افتتاح “صندوق خليل” لتوزيع المنح الدراسية على الطلاب الاكاديميين، ذلك في قاعة المركز الجماهيري “متناس” في المدينة بحضور نائب رئيس بلدية قلنسوة مصطفى ناطور.
شارك العشرات من اهالي مدينة قلنسوة في افتتاح “صندوق خليل” لتوزيع المنح الدراسية على الطلاب الاكاديميين، ذلك في قاعة المركز الجماهيري “متناس” في المدينة بحضور نائب رئيس بلدية قلنسوة مصطفى ناطور.
تعريف صندوق خليل
يشار الى ان “صندوق خليل” هو صندوق لجمع التبرعات المادية انشأه عضو بلدية قلنسوة السابق الحاج خليل ناطور، بالتعاون مع بلدية قلنسوة وجمعية الانتماء والامل في مدينة قلنسوة، وهدفه تقديم المنح الدراسية للطلاب.
وافتتح الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الشيخ شاكر ناطور، ومن ثم رحبت عريفة الحفل اريج شريف، بالحضور وشكرت كل من ساهم بإخراج هذا الصندوق الى حيز التنفيذ وشكرت عائلة ناطور على هذه المبادرة.
القاضي احمد ناطور:” كفى ان تعج مقاهيهم بابنائنا عمالا، يجب ان تعج جامعاتهم بابنائنا طلابا”
وبعد ذلك القى عضو لجنة التوجيه في الصندوق، سماحة القاضي احمد ناطور كلمة قال فيها:” يجب علينا ان نقول كفى لتعج مقاهيهم ومطاعمهم وفنادقهم بأبنائنا عمالا، فحان الوقت لتعج جامعاتهم بأبنائنا طلابا، الطريق الوحيد لنكون ندا للاغلبية هو العلم، في الحقيقة انا متفاؤل من هذه الخطوة التي من شانها ان ترفع من مكانة واهمية العلم في مجتمعنا”.
” كما دعمنا الطلاب اليوم ماديا، عليهم ان يدعموا طلاب المستقبل بالمقابل”
وأضاف:” صراحة كانت لي تجربة غير سارة في هذا المجال، فعندما كنت اعمل محاضرا للحقوق في عدة جامعات، قمت بإنشاء صندوق كهذا وكان هذا بالعام 1986، وكنت امنح طلابي المنح، وعندما كان هؤلاء الطلاب يتخرجون ويندمجون في سوق العمل وينجحون، كنت اقول لهم انه حان دورهم لكي يتبرعوا لسلفهم من الطلاب، لكنهم كانوا يرفضون وهذا خلق في نفسي خيبة امل، وبالتالي تم اغلاق هذه الصناديق”.
” آمل ان يكون لهذا المشروع استمرارية”
وتابع قائلاً:” مجتمعنا يجب ان يكون متكافل ويساعد بعضه البعض، وحسب رايي يجب علينا اعطاء المنح والدعم المادي لمن هو بحاجة للمال ومن هو ليس بحاجة للمال على حد سواء، فهذا يعكس تاريخنا العربي والاسلامي في ظل الحكم العربي قبل الاف السنين، وكلي امل ان ينجح هذا المشروع ويكون له استمرارية مما يعود على المجتمع بالفائدة”.
عبد الباسط سلامة:” الابداع يتطلب انتماء وعلم”
اما رئيس بلدية قلنسوة الشيخ عبد الباسط سلامة فقال:” دعونا ان نؤكد على امر يبدو بديهيا للوهلة الاولى، وهو ان العلم بقي السلاح الاخير لدى العرب في هذه البلاد، وعندما نقول العلم، فالعلم هو بحر واسع جدا، يجب على طلابنا الا يحددوا انفسهم بطلب علم واحد وتجاهل باقي العلوم، ولا يمكننا النهوض بالتعليم الا بقطف ثمرة تعاون بين ثلاث جهات، الطلاب انفسهم، الاهالي والبلدية، والعلم وحده لا يكفي، يجب ايضا العمل على انتاج جيل صحيح متعلم، وايضا لديه انتماء لشعبه وبلده، لان هذه هي الطريقة الوحيدة للابداع، وانا اناشد جميع الاهالي ان يمدوا يد العون لهذا الصندوق لإنجاحه”.
