تفاهمات مع معهد الصحة السويسري وبعثات للتدرب والتخصص في أماكن مرموقة بالعالم واستقطاب باحثين من الداخل الفلسطيني وأماكن أخرى
يعمل طاقم كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، كخلية نمل وبعزيمة قويّة، لنقل الكلية من المستوى الممتاز الذي تتمتع به اليوم إلى مستويات دولية، من خلال إدخال وإجراء أبحاث بمستوى دولي، وبناء شراكات مع مراكز عالمية وتعزيز المستوى الأكاديمي والعلمي.
وبدأت الكلية فعلا بتحقيق أهدافها وقطف بعض ثمار جهودها المتعلقة بتحقيق النقلة النوعية إلى العالمية، ومن مؤشراتها الأولية اعتراف المجلس الطبي في كاليفورنيا بكلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح، وتوقيع الكلية، مطلع الأسبوع، على اتفاقية تعاون مع المعهد السويسري للصحة العامة وجامعة بازل.
وفي خطوة لاستقطاب الباحثين من أبناء الداخل الفلسطيني والشتات ومن كل مكان، قررت الكلية المعترف بها دوليا، فتح الأبواب أمامهم لإجراء أبحاثهم، والالتحاق بالركب العالمي من خلالها، كما تفتح أبوابها للطلاب من كل مكان للدراسة فيها بأعلى المستويات.
يقود الكلية في خطواتها نحو العالمية، عميدها والمدير العام لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، البروفيسور سليم حاج يحيى، أحد أشهر جراحي القلب على مستوى العالم، خاصة في مجال زراعة القلب والقلب الاصطناعي والرئة وجراحة القلب الفاشل، وهو من مؤسسي العديد من معاهد القلب في بريطانيا والعالم. ويحيط بالبروفيسور حاج يحيى عدد من الأطباء وأساتذة الطب المرموقين، الذين يتمتّعون بكفاءات عالية ويلعبون دورا هاما في عملية الارتقاء بكلية الطب نحو المستويات المنشودة.
أما من اهتم أساسا بتطوير كلية الطب بشكل لافت، وعمل جاهدا على استقطاب البروفيسور حاج يحيى والاساتذة المرموقين وتهيئة الظروف المطلوبة، فهو البروفيسور رامي الحمد الله، رئيس الجامعة ورئيس الحكومة الفلسطينية، الذي لعب دورا رياديا في الارتقاء بكلية الطب والجامعة عموما، إلى المستوى الذي وصلت اليه اليوم، مقدّما كل الدعم اللازم.
تبادل خبرات وتعاون أكاديمي مع سويسرا
في سياق متصلّ بالجهود المبذولة لتطوير الكلية، وقّع الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية والبروفيسور دون دي سافني، ممثل معهد الصحة العامة السويسري، في أعقاب ورشة استضافتها الكلية، مطلع الأسبوع، مذكّرة تفاهم لتبادل الخبرات والتبادل الأكاديمي والتعاون في مجال البحث العلمي والأمراض غير المعدية.
وشدد البروفيسور سليم حاج يحيى خلال افتتاح الورشة على أهمية الشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي والدولي وتمكين الخدمات والخبرات المحلّية، مؤكدا أن تطوير خدمات التدريب والبحث العلمي وتوعية المجتمع المحلي صحياً تقع جميعها على رأس أولويات كلية الطب ومستشفى النجاح. وأشار إلى مضي الكلية في إرسال الطلبة لاستكمال تدريباتهم واجراء تخصصات طبية في الخارج، ودعوة الخبراء الدوليين لتبادل الخبرات الصحية مع الكفاءات الفلسطينية، فضلا عن الرغبة بالانفتاح على فلسطينيي الشتات والداخل والعمل على تطوير أساليب التدريس أكثر.
أما كلمة البروفيسور مارسيل تانر، مدير المعهد السويسري للصحة العامة، فقدمها بالنيابة عنه البروفيسور دون دي سافني، مدير وحدة النظم الصحية في معهد الصحة العامة السويسري، متحدثا عن المعهد الهادف الى تعزيز الطب الوقائي عالمياً وتمكين خدمات الصحة على المستويين السويسري والعالمي.
وفي انجاز غير مسبوق على مستوى الجامعات الفلسطينية، سبق أن استلمت كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة النجاح، في الآونة الأخيرة، رسالة من إدارة المجلس الطبي في كاليفورنيا، أكدت على تمتع الكلية بالشروط اللازمة للاعتراف بها كلية مطابقة للمواصفات والمعايير الأمريكية، مما يتيح لطلابها الحصول على شهادة التدرب في مرحلة ما بعد التخرج والحصول على شهادة طبيب جراحة من المجلس الطبي في كاليفورنيا.
نخبة من الطلاب والمحاضرين وخبرات دولية
ويقول بروفيسور حاج يحيى “إن كلية الطب وعلوم الصحة تضم نخبة من الطلاب والمحاضرين، وتوفّر لطلابها إمكانية للتقدم في مجالات عملهم ومن ثم في التخصصات التي يختارونها، من خلال مستشفى النجاح الجامعي، الذي يشهد بدوره نقلة نوعية نحو العالمية، وكذلك من خلال مؤسسات عالمية تربطها اتفاقيات تعاون مع الكلية، مما يفتح الأبواب أمام الطلاب والخريجين لاستكمال تدريبهم وتعليمهم ومزاولة الطب في أماكن مرموقة حول العالم والتعمّق في التخصصات، وهذه إضافة نوعية”.
البروفيسور سليم حاج يحيى: فتح الأبواب لباحثين من الداخل الفلسطيني والشتات
وكان حاج يحيى، قد قال في وقت سابق، إن كلية الطب والعلوم الصحية، فتحت الأبواب أمام الباحثين من الداخل الفلسطيني والفلسطينيين أينما كانوا في المهجر والشتات وكل مكان، لتطوير البحث العلمي المشترك، لأهمية الاستفادة من الطاقات الفلسطينية، مثلما تتم الاستفادة من الخبراء الدوليين.
وأضاف حاج يحيى:” الأطباء والباحثون الذين يتشاركون معنا في أبحاثهم العلمية، سيحصلون على كافة التسهيلات اللازمة لإجرائها على اعلى المستويات. ويمكن أن يحظوا بفرص للاندماج الأكاديمي. وتعاونهم معنا يفتح لهم آفاقا أوسع على العالم من خلال اتفاقيات التعاون التي وقعناها مع عدة جهات. ومن يأتي للعمل معنا سيشعر أنه في بيته وهناك من يقدّر عطاءه وجهوده”.