قصيدة “وحشةٌ على جسر الأسطورة الصّعبيّة”، بقلم: د. سامي ادريس

ننشر لكم زوار موقع “الطيبة نت” قصيدة “وحشةٌ على جسر الأسطورة الصّعبيّة”، من شعر د. سامي ادريس، من مدينة الطيبة.
10926409_601849443280630_277540219362402945_n

ندامايَ ! أغفو إذا ما ثملتُ أطيرْ
أُحبُّكِ حتى انطفاء الدُّهورْ
أيا طيبتي بنتَ صعبِ الأميرْ
يقودُ البلادَ على فرسٍ من أثيرْ
إلى جسرها حيث تصرخُ كل العذارى
وكلُّ السُّكارى
ويضحكُ هذا المصيرْ
***
ندامايَ حينَ يَعزَّ الندامى
إذا قدَحُ الشعرِ جفّتْ دِماها
إذا طائرٌ واحدٌ لم يعُدْ في سماها
إذا نَسْرُها قد سلاها
تعالْوا إليها
الى جبلٍ في رباها
وقوفاً، وضُموا شذاها
أعيدوا إليها صداها
***
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
لأنكِ بِعتِ رُضابَكِ للغرباءْ
وبعنا نسورَكِ، ثم بكينا عليها
وها هي تبكي علينا السماءْ
***
تُنهنهُني الوحشةُ العاويةْ
تهدهدني ، فأُغنّي
على شجرةٍ عاريةْ
لطيبةَ أمّي التي ما رمتْ
مفاتيحَ داري
ندامايَ ! طال انتظاري
ولما تزلْ واقفةْ
ولمّا تزلْ جائعةْ
وما أرضعتني..
وتنزفُ منها الدماءُ
ولمّا تزلْ واقفةْ
وهاجرتُ هجرتيَ التائهة
ولمّا تزلْ خائفةْ
إذا الريحُ تلفعني في الشتاءِ
إذا الأنبياءُ استجابوا لدعوتها الوالهة
وقد أنزلتْ روحها سورة الفاتحةْ
على قبلةٍ مالحةْ
على أعينٍ ستطلُّ على شُرفة الآلهةْ
على أعينٍ كالحةْ
***
إذا أنتَ قاتلكَ الأقربونَ ، وأحزابُكَ المشتهاةُ
أضلّتْ وضلّتْ
وهانت على الكلِّ أحجارُها
ونامَ عنِ الدارِ أحرارُها
من اليأسِ تأكلُ أبناءها
ويرحلُ عن دوحةِ السرِّ كفّارها
وينأى عنِ الروحِ سُمارُها
تعجُّ المقاهي بأخبارها
تضجُّ الملاهي بأسرارها
وتقبعُ في الصمتِ خلف الضبابْ
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
فأينَ حلاوةُ ذاكَ الرُّضابْ؟؟
***
ندامايَ ! طال انتظاري
ولما تزلْ يابسةْ
وما أرضعتني..
تشبّثتُ في ذيلِ ثوبٍ لها
أُفتّشُ عن حلُمٍ ضاع خلفَ السرابْ
وعيني على جبلٍ شامخٍ كالإلهْ
ومنديلُ عشقٍ سيمسحُ دمعةَ حبًّ قضى
ولما تزلْ رابضةْ
ولمّا تزلْ عابسةْ
وتاهَ الإلهْ
***
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
فأينَ حلاوةُ ذاكَ الرُّضابْ
***

د. سامي ادريس
Exit mobile version