د.قصي حاج يحيى:” بعد فقداننا للارض يجب علينا التوجه للعلم”
وبعد ذلك تحدث الدكتور قصي شاهين حاج يحيى، من الطيبة، المحاضر في كلية بيت بيرل، محاضرة قال فيها:” في البداية اود ان اقول اننا كأقلية عربية في البلاد، فقدنا غالبية الاراضي التي كانت بحوزتنا، وبهذا فاننا –بعيدا عن باقي الاصعدة- فاننا فقدنا مصدر الرزق، وبقي للناس فقط التعليم، وهذا سبب اندفاع الطلاب العرب في سنوات الخمسينيات الى الجامعات وخصوصا الجامعة العبرية في القدس”.
” مفهوم الجامعة لدينا يجب ان يتغيير”
وإستطرد قائلا:” ما جرى في سنوات الخمسينيات هو ان النسبة كانت قليلة جدا، اما اليوم فهي عالية، وتشير الابحاث التي قمت بإعدادها في كل العالم ان الاقليات في جميع الدول تتوجه للتعليم العالي اكثر من الاغلبية، وللاسف فان مفهوم الجامعة لدينا هو مفهوم يتخلف عن مفهوم الاخرين لها، عندنا للاسف الجامعة تنعي التعلم لكسب شهادة ومن ثم التقوقع في المهنة داخل البلدة، والصواب هو ان يخلق التعليم حراكا اجتماعيا، سياسيا واقتصاديا في المجتمع”.
” الكل يتساءل عن استحقاق البجروت، ولا احد يذكر جودة البجروت”
ومضى يقول:” لا يكفي ان يتعلم او ينتسب الطالب العربي للجامعات الاسرائيلية، بل عليه ايضا ان يتفوق على اقرانه من الوسط اليهودي، الجميع في بلداتنا العربية يتحدثون عن الاستحقاق لشهادات البجروت، وانا من جهتي اتسأءل هلا تطرق يوما احدهم الى جودة شهادات البجروت؟ لدي شك في ذلك، وهناك امر آخر ينشط به طلاب الجامعات الذين ينتمون الى الاقليات، وهو انهم غالبا ما يختارون مهنة ذات هيبة اجتماعية للدراسة، اقصد الطب، الهندسة، محاماة، وتدقيق حسابات وغيرها وهذا امر خاطئ”.
توزيع ثلاث منح..
وفي النهاية تم توزيع ثلاث منح بقيمة 15 الف شاقل بشكل متساوٍ على ثلاث طالبات من قلنسوة وهن: نور نشأت عبد الرحمن قشقوش والتي تدرس الصيدلية في السنة الرابعة بالجامعة العبرية، ايمان سنان عبد الرحيم خطيب، وتدرس السنة الاولى في جامعة حيفا بعلم الاجتماع، وايضا روان عبد الرحيم احمد قشقوش وهي طالبة علاج بالتشغيل في جامعة تل ابيب بالسنة الثانية.
وصلة فنية وعبد الحليم مرعي يتبرع بـ10 الاف شاقل
وتخلل الحفل ايضا وصلة عزف ملتزم من يوسف عودة وزاهر نصاصرة، علما ان مدير المدرسة الثانوية عتيد في قلنسوة عبد الحليم مرعي قام بالتبرع بمبلغ 10 الاف شاقل وهو ما يعادل منحتين، لأن المنحة هي 5000 شاقل حسب قوانين الصندوق، وهو نصف تكلفة السنة الدراسية في الجامعات.