث قصص لفتيات عربيات، واحدة من من مصر والثانية من السودان والفتاة الثالثة من العراق، والقاسم المشترك بينهن هو وضعهن الغريب والصعب في مجتمع عربي متخلف لا يعطي المراة حقها في التطور واثبات شخصيتها. فكل فتاة تحاول ان تثبت وجودها في مجتمعها، فهذا الكتاب يتحدث عن الفتيات وما يواجهنهن في البيئة التي يعشن بها في مناطق سكناهن.
هنالك كتاب اخر اطلقت عليه اسم “اغاني على الطريق”، وهو عبارة عن مجموعة من الاشعار التي كتبتها اثناء سفريات طويلة، كذلك كتبت كتابا اسمه “ديوان نور”، وهو يشمل على مجموعة من الاشعار العربية باللغتين العربية الفصحى والعامية، كما قمت بكتابة كتاب باللغة العبرية اسمه “מה אני לעזאזל”، وهو يتحدث عن عقدة الهوية للفلسطيني المواطن في دولة اسرائيل، فهذه العقدة والانفصام في الشخصية، فمن ناحية هو فلسطيني المولد والانتماء والمشاعر ومن ناحية اخرى هو ايضا مواطن يحمل الجنسية الاسرائيلية. ومن هنا ياتي التناقض الذي يولد الكثير من المواقف المتعبة والمؤلمة بالنسبة لكل مواطن فلسطيني يعيش في هذه البلاد.
وماذا بالنسبة للكتب باللغة الانجليزية؟
قمت بكتابة رواية طويلة باللغة الانجليزية اسمها “love in conflict” وهي تتحدث عن قصة علاقة عاطفية جمعت بين فتى فلسطيني وفتاة يهودية اثناء مؤتمر من اجل السلام، وهذه العلاقة بدات عادية وطبيعية ومع الوقت تطورت واصبحت بينهما علاقة حب قوية جدا، ومن هنا بدء الصراع في هذه الرواية وهو صراع ذو ثلاث اوجه، الاول هو الصراع بين الفرد نفسه ومجتمعه، اي الصراع بين الشاب الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني والشابة اليهودية ومجتمعها اليهودي، اما الصراع الثاني هو صراع بين حضارتين وثقافتين وفكرين ونوعين من الحياة. الصراع الثالث هو صراع داخل الانسان نفسه الذي يسال نفسه هل هو راضي عن تلك العلاقة ويريدها ويمكن تحمل نتائجها. طبعا هنالك الكثير من الصراعات الداخلية المتشعبة في هذه الرواية.
كيف ترى الاقبال على كتبك؟
اللغة هي التي تقرر نوعية الجمهور الذي تريده ان يقراها. فعندما اكتب رواية باللغة العربية فانا اقصد توجيهها للمواطنين العرب، حتى انني كتبت ديوان شعر باللغة الانجليزية الذي صدر في عام 2005 ولحسن حظي نال الجائزة الاولى من قبل نقابة الادباء العالميين في امريكا. كل قصيدة في هذا الكتاب هي عبارة عن وصف لموقف وشعور معين، وهي تعكس المعاناة التي يعاني منها المواطنين الفلسطنيين داخل اسرائيل من حيث التمييز واهدار حقه وعدم المساواة وابعاده عن المشهد العام في الحياة.
هل ما زلت مستمرا في اصدار الكتب وهل سيكون لك اصدارات جديدة؟
انهيت كتابة مسرحية باللغة العربية واليوم انتظر ردود الفعل من قبل مجموعة من المثقفين والادباء الفلسطنيين في الداخل الذين يطلعون عليها قبل النشر، وانا سعيد جدا بانني حصلت على 4 ردود ايجابية ومشجعة، وانتظر المزيد من ردود الفعل، حتى اقوم باصدارها.
