يطرح المؤرخ صدقي ادريس، في هذا اللقاء المتجدد، موضوع اكبر حملة في التاريخ وعلاقتها في الطيبة.
قال المؤرخ صدقي ادريس، ثبت تاريخيا على مر القرون والاجيال ان امن مصر من امن سوريا، وان سوريا هي بوابة مصر، حيث يتصل بر الشام مع ارض مصر عند برزخ السويس، وكانت وما زالت وحدة القطرين، اي مصر وسوريا هي الضمان الاكبر لدحر الطغاة والطامحين”.
وتابع:” واذا ما استعرضنا حوادث التاريخ لخلصنا الى النتيجة التالية، وهي عندما يتحد القطران تكون الامة قوية، وعندما يتباعد القطران تضعف الامة”.
واضاف:” وامثلة كثيرة من التاريخ القديم، والوسيط والحديث تثبت ذلك، ففي الزمن القديم قام تحتموس الثالث الذي اسس اكبر امبراطورية في التاريخ، بغزو بلاد الشام وتوحيدها حيث دحر وهزم دويلات الكنعانيين عام 1479 قبل الميلاد، وفي زمن صلاح الدين الايوبي الذي وحد القطرين، استطاع بتوحيد مصر مع سوريا وكنس الصليبيين من الشرق، بعد ان قهرهم في معركة “حطين” عام 1187، وفي زمن المماليك، قام القائد الاسلامي المملوكي الظاهر بيبراس، بتوحيد القطرين وقهر التاتار، الذين اجتاحوا بغداد عام 1258، ثم اجتاحوا بلاد الشام ودمشق وتقدموا نحو فلسطين، ولاقاهم بيبراس، عند “عين جالوت” عام 1260، حيث قهرهم في “عين جالوت” قرب مرج ابن عامر، وبذلك يكون المماليك قد قدموا اكبر خدمة للعالم، بوقف التاتار اذ لو انتصر التاتار في هذه المعركة لاحتلوا مصر ودخلوا اوروبا، وتغير وجه العالم”.
واكمل حديثه قائلا:” وبعد بيبراس، جاء محمد علي باشا حيث بعث باكبر حملة بقيادة ابنه ابراهيم باشا، الى بلاد الشام حتى فلسطين، ثم تقدم ليرث الامبراطورية العثمانية، ولولى وقوف اوروبا الى جانب الدولة العثمانية، حيث اضطرته الى توقيع معاهدة “قوتاهيا”، وكانت اخر محاولة لتوحيد مصر مع سوريا في زمن جمال عبد الناصر عام 1958”.
اكبر حملة في التاريخ وعلاقتها في الطيبة
قال ادريس:” حملة تحتموس الثالث الى فلسطين، لتوحيد مصر مع سوريا، قام تحتموس بهذه الحملة، قام بحملته فعبر قناه السويس، ثم وصل الى غزة، وقطع تلك المسافة في عشرة ايام اذ لم تكن مقاومة، ثم دخل فلسطين، وتعسرت اموره نظرا للمقاومة الشديدة التي قابلته في فلسطين، وسار في الطريق، طريق البحر من غزة اسدود، اللد والرملة، راس العين، جلجولية، بن يامين، الطيرة الى مغازين جنوب قلنسوة غربي الطيبة”.
نترككم مع هذا الفيلم الوثائقي حول اكبر حملة في التاريخ وعلاقتها في الطيبة.