عمليات قلب معقدة نوعيه بمستشفى “النجاح” تحدّ من التحويلات للمستشفيات الإسرائيلية واستقبال فلسطينيي الداخل

أضاف مستشفى النجاح الوطني الجامعي، في نابلس، في الآونة الأخيرة، انجازا كبيرا إلى قائمة انجازاته وخدماته المتطوّرة، يؤكد ارتقاءه إلى مستويات عالمية ، وذلك بعد نجاح عملية قلب فريدة ومعقّدة  خضع لها مريض من قطاع غزة، هي الأولى من نوعها في فلسطين، ومن شأنها الحد من تحويل مرضى القلب الفلسطينيين للمستشفيات الإسرائيلية، حتى لو احتاجوا لعمليات جراحية حساسة.

بالمقابل يستقبل المستشفى مرضى القلب من الداخل الفلسطيني، سواء من يحتاجون لخدمات علاجية في العيادات أو أولئك الذين يحتاجون لجراحة القلب المفتوح أو عمليات معقدة .

أجرى الجراحة للشاب من غزة، فريق من الأطباء والممرضين برئاسة البروفيسور سليم الحاج يحيى، أخصائي جراحة وزراعة القلب والرئة وجراحة القلب الاصطناعي في مستشفى النجاح، والذي يعتبر من أفضل الجراحين في العالم.

عانى المريض من تشوه خلقي، من أعراضه وجود ضعف في جدار الشرايين الرئيسية في الجسم، ومنها الشريان الأساسي الأبهر الصاعد من جوف الصدر، حيث كانت نسبة التضخم الشرياني ستة سنتيمترات تقريباً.  وتم استئصال الجزء المتضخم من الشريان الأبهر الصاعد واستبداله بشريان صناعي بأسلوب جراحي متطور عالمياً، يحافظ الجرّاح فيه على الصمام التاجي.

استغرقت العملية أربع ساعات وتكللت بالنجاح، ووصفت حالة المريض الصحية بعد الجراحة بأنها جيدة جدا.

ويُعتبر علاج حالات من هذا النوع معقدا، فعدم التعامل معه بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى انفجار الشريان وحدوث نزيف حاد للمريض. كما أن هذه الحالة الصحية قد تؤدي الى الوفاة إذا لم يتم اكتشافها  بالوقت المناسب.

ونجح طاقم مستشفى النجاح بمهمته رغم تعقيداتها، وذلك لوجود طاقم طبي يتمتع بخبرات كبيرة ومهارات عالية، فضلا عن وجود أجهزة متطورة وظروف مناسبة وإمكانيات كبيرة في المستشفى.

وتأتي هذه العملية، ضمن الجهود الكبيرة والمخطط الاستراتيجي، الذي يبذله طاقم مستشفى النجاح، على جميع المستويات، لتحقيق المزيد من القفزات النوعية في الخدمات الصحية، وتوفيرها للمواطن الفلسطيني،  في مختلف المجالات الطبية، بما في ذلك طب وجراحة القلب، مما سيحدّ تدريجيا، من تحويل مرضى القلب إلى المستشفيات الإسرائيلية ايضا واستقبال مرضى القلب من فلسطينيي الداخل.