ثلاث مرات متتالية في اقل من اسبوعين يتم فيها تسريب امتحانات الثانوية العامة (البجروت) والغش باستخدام الأساليب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي فى ظاهرة غريبة على مجتمعنا وفى تحد سافر من قبل بعض الطلاب برغم تحذيرات وزارة التربية والتعليم من العقوبات التى تقع على مرتكب هذا الفعل،والعقوبات التي تتعرض لها المدرسة التي تصل اللون الاحمر في الغش حسب خطة الوزارة الجديدة للحد من الظاهرة.فبعد ان كنا نردد قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :”من غش فليس منا”،صار الشعار المرفوع عند البعض من طلابنا وعند البعض منا “من لم يغش فليس منا”،صار الغش شطارة وفهلوة وتقدما وصارت الاستقامة والنزاهة تخلفا وانغلاقا وخيانة للأصدقاء والاصحاب،واصبح الطلاب المجدون والمجتهدون بين نارين احلاهما مر،لا يدرون ماذا يفعلون اذا استمرت ثقافة الغش في التفشي.ولم تعد الطرق التقليدية للغش هي الطرق المتبعة لكن الغش تطور تطورا تكنولوجيا بصورة الغش الالكتروني عبر البلفونات وشبكات التواصل الالكتروني..
والادهى من ذلك كله هو تسريب الامتحانات ليتم تداولها وحلها بين الطلاب قبل موعد الامتحان بايام دون ان تنجح وزارة المعارف في وضع اليد على مصدر التسريب ومنع التسريب القادم . الامر الذي يجعل كل عملية التقييم والقياس المدرسي في مهب الريح ويقضي على تكافؤ الفرص عند الطلاب.
“فوضى أخلاقية” أصابت ليست أبناءنا فحسب بل وبعض المراقبين المشاركين فى محاولات الغش وتسهيله احيانا ،بل بعض المدارس في الوسط العربي التي لا يعنيها الا رفع نسبة الحاصلين على شهادة البجروت لدى طلابها وباي ثمن،وبعض الاهالي الذين يضغطون بصورة مبالغ فيها على ابنائهم للحصول على العلامات العالية ،ويضغطون بقوة على المعلمين والمدرسة كي يسهلوا عملية الغش ..
وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط كما يرى بعض الباحثين مثل سنتيرا (Centra, 1970 ) بل قد يتعداها من وجهة نظرهم إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم .
ولقد اصبح الغش في التعليم بكافة مراحله في المجتمع العربي ظاهرة مخيفة لا تؤثر على مخرجات التعليم فحسب، وإنما على قيم وأخلاق المجتمع . انه كارثة وجريمة بحق مجتمع وجيل بأكمله.اذ لا يعقل ولا يقبل ان تصل نسبة الغش لدى الطلاب العرب 8 اضعافها لدى الطلاب اليهود كما اشارت الاحصائيات ،ولا ان يقوم 45% من الطلاب العرب الدارسين للقب الاول في الجامعات بترك الجامعة او تغيير التخصص..ان الامر يعني اننا نعاني من ازمة قيمية حقيقية ومن ثقافة وافدة غريبة اخذت تتجذر في مجتمعنا ،ولن ينفعنا ان نظل نعلق ازماتنا على حبال وشماعات الغير ،وان كنا متفقين على ان هذا الغير -وزارة معارف كان او غيرها – يتحمل قسطا من المسؤولية عن هذه الازمة التي يشارك فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة بتغذيتها ،من خلال سياساته التي يمارسها،والتي ليس المجال مجال التفصيل فيها.
ان محاربة الغش لا تكون في آخر العام الدراسي لان التعليم عملية تكاملية متسلسلة ومترابطة فان انعدام التأهيل للمعلمين غش ، وضعف الرقابة والتوجيه غش ، وتحول المدارس إلى سجون غش ، وتحويل المدارس الى مصانع للشهادات بعيدا عن التربية للقيم غش ، وعدم التمييز بين المعلم المجتهد والمعلم المقصر غش ، وبالتالي لا يمكن أن نحصد سوى الغش لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ان على وزارة المعارف وكل الاطراف ذات الصلة العمل الجاد على وضع حد لهذه الكارثة بالسرعة القصوى عن طريق حملة وقائية قبل ان تكون جزائية عقابية،مثل العقاب الجماعي بإلغاء الامتحان ومعاقبة الطلاب النزيهين والمجتهدين،والى فان الدمار قادم.
ونقطة البداية -في تقديري- في مكافحة الغش يجب أن تبدأ بإصلاح النظام التعليمي بأكمله وتنتهي بالتشريعات الصارمة. وهي عملية تشترك فيها جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية: الأسرة -المدرسة- وسائل الإعلام- المسجد.. إلخ.
اعجبني الكلمه الاخيره من المقال: المسجد!!!!!!
ممنوع الخلط بين امور دينيه وامور وسياسات تربويه
الغش منتشر في اواسط
المتدينين العرب واليهود