المسرحية اطلقت عليها اسم “غ، ر، ي، ب”، من يقراها يعتقد ان المقصود هنا غريب، لكن القصد هنا القريب، بينما المعنى البعيد فهو متروك للقارئ، وفي المسرحية يوجد توضيح اوسع عن اسم المسرحية.
ماذا بالنسبة لكتب التدريس التي اصدرتها؟
في الحقيقة انا كاستاذ للغة الانجليزية ومعرفتي للصعوبات التي تواجه الطالب العربي في دراستهم قمت بتاليف عدد من الكتب لتقريب اللغة اليهم وجعلها لغة مستعملة وليس فقط لتقديم الامتحانات، وانما الهدف ان الطالب بعد ان ينهي الثانوية يذهب للجامعات وهو يتحدث الانجليزية، لا سيما ان طلابنا مجتهدون في كافة المواضيع وناجحون، لكن عندما يتوجهون للدراسة الاكاديمية في الجامعات، اللغة الانجليزية تقف امامهم عقبة في تقدمهم، لذلك ركزت على انه عندما يذهب الطالب للجامعة ان يكون متحررا من الضغوطات وعدم القبول في الجامعات بسبب اللغة الانجليزية، لذلك اصدرت عددا من الكتب لتعليم اللغة الانجليزية.
في الفترة الاخيرة اي قبل حوالي 5 اشهر وبدعم وتشجيع من صديقي المربي عبد الرحيم شيخ يوسف طلب مني ان اكتب تحليلا ونقدا ادبيا وافيا عن مسرحيتين، وقد استجبت لطلبه هذا وشعرت بالمسؤولية اتجاه طلابنا انني ملزم بان اقدم لطلابنا عونا وللمعلمين بشكل عام.
ولا بد ان اشير انه طلب مني في كثير من المدارس من الشمال حتى النقب الحضور الى المدارس لتقديم محاضرات امام الطلاب، وكنت سعيدا لاستقبالي في عدة مدارس، وما زلت اتقبل الدعوات، وانا مستعد للتواجد في اي مدارس كي اشرح للطلاب عن اللغة الانجليزية وخاصة قبل ان يتقدموا لامتحانات البجروت.
ما هي كلمتك الاخيرة التي ترغب في توجيهها؟
ليكن معروفا للجميع وخاصة للطلاب من اصحاب الرغبات، فانا كنت اعشق الكتابة منذ نعومة اظافري، وكان حلمي بان اصبح كاتبا، وعلى الطلاب ان يعلموا ان الكتابة هي فن جميل ويعبر فيه الانسان عن نفسه. للاسف الشديد دائما اسمع تلك المقولة “نحن امة لا تقرء”، وما نراه على ارض الواقع نرى ان اولادنا يقرؤون وهنالك معلمون واهالي لا يقرؤون بينما في دول اخرى في اي مكان في العالم، الكل يقرء، ونحن بصعوبة ياتون اودلانا لمقاعد الدراسة بكتب التدريس.
من يريد ان يصبح كاتبا عليه ان يتثقف، لان الكتابة اكثر شيء يمكن ان يتمكن منها الانسان. على الاهالي ايضا ان يساعدوا ابنائهم في القراءة دون ان يبخلوا عليهم في الوقت، زد على ذلك ن لدينا مكتبات عامة، وعلى المعلمين ان يشجعوا الطلاب على زيارتها، كي يكتشفوا مواهبهم المدفونة، فلدينا طلاب لديهم القدرة على الكتابة والابداع لكن مع الاسف لا نعرفهم، فنحن لا نريد ان تاتي اجيالا بعدنا لا تعرف الادب والقراءة.
نحن ككتاب لدينا رسالة، فعندما اكتب رواية باللغة الانجليزية، اقصد ان اوصل رسالتي للاجانب مما نعاني منه، وبهذه الطريقة يتعرفوا على ما يدور من حولنا، كذلك الامر عندما اكتب باللغة العربية والعبرية.