اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء في الأردن يصارعون ما حملته “جنى” من برد وثلج، ومعاناة تتجدد كلما حطت عاصفة جديدة رحالها. والثلوج تكسو خيام ومقطورات اللاجئين في الزعتري وباقي المخيمات الرسمية الأخرى بغطاء أبيض ولكن مع كل حبة ثلج فيه، تتعقد حياة سكانه ويثقل غربتهم.
يصارع اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء في الأردن ما حملته “جنى” من برد وثلج، ومعاناة تتجدد كلما حطت عاصفة جديدة رحالها.
وداخل المخيمات الرسمية، وضعت السلطات الأردنية خطة طوارئ لمواجهة العاصفة الثلجية “جنى” لتفادي أي مشكلة يمكن حدوثها في المخيمات.
وفي السياق، قال مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين، وضاح الحمود، لـ”العربية.نت” إن كوادر المديرية على أهبة الاستعداد لمواجهة تداعيات العاصفة، مشيراً إلى أنه تم تجهيز 12 خيمة ضمن خطة أعدت مسبقاً، تتسع كل واحدة منها إلى ما بين نحو 300 لاجئ داخل مخيم الزعتري.
وأضاف الحمود أن هذه الخيام المعدة لعمليات الإخلاء مزودة بجميع الاحتياجات الشتوية، بما فيها الغذاء والتدفئة لاستخدامها وقت الحاجة.
وكست الثلوج خيام وكرفانات اللاجئين في الزعتري وباقي المخيمات الرسمية الأخرى بغطاء أبيض ولكن مع كل حبة ثلج فيه، تتعقد حياة سكانه ويثقل غربتهم.
ولتخفيف ما جلبته “جنى” التي ضربت المخيمات بكل ما أوتيت من برد وثلج، يقوم اللاجئون بجمع الأخشاب والأكياس وكل ما هو قابل للاشتعال، طلباً لتدفئة أطفالهم، الذين اتخذوا الأغطية والبطانيات كهوفاً تحمي أجسادهم الغضة من أنياب البرد.
وجالت “العربية.نت” في شوارع العاصمة عمّان وصولاً إلى محافظة “مادبا”، حيث يوجد مخيم عشوائي غير مسجل رسمياً، تنتشر خيامه على أرض أختلط فيها لون الطين بالثلج، وكان البرد حليف سكانه ومصدر قلقهم وتخوفهم.
ويجتهد سكان المخيم العشوائي الذين جاء أغلبهم من ريف إدلب، في الحصول على الدفء والغذاء، ويقول أبو نور إن “أكثر شيء يعاني منه في فصل الشتاء هو تطاير الخيام وتسلل مياه الأمطار والثلوج إلى فراشه”.
وينشغل اللاجئون بوضع غطاء البلاستيك لحماية خيامهم من الثلوج، بينما يضع آخرون البطانيات على جوانب الخيمة الداخلية للتخفيف من برد الليل، وفي إحدى الخيام يحاول لاجئ تزوج بالأمس، جر مياه الثلوج الذائبة لحماية عروسه التي زُفت على خيمته برداء “جنى”.
وبالقرب من خيمة “العريس” بات المشهد مأساوياً كلما اشتدت العاصفة قسوة في ظل ظروف صعبة أصلاً يعاني منها اللاجئون داخل المخيمات وخارجها تتمثل بنقص الغذاء والدواء ووسائل التدفئة بسبب عجز المجتمع الدولي في الوقوف عند مسؤولياته.