2كلمة حرة

شارلي ايبدو- بينَ المخفي والمرئي، بقلم: محمد حاج يحيى

شارلي ايبدو- بينَ المخفي والمرئي

سِلسلةُ الاحداثِ :-
-قُبَيلَ أَكثر مِن عَامٍ-جَريدة ‘شارلي ايبدو’ تَنشرُ رُسوماً كاريكاتوريةً ضد نبي ألإسلامِ (ص).

-أيامٌ على نهايةِ عامِ 2014- يصوتُ مجلسُ الأمنِ على طلبٍ فلسطيني بِ ‘ انسحابِ اسرائيل مِن أراضي فلسطين ألتي إِحتَلتها عَامَ ١٩٦٧ ‘ -فرنسا تُؤَيد بِجانب الصين وَ روسيا، أمريكا تَستَخدمُ “الفيتو”, وَمجلسُ الامنِ يُصوتُ ضدَ القرارِ.

-أيامٌ بعدَ التصوِيتِ فِي مَجلسِ ألأَمنِ, يُهاجمُ شخصين جريدةَ ‘شارلي ايبدو’.

-“لِمَحاسنِ الصدفِ “،يتواجدُ في المكانِ ‘أحدُ الهواةِ’ -حيثُ يُصورُ فيديو لِمهاجميّنِ مُلثميّنِ يخرجا مِن مبنى المجلةِ ،بعد ارتكابهم المجزره، وَهُم يُجهِزان على شُرطي جَريحٍ بِإطلاقِ النارِ عَليه مِن مَسافةٍ قريبةٍ ثُم يَلوذا بِالفرارِ صَارخين: “لقد قُمنَا بِهذا العملِ لنصرةِ نبي ألإِسلامِ محمد “(ص).

-الفيديو يُؤَكِد بِشكل حَتمِي أن المُسلحينَ مُتمرِسَين وَتصرفا بحرفيةٍ عاليةٍ.

-يتضحُ لاحقاً أن الشرطي مُسلمٌ وَ إسمهُ ‘ أحمد المرابط’

-فرنسا في حالةِ هلعٍ ،امريكا تُدين وَاليوم فرنسا تنتظر قُدوم نتنياهو لِيُدين هذا العمل الغوغائي .
الى هنا.

دَعت أليومَ ألجمهوريةُ ألديغوليةُ لِمظاهرةً مليونيةً، لِبطشِ ما يُسمى بِ ‘ألارهابِ’، يمكن بسهولة توقع سيول بشرِي ستنزِلُ استنكاراً لِما جَرى في ‘شارلي ايبدو’ وما تلاهُ ,المظاهراتُ نفسها بلورةٌ أكبر لِمظاهراتٍ أَصغر أنطلقَت بَعد الهجومِ حيثُ حَمِلت شِعار ‘ كُلُنا شارلي’ .

ألإسمُ الاغتزالي جعلَ المواطن الفرنسي وَليسَ شارلي في وضعٍ دفاعيٍ مُقابل ألمدِ الجارفِ.

هَكذا تَأخُذُ ألاشياء شَكلَها الثنائي الحاسم ،وتُطمَسُ الاسئلةُ مِثلَمَا ماتَت أسرارُ ألهجومِ نَفسِهِ، مع مَوتِ مُنفذِيهِ ألمفترضين، فَلم يَبقى مِنهُ غَير ألبشره العربية والديانة.

فِي أجواءِ الصدمةٍ ألجَماعِيةِ، فِي مُجتمعاتٍ تفتَرِضُ ألأمنَ كَالهَواءِ تبدو مُحَاولات ألفهمِ أو التفسيرِ مُهمةً شاقةً، غَير أن ذلك لا يَمحُو حَقيقةً يَراها كثيرُون بِأن – فرنسا مريضةٌ في ذَاتِها، وَ أنها تُغادرُ مبادئَ التوازنِ ألتي أرثتها الديموقراطيةُ الصهيونيةُ/الامريكيةُ وَ قَد تَبَنَتها فَرنسا،التي تَعتَمِدُ عَلى معاييرٍ مُزدوجةٍ فِي ألتعاملِ مَع قَضايا حريةَ التعبيرِ والارهابِ،ألتي تَسمحُ بِسَّب أديان وَ أنبياء بِرسومٍ كاريكتوريةٍ ساخرةٍ تَقشَعِرُ لَها الابدانِ، ثُمَ تُحاكم رساماً ثمينيّ العمرِ بِتهمةٍ -مُعادةِ الساميةِ حِين تعلقَ الامرُ باليهودِ أو المحرقةِ .

مَنطِقٌ يُواجههُ المَنطِقَ الاخرَ فِي صِناعةِ الصهيونيةِ/ الامريكيةِ ,هَذهِ المجموعاتِ التكفيريةُ المُخربةُ التي تَتَعارضُ مَصَالحُها مع المسلمين الاوربيين، فِيما تَتَفِقُ هذهِ الافكارُ وَالتصرفاتِ بِالكاملِ مع مصالحٍ صهيونيةٍ.

ستصرخُ باريس اليوم-فرنسا ضد الارهاب، مُدويةً ستقولها باريس،وسيرددها المستفيدون بحماس اكبر.

مَن المستفيد مِن تعزيزِ مفهوم صموئيل هنتغتون في ‘صراع الحضارات’ ؟!او مفهوم-جورج بوش الابن ب”الحربِ الصليبيه”؟

اسئله،لا بُد مِن النظرِ اليها حِين تُعتم الاجهزةُ الامنيةُ على الاجوبةَ بطريقه ممنهجه تُسلط منطق -حياكة المؤامره عليها ،لِنكون مُجرد قِطعَ شَطرنجٍ صغيرةٍ ،يُتلاعب بنا اعلامياً و سياسياً،في طاولةِ مقامرةٍ عالميةٍ ، والضحيةُ -الدين،الوطن ونحن…

د.محمد عبد الجبار حاج يحيى

‫6 تعليقات

  1. الكل يهرف بما لا يعلم. لا احد يعرف حقا ما حدث هناك … دائما يخرج علينا محللون يحللون كل كبيرة وصغير من على كنبتهم بالبيت. سرد جميل لكن من اين لك كل هذه التفاصيل؟ لا يعني هذا اني اصدق الرواية الفرنسية لكن لا اصدق روايتك ايضا!

    1. انت من يهرف يا طيبة وتحليل الدكتور محمد منطقي جدا وانتقادك غير منطقي وانت جالس على كنبتك في بيتك مثله تماما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *