الحركة الوطنية “كفاح” تدعو كافة القوى الشعبية الى المبادرة والدعوة الى نشاطات شعبية، وتدعو أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، الى المشاركة الواسعة في كل التظاهرات المعلن عنها وإعلان الإضراب العام، مشيرة الى أن التنديد بالجريمة لم يعد كافيا، بل بات أكثر من ملح أن يتم التحرك ومتابعة القضية في كل الأساليب والأطر الممكنة والضاغطة.
اصدرت الحركة الوطنية “كفاح” بيانا، حول الاحداث الاخيرة، في اعقاب استشهاد شابين من رهط، جاء فيه: تتابعت الجرائم في مدينة رهط في النقب، حيث أعقبت قوات الشرطة جريمتها الأولى التي قتلت من خلالها الشهيد سامي الجعار بجريمة أخرى قامت بها أمس 18/01/2015 خلال تشييع الشهيد سامي الجعار بقتل شهيد آخر وهو سامي الزيادنة نتيجة اعتداء مبيت ومخطط له من قبل قوات الشرطة، حيث تم تأخير التشييع لساعات المساء وفق طلب الأجهزة الأمنية، وبدلا من أن تلتزم الشرطة حدود الأسف والأسى بتسببها بفقدان الشاب سامي العجار البالغ من العمر 20 عاما تعمدت الوصول للمقبرة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي على المشيعين العزل شيبا وأطفالا دون أي رادع يذكر مما أدى لاستشهاد الشهيد سامي الزيادنة والتسبب بجراح خطيرة لشخص آخر ما زال في حالة حرجة في المستشفى، إضافة لوجود إصابات كثيرة تجاوزت الأربعين حالة.
لا غرابة ولا استهجان من تصرف الشرطة الهمجي والعدواني، فما يجري ليس إلا تتمة لجرائم الشرطة التي أخذت الضوء الأخضر لتنفيذها من حكومة الاحتلال والعنصرية لتقتل أكثر من 50 شهيدا منذ العام 2000.
والداعي للأسف هو موقف العديد من الأحزاب العربية التي انشغلت بفرضيات ومفاوضات انتخابات الكنيست والانتخابات التمهيدية، وموقف لجنة المتابعة التي أعلنت إضرابا تقسم فيه الفلسطينيين شمالا وجنوبا لتدعو لإضراب هزيل يكون شامل في النقب، وإضراب يشمل فقط السلطات المحلية في باقي البلدات العربية في الشمال والمثلث تحت مسمى “إضرابا رمزيا” لا يشمل المدارس ومؤسسات التعليم والمرافق العامة، دون أن تدعو لأي نشاطات أو مظاهرات في المناطق المذكورة.
إن حركة “كفاح” ترى أن ما يحدث اليوم هو ببالغ الخطورة، ولا يشكل حالة منفصلة أو عابرة ، بل هي تتمة لنهج متعمد لا تخفي فيه الشرطة رسائلها المباشرة من أنها تستطيع قتل من تريد وكيفما تريد دون رادع أو حسبان عقبى الأمر، حيث يجتاح الشارع العربي بحق حالة من الغضب والغليان على إثر حالات القتل المتكررة لتستمر الشرطة ذاتها القيام بمواجهته بعداوة ووحشية ضمن جوقة تصريحات حكومية حاضنة ومؤججة لعداء العرب والتحريض ضدهم، لتكمن الخطورة في ظل كل هذه الصورة المتكررة بعدم مساءلة ومتابعة الشرطة ومحاسبة مشرعي نهجها لتمر كل القضايا وحالات القتل التي حدثت وتتحول لشأن العائلة الثكلى مبتعدةً عن سياقها الواضح ألا وهو قتل كل عربي واستباحة دمه على يد السلطات دون حسيب أو رادع.
لم يعد بالإمكان السكوت، ولم يعد مكانا للمطالبة بلجنة تحقيق داخلية للشرطة وخطاب وشعار يندد ويستنكر هنا وهناك، لقد أصدرت الشرطة مباشرة بيانا منسوخا عن بياناتها السابقة باجتماع ضباطها الكبار وإصدار أمر لتحقيق لجنة “ماحش” التي لا تقوم بأي تحقيق غير رسم مخرج قانوني لحالات القتل المتعمدة المتكررة. ورغم ذلك ستبحث لجنة المتابعة اليوم الدعوة للإضراب، ونحن ننظر بعين الريبة حول ضرورة البحث. نحن ندعو لجنة المتابعة لإعلان فوري للإضراب العام وأن ترتقي بمستوى الرد بمستوى الجرائم المتكررة بحق أبناء شعبنا على يد الشرطة.
كما تدعو حركة “كفاح” كافة القوى الشعبية للمبادرة والدعوة لنشاطات شعبية، وندعو أبناء شعبنا للمشاركة الواسعة في كل التظاهرات المعلن عنها وإعلان الإضراب العام أعلنت أو لم تعلن لجنة المتابعة لكننا أيضا ندرك في حركة “كفاح” أن التنديد بالجريمة لم يعد كافيا، بل بات أكثر من ملح أن يتم التحرك ومتابعة القضية في كل الأساليب والأطر الممكنة والضاغطة، لذا نرى بحركة كفاح أن المظاهرات والتظاهرات وكل مظاهر الغضب تتطلب التوجه للأمم المتحدة لتدويل قضية قتل شبابنا وأبناء شعبنا وطلب حماية دولية حيث شرعت حركة كفاح بالتحضير لتقديم شكوى رسمية للجنة حقوق الإنسان ولجان أخرى مختصة دوليا. كما نحذر من أي محاولة لامتصاص الغضب وتحويل الغضب الشرعي لمظاهر تنفيس ليس أكثر، والتهاون في متابعة الأمر حيث أن التهاون في قضية قتل الشهيد خير الدين حمدان هو من أعطى الضوء الأخضر لقتل الساميين.
المجد والخلود لشهدائنا
باقون ما بقي التين والزيتون
19 كانون ثاني 2015