من الوطن، بقلم خالد ياسر

انظر اليه يسعى للشهرة والمنصب..اتركك منه فهو يريد ان يقال عنه فلان ويشار اليه بالبنان..دعك منه فانه انسان ليس ثقة وتدور حوله شبهات..وماذا..ايضا..انه مدعوم من القوى الامبريالية والاستعمارية..جرأة ووقاحة لدى شريحة من المجتمع..شغلها الشاغل التشويه والتخوين والاحباط وتثبيط العزائم..يقسمون بأغلى ما يملكون انهم صادقون فيما يفترون..ويبحثون في المعجم عن اشكال لحلف اليمين من السماء الى الارض وما بينهما..كي يثبتوا صحة ما يقولون.tn1240397_1508361269442026_1400391842582984852_n
يتعدى الامر شخصا ليصل اشخاص ومجموعات ليصل لاحزاب لها باع كبير في السعي لرقي المجتمعات..ويبدأ التصنيف والغربلة …فهذه المحموعة والحركة والحزب تابع للنظام الحاكم او النظام الفلاني..وهذا مدعوم من الجهة الفلانية ليخدم مصلحة الدولة الفلانية..وهكذا دواليك..حتى بعد حين يصبح مؤسس الجماعة وكوادرها عملاء واعداء للوطن ويتهموا بالخيانة والفساد بكل الوانه واشكاله.

انه لمن المعيب ان يتلقف مثل هذه الامور اناس وطنيون ومثقفون ويبدأوا بالترويج لها مع علمهم المطلق واشدد المطلق بزيفها وكذبها لا لشيء سوى رؤية تلك المجوعة او الحركة متفككة ومنهارة وبحسب تفكيرهم الشاذ هذا يزيد من رصيدهم السياسي والوطني والاجتماعي.

الوطن ليس كرسي لمن يرتبطون بحبه ..وليس منصبا لمن خاضوا النضال وبذلوا ما يستطيعون من اجله..الوطن ليس قصة وليس شركة ..الوطن وجود وكيان وعز وشرف..اما ان اكون او لا اكون..مخزي ومعيب ونحن نلهث وراء الفتات من اجل كرسي مكسور ومن اجل ورة في بستان .

نترك الهدف السامي وهو رفعة ورقي الوطن بعز وكرامة وشرف..وندخل في صراعات على من يحكم الناس ويسوسهم ويسودهم.

في الغالب وفي معظم الاوطان تتشكل فرق ومجموعات لتدافع عن الوطن ان كان مسلوبا ومقهورا ومظلوما..وتأخذ هذه المجموعات اسم حركات التحرر…وغالبا عند الواعين في هذه الاوطان تتحد كي يسهل عليها مقارعة ومقاومة الظلم والقهر..وبعد تحقيقها مبتغاها في ارجاع الحق تصبح احزاب وحركات سياسية تخوض نضالا اخر وهو كيفية بناء الوطن وتطويره وتقدمه كل منها حسب رؤيته..فتنجح وتنجح وتفلح..

اما في مجتمعاتنا..فتتشكل هذه المجوعات والاحزاب وتنشق عن بعضها قبل ان تخوض مراحل التحرر وتبدأ بمقارعة بعضها كلاميا وكتابيا واحيانا ان لم يكن غالبا برفع السلاح والاحتراب والقضاء على روح النضال فيما بينها وتكن بالنهاية لقمة سائغة وسهلة الابتلاع من قبل قوى الظلم والاستبداد.

على ماذا نقتتل ولماذا نقتتل وهل هناك ما يستحق ان ننهي انفسنا من اجله..البعض لديه اجابة جاهزة..نعم..فانا الاحق ومن استحق لان اقود واسود..وهذا هو القول الفصل بعينه..ان الجواب لهم..انتم الخونة والانتهازين والوصولين..لان الهدف الكرسي وليس الوطن…حتى وان بذلتم كل ما تملكون من غالي ورخيص..فهدفكم كان السلطة والمنصب والجاه..ولم يكن الوطن …

لقد علقتم الوطن على مشانق افكاركم الغوغائية..وسلبتم منه الحرية قبل عدوكم..فتتم الوطن وشتتم اهله..قسمتم ابناءه وقزمتم اسمه..لاجل شهواتكم..سحقا لوطنيتكم ونضالاتكم التي جعلت الوطن رهينة لكراسيكم ومنافعكم..سحقا لعقولكم والسنتكم المسمومة..

الوطن بحاجة لمن يضحي من اجله ولمن يبني مجده ويرفع من قدره ويجعل منه شامخا عزيزا قاهرا لاعداءه..وليس بحاجة لشعاراتكم ومناكفاتكم واحترابكم وصوركم ..ليس بحاجة لعقول مريضة تكره اخوتها وابناءها وتحاربهم وتشوههم وتقزمهم.

Exit mobile version