في استحضار للثقافة المتجسدة في التراث الطيباوي، ننشر لكم زوار موقع “الطيبة نت” قصص من التراث الشعبي الطيباوي، والالعاب الشعبية القديمة، والاغاني القديمة، في سلسلة نشرات تتابعونها على موقعنا، من اعداد الاستاذ محمد صادق جبارة .
يقول المربي محمد جبارة:”يعتبر التراث الشعبي نتاجاً للتراكم الثقافي والفكري المستمر تعود جذوره الى خبرات وتجارب طويلة للشعوب منذ ما قبل التاريخ”.
والتراث الطيباوي غني بأمور عديدة منها العادات الاصيلة والموروثات الشعبية ذات اصول قديمة موغلة في التاريخ تعرضت للتغيير والتبديل والحذف. وفي الوقت الحاضر نرى ان معظم الصور التراثية بدأت تتلاشى وتندثر مع تقدم الزمن ولذلك قمت بعدة أعمال للمحافظة على هذا التراث منها تأليف عدة كتب تراثية وأسعى الى إقامة متحف شعبي عدا عن الدورات الخاصة والمقالات التي تنشر في عدة مواقع.
واليوم سوف اسرد عليكم قصه شعبية طيباوية من قصصنا الشعبية تناقلها الاجداد والابناء عبر الزمان.
1. من قصصنا الشعبية القديمة
قصة صادق
يحكى أن فتى يتيما كان يقيم عند عمه وتحت رعايته وكان يدعى “صادق” وكان صادق لا يكذب ولا يعرف معنى الكذب، وهو مجبول بالفطرة على الصدق من الله تعالى.
وكان لعمه ناقة يأخذها أحيانا للمرعى ويرعى معها طيلة نهاره، وسمع الناس بصدقه ونزاهته وعفة نفسه، فاراد بعضهم أن يختبره ويمتحنه، فتوجه لعمه وأخبره أنه يشك فيما يسمعه من صدق ابن اخيه صادق، واقترح عليه ان يمتحنه بشيء معين.
وافق العم على ذلك وذهب الرجل يخطط للايقاع بصادق وفحصه اذا كان صدقه فطريا بديهيا ام مفتعلا ومصطنعاً.
وفي ساعات الصباح بينما كان صادق يرعى مع ناقة عمه، رأى فتاة ترعى مع قطيع لها، ثم أخذت تقترب منه شيئا فشيئا حتى وصلت اليه، وحيته وجلست تتحدث اليه، وأغرته الفتاة وقالت له انها تحبه وانها تتمنى الزواج منه، وستوافق اذا ما تقدم ليخطبها من ابيها، وظلت تتحدث معه حتى كاد النهار ينقضي فقالت له انها لم تأكل منذ الصباح، وألحت عليه ليذبح لها ناقة ويطعمها من لحمها وأقسمت عليه بحبها له، فانصاع لدلالها وذبح الناقة وشوى منها وأكل هو وتلك الفتاة، وعندما حان وقت الغروب ودعته الفتاة وساقت أغنامها وعادت الى مضارب أهلها.
وكانت سكرة تلتها فكرة، فجلس صادق يفكر بعد أن صحي مما كان فيه، واذا الناقة قد ذبحت، وكيف يعود لعمه بدونها، وماذا يقول له عندما يسأله عنها.
فكر صادق مليا وقام فغرز عصا كانت معه في الارض وبدأ يحكي لها ويبث لها همومه وكأنه يستشيرها في أمره وفي الورطة التي وقع بها، فقال: يا عصاي لو سألني عمي عن الناقة وقلت له إن الذئب قد أكلها، فماذا سيقول لي؟
ورد على نفسه وهو يمثل دور العصا: قال سيقول لي أرني ما تبقى منها لان الذئب لن يستطيع ان يأكلها كلها ولا يستطيع جرها وسحبها.
واذا ذهبت معه ولم يجدها فسيعرف عندها أنني كذبت عليه، ولا يصدقني بعدها.
وتوجه الى العصا مرة أخرى وسألها قائلاً: وإذا قلت لعمي بأن اللصوص قد سرقوها فماذا سيقول لي.
قال: سيقول لك تعال نتبعهم ونقص أثرهم واثر الناقة حتى نصل اليهم، وعندها لن يجد الاثر وسيعرف أنني كذبت عليه.
قال: وإذا قلت له لدغتها أفعى وقتلتها فماذا سيقول؟
قال: سيقول تعال لنرى جثتها ونرى أثر الحيه التي لدغتها، واذا جاء ووجدها مذبوحة ومسلوخة وأثر النار والشواء بقربها فسيعرف عندها أنني كذبت عليه.
وأسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في مخيلة صادق ولكنها جميعاً لم تقنعه ولم يجد جواباً شافياً لها؟
وأخيراً قال: يا عصاتي لم يبقَ أمامي إلا أن أخبر عمي بالحقيقة وليحدث ما يحدث.
وعاد صادق كاسف البال يحمل بيده تلك العصا التي كان يسوق بها الناقة وجلس حزينا، فسأله عمه لماذا عاد ولم تعد الناقة معه، فأخبره بكل الحقيقة ولم يترك شيئاً إلا وأخبر عمه به، ثم سار معه وأراه المكان الذي ذبح فيه الناقه وما تبقى منها.
عرف العم ان صادقا لا يكذب، فربت على كتفه وهون عليه وخفف عنه وقال له: لا تيأس يا أبني ساشتري ناقه اخرى مكانها.
وعاد والد الفتاة الى عم صادق ليسأله عن خبر صادق، وماذا قال لعمه، فأخبره أنه قص عليه الحكايه كاملة ولم يكذب عليه في شيء منها.
ولم ييأس ذلك الرجل بل قال للعم: دعني أجرب أخرى لأرى مدى صدقه، واتفق مع العم على تجربة جديدة.
وفي المساء بعث العم صادقاً لقوم الفتاة ليخبر أباها بأن عمه قادم لخطبة الفتاة التي ذبح لها الناقة بالامس، وذهب صادق فرحاً، وعندما وصل وجد القوم قد هدموا خيامهم وحملوها على الابل، والابل ترغي والعبيد في هرج ومرج، فتوجه الى والد الفتاة، واخبره أن عمه ينوي زيارتهم في هذه الليلة فقال له: قل له اننا رحلنا من هذه الديار، وغادرنا الى مكان اخر.
وعاد صادق ليخبر عمه بما رأى وعندما وصل سأله عمه إن كان قد أخبر والد الفتاة عن خبر زيارته المرتقبة.
فقال: نعم أخبرته.
فقال: وماذا قال لك؟
فقال له: إنه يقول لك إنهم يريدون الرحيل.
فقال له: وهل رحلوا؟
قال: رأيتهم قد هدموا بيوتهم، وحملوها على جمالهم، ولكن لا أدري إذا كانوا قد ارتحلوا أم لا.
فقال له: سنذهب اليهم في المساء على كل حال ونرى إن كانوا قد ارتحلوا أم لا، وذهبوا في المساء إليهم وعندما وصلوا وجدوا القوم قد بنيت خيامهم، وإبلهم في أماكنها وليس لديهم أي شيء يدل على الرحيل فعجب صادق لذلك، ولم يعلم انها خطة مدبرة لفحص صدقه من كذبه.
وطلب العم يد تلك الفتاة من أبيها لابن أخيه صادق، فوافق والد الفتاة على زواجها منه بعد ان تأكد له بأنه صادق بالفطرة، وتزوج صادق من تلك الفتاة التي أحبها وعاش صادقاً لا يعرف الكذب في حياته.
2. من ألعابنا الشعبية
لعبة هنا دار الملوك (هنا دار السلطان)
عدد اللاعبين: فريقان كل فريق 5-10 لاعبين.
عمر اللاعبين: من 5-10 سنة
الجنس: ذكور وإناث
مكان اللعب: الساحات.
وقت اللعب: الربيع والصيف.
سير اللعبة:
ينقسم اللاعبون إلى فريقين، يقف الفريق الاول جانباً ويتفق على كلمة معينه تدل على شيء مثل (تفاح، خيار، سمسم…. إلخ) ويتوجه الفريق الثاني نحو الفريق الأول ويبدأ في الاستجواب للفريق عن طريق الأسئلة، ويكون في العادة على النحو التالي:
الفريق الأول: هنا دار الملوك، فيجيبهم الفريق الثاني: وين كنتم؟
فيقول أعضاء الفريق: في البستان.
الفريق الثاني: شو أكلتم؟
الفريق الأول: شنجر بنجر كل صحن (هو الكده) يشيرون الى حجم الشيء الذي اتفقوا عليه.
هنا يبدأ الفريق الثاني في الإجابات والتحزير الى أن يصلوا إلى الإجابة الصحيحة فيهرب الفريق الأول ويلحق بهم الفريق الثاني الى أن يمسك جميع أعضاء الفريق وهكذا تستمر اللعبة.
فوائدها كثيرة كفوائد لعبة شد وإركب