عام 2014 “عام عنف” استهدف العلم والثقافة في الطيبة
شهدت مدينة الطيبة في عام 2014، العديد من الحوادث المختلفة التي تجلت بظواهر العنف الاخذة بالتفاقم بصورة عامة في كثير من البلدات العربية ومدينة الطيبة بشكل خاص.
وعلى ضوء المحاولات للنهوض بمدينة الطيبة والرقي بها، الا ان البلدة واجهت أحداث عنف غير اعتيادية، والتي استهدفت بالدرجة الاولى حرم المؤسسات التعليمية، بدءا بالجريمة البشعة التي اسفرت عن مقتل مدير كلية “عمال 1” المرحوم يوسف شاهين حاج يحيى، هذه الجريمة الاولى من نوعها في دولة اسرائيل، التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، اذ ان الحديث يدور عن اغتيال انسان كان رمزا من رموز التربية والتعليم، وقبل هذه الجريمة كانت حادثة الاعتداء على مدير مدرسة “الاخوة” المربي عبد الرحمن عاصي حاج يحيى، في الحرم المدرسي.
كما يجدر التنويه الى ان عدد حوادث العنف ضد رموز التربية والتعليم، التي حدثت ولم تحظى بتغطية اعلامية، والتي تم فيها الاعتداء اللفظي على مدراء ومعلمين في المدارس، ما يزعزع صورتهم امام طلابهم، لا يستهان به.
ورغم محاولات متعددة من قبل مؤسسات رسمية ومؤسسات خاصة للحد من ظواهر العنف في المدينة، الا ان تلك الظاهرة لم تتوقف عند هذا الحد باستهداف رموز العلم والتربية ، بل بدأ العنف اخذ يستهدف المؤسسات التعليمية ذاتها التي تعتبر الحاضن الاول والاساسي لتطوير المجتمعات.
وقد ذكر معلمون حول هذا الموضوع انه ” اذا كان احترام المعلم واجب، وعلى الجميع احترامه، فالمؤسسات التعليمية لها حرمة المساجد، لأنها النواة الاساسية لبناء الانسان وتطويره، وتغرس القيم والاخلاق قبل المواد التعلمية، واستهدافها بمثابة استهداف مجتمع بأكمله”.
على سبيل الامثلة في العام المنصرم اعتدي على عدة مدارس، اذ نفذ مجهولون اعمال تخريب وسرقة ، كسرقة المدرسة الزراعية قبل عدة اشهر، ومدرسة “البخاري” تعرضت الى ثلاث عمليات اقتحام وتخريب، كذلك مدرسة “ابن سينا ا” التي تعرضت الى خمس علميات اقتحام وتخريب، وعملية سرقة، اسفر هذا العمل عن اضرار كبيرة، اضافة الى تعطيل العملية التعليمية في عدة صفوف نتيجة اعمال التخريب.
وفي ظل انعدام الاطر اللامنهجية، والنقص في المدراس، غرف التدريس، بدلا من العمل على وضع خطط للتقدم والتطور، ننشغل في حماية القائم، لإبقائه.
وهنا تجدر الاشارة الى ان عام 2014 كان عام استهداف العلم، الاخلاق، التربية والتطور في مدينة الطيبة، فكل هذه الاحداث لا تهدف الا لعرقلة مسيرة التطور في المدينة، للنهوض بها.
ان ما نرى ونشاهد من مظاهر للعنف يدعو الجميع منا الى البحث عن ماهية هذا العنف واسبابه فهل هو وليد اللحظة ام انه نتيجة عدم انتماء والامبالاة وليدة احباط من وضع قائم. وان حاولنا الخروج ببرنامج ثوري لإحداث تغيير جذري في أحوالنا لمكافحة العنف ومفاهيمه، فإننا سنحتاج إلى سنين طويلة حتى نتخلص من أعباء العنف المستحكم بنا في هذه الحقبة.
والمصيبة الكبرى أننا لا نفعل شيئا للحد من هذه الظاهرة، الأمر الذي يعني أننا متجهون نحو تدهور أكبر وأخطر.