في الايام القليلة الفائتة، كانت محاولة من البعض من عائلة حاج يحيى لانتخاب من سيترأس العائلة في المعركة الانتخابية القريبة في بلدنا الكبير، الحبيب والمنكوب الطيبة.
منذ شهرين قرأت عن هذه “المبادرة” التي استفزتني الى ابعد حدود، بان اخرج عن صمتي وأعبر عن أستيائي وأصرخ، لكني سكت، قلت لنفسي من أنا لانتقد وقد تكون مبادرة شبيهة للعائلة التي أحمل اسمها فسكت.
ما أثلج صدري ما كتبته ثلاث صديقات لي من عائلة حاج يحيى، منددات، منتقدات ورافضات لهذه العنجهية العائلية، الرجولية والانانية. التي انتهت باخر اليوم بعنف جسدي مشين وغير حضاري.
ليس صدفة ان لا رجل تجرأ على الانتقاد جهراً، وليس لان اصدقائي الرجال غير أكفاء وغير واعيين، انما لأنه من الصعب على رجل مستفيد من الكثير في هذا المجتمع ان يرمي حجرا في البئر الذي يشرب منه حتى لو كانت مياهها عكرة.
كي لا يتم فهمي بشكل مغلوط، أنا لا احارب الرجل ،انا كبرت وترعرعت وتعلمت وسندت من أمي، وأربعة رجال، أبي وأخوتي الثلاثة، وكلي فخر وعزة على نعم التربية نعم الأهل والاخوة.
أنا احارب الأفكار المجتمعية التي توصي بولاية الرجل على المرأة فقط لكونها أمراة ،افكار يجب ان يعمل المجتمع ككل للتحرر منها ويجب عليى المرأة ان تحرر نفسها منها على الرغم من القيود الصعبة وعلى الرغم من دفع الثمن. التحرر من قمع المرأة ووصاية الرجل بالمرأة يجب ان تكون مصلحتنا جميعاً كمجتمع ويحب أن يعرف الرجل ان من مصلحته هو أيضاً ان تكون المرأة، التي هي أمه، اخته، شريكته في الحياة الزوجية وابنته، ان يسعى لان تكون اسوة به وان تنافسه في قيادة المجتمع ليس فقط في البيت، وأنما في المجالس المحلية في السياسية في القانون في القيادة والادارة لكي نرتقي في مجتمع أفضل.
كيف لنا ان نبني مجتمعا وحياة، وان نتحرر من قمعنا كاقلية قومية عرقية، ونحن في بيوتنا وداخلنا غير متساوين ومتحررين، فاقد الشيء لا يعطيه.
في خطوة تاريخية وفي بداية سنة 2015 اعلنت حركة “نحن” النسوية عن انبثاق قائمة عنها ،لخوض الانتخابات المحلية كقائمة نسوية ستحوي رجالا ونساء غيورين وغيورات على بلدهم/ن، يشهد لهم/ن في العمل الجماهيري والنضالي في الطيبة. قائمة” نحن” ما يميزها بالإضافة الى اجندتها وبرنامج عملها لإحداث تغيير حقيقي وبأمور اساسية في الطيبة انها ستكلل بأمراة تقودها وبتمثيل كاف ومتساو من النساء الى جانب الرجال. وتؤمن بان المنافسة الانتخابية، يجب ان تكون متساوية، وتحث وتشجع النساء على المشاركة الفعالة والحقيقية في ادارة شؤون البلد المحلية والسياسية، وان لا يكون صوتها في جيب احد، وان لا يكون ذا قيمة فقط مدة بضع شهور قبيل كل انتخابات.
تفاجأت وبصدق بعض المبادرات بقائمة “نحن” بخيبة املها من عدم سماعها الثناء على هذه المبادرة التاريخية من “محترمي ومثقفي الطيبه” ،الذين نادوا بشعارات وشاركوا في الحلقات الحوارية لرفع التمثيل النسائي ،ونادوا باهمية المشاركة النسائية في السلطات المحلية، واليوم حين تشكلت مبادرة حقيقية تنحوا جانبا ليتفرجوا. جدير بالذكر وللنزاهة ان الاخ حسين جبالي ليس فقط دعم الفكرة انما نشرها وعممها واثنى عليها.
هذه فرصة لابارك للنساء الناشطات القائدات التي انتخبت مؤخراً في الاحزاب العربية الجبهة والتجمع وفي اماكن مضمونة لا شك انها خطوة ممتازة ويجب ان تكون حجراً اساساً لمستقبل الاحزاب هذه وغيرها كالحركة الاسلامية والحركة العربية للتغير وباقي الاجسام السياسية. عندي نقد على طريقة الانتخاب لانها لا تضمن منافسة متسواية للرجال والنساء. كما قلتها من قبل اعيد واكرر ان التحصين مهم ومطلوب بالاضافة له يجب التفكير بزيادة التمثيل النسائي بالمنافسة المتساوية ليس لكونهن نساء انما لكونهن قائدات وجديرات ويجب اعاطئهن منافسة اضافية على مقاعد اضافية ومضمونة واعتقد وجب التفكير بالطريقة الانسب.
أخيراً وفي اول سنة عمل لي في المؤسسة الحقوقية سانت ايف بالقدس، مديرة القسم القانوني انذاك والمرأة التي تعلمت واتعلم منها الكثير، المحامية منال حزان علقت امامي على الحائط جملة التي قالتها روزا لوكسمبورج : “أولئك الذين لا يتحركون، لا يلحظون قيودهم” “Those who do not move, do not notice their chains” وكانت جملة ملهمة لي خلال فترة عملي في القدس لتمثيل اهلي في القدس امام السياسات القامعة وبعدها.
بنات وابناء بلدي الطيبة الطيبة، في الطيبة الكثير مما يتسحق الحياة ونحن جديرون بذلك، لننهض سوية جنبا الى جنب لنختار الأفضل لنا ولأولادنا، أدعوكن وادعوكم الى لمشاركة الفعالة بقائمة “نحن” لاننا نحن جميعاً مسؤولون ومسؤولات عن بلدنا ونحن نستطيع.
بقلم: المحامية هزار الحادي، ناشطة اجتماعية ومن المبادرات لإقامة قائمة وحركة نحن في الطيبة.