العمليات التجميليه والترقيعية التي تمارسها الانظمة المستبدة لاشراك المرأة في الحياة السياسية عبر نظام الكوتة النسائية او عبر بعض المنح وااعطيات للاحزاب التي تتبنى نساء مرشحات للانتخابات او اعطاء وزارة هنا او هناك ليست الا عمليات تجميل تزيد المشهد قبحا وتعنى بظاهر الاشياء لا بجوهرهها.
المتابع لدور المراة في المجتمعات المتقدمة والنظم الديمقراطية التي ارست لديها قيم المساوة ونبذت كل اشكال التمييز النعصري سواء على صعيد اللون او الجنس او العرق يرى بوضوح الدور الريادي والقيادي المنبثق من ثورة حقيقية خاضتها المراة في مواجهة التمييز العنصري وانتزعت دورها كشريك وليست كتابع ضمن نضال متسق مع دورها ومكانتها في المجتمع والتي فرضتها عبر مشاركتها في العملية الانتاجية للحياة اليومية وعبر تشريع قانوني يجعلها شريكة لا تابعة.
في المجتمعات التي تقدمت بسنوات ضوئية في مكانة المرأة فرضت على المرأة نصف ايجار البيت ونصف نفقات البيت مثلما اعتبرت التشريعات الامومة والحضانه عمل تتقاضى عليه المراة اجرا.
التشريعات التي تعالج مكانة المراة هي التي ترسي ضوابط وقيم تحدد ما للمرأة كما تعالج ما يترتب عليها . فحين على الحركات النسوية التي تتصدى وتعنى بمكانة المرأة وانا من المؤيديين والمناصرين لها اذا ما احسنت توجيه البوصلة ان تعنى بتاهيل المرأة عمليا واسنادها ودعمها تعليميا وتاهيليا وماديا ومعنويا لتصبح قادرة على المبادرة في القطاع الخاص والعام .هذا يعني اننا بحاجة الى حركة نسوية لا تقوم فقط على التوعية عبر وسائل التوعية التقليديه فحسب من ندوات ومحاضرات وغيرها، بل يجب ان تتبنى نظرية المهاتما غاندي وتدعو المراة الى تحمل معولها في هدم المتراكم من التشريعات والعادات والتقاليد التي تخالف الفطرة العربية التي نصبت بلقيس ملكة حين كانت الامم تغط في غياهب الادغال وتخالف الديانة الاسلامية بتفاسير لم تصل الى روح الاسلام في المساوة بالانتقاص من مكانتها وتبني مستقبلا يقوم على دورها المشارك المنبثق من ارادتها الحرة المستقلة بوصفها شريكا كاملا تخضع بموجبه للمنافسة وفق معايير الكفاءة دون ان تقبل تميزها بكوته او التميز عليها بقوانين وتشريعات عنصرية لا تنتجها الا النظم التي تخشى الارادة الحرة للشعب فتقوم بخلق بؤر صراع ثانوية تعطل المسيرة الكلية للمجتمع نحو التطور والارتقاء بجميع ابناء المجتمع نتائجه لا شك انهن يشكلن جيش مقدام في الصراع مع المستبد للتتغير الجذري للتشريعات العنصرية التي تصادر ارادة اجيال تلو اجيال يجب التفككير جديا من قبل الحركات النسوية في ايجاد امكانيات حقيقية لتاهيل هذا الجيش وتعليمه وانخراطه في بوتقة الانتاج الحقيقي ليصبح فاعلا ومؤثرا حينها فقط لن تحتاج المراة لتشريعات تجميلية لولوجها لعالم المبادرة وصنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
سعد القدسي – ستوكهولم