احيا الشاعر المصري الشهير هشام الجخ، مساء اليوم (الجمعة)، امسية شعرية في قاعة “ليالينا” في باقة الغربية، وكانت امسية كما توقعتها وكان هشام كما توقعته، ولكن خيبة الامل جاءت من بعض المصطفين امام القاعة وقد نصبوا مكبرات الصوت فوق سيارة وراحوا يردحون ضد قدوم الشاعر الى البلاد بصورة عامة وضد قدومه الى باقة الغربية بصورة خاصة.
لا انكر عليهم حقهم في ابداء الرأي ومعارضة زيارته واتهامه بإنه قادم للتطبيع مع اسرائيل، هذه هي مفاهيمهم وهذه هي آراؤهم التي يؤمنون بها ويدافعون عنها، ولا ضير في ذلك. ولكن بين الاحتجاج المشروع والشتم عبر مكبرات الصوت بأقذع الالفاظ، فهذا انزلاق الى قلة الحياء والسوقية التي لا تليق بمن يعتبرون انفسهم حركة سياسية تتخذ من الاسلام فكرا وتهذيبا.
هل اصبح هشام الجخ حقا خنزيرا حسب هتافاتهم، وهل هو حقا خائن كما رددوا… وهل هو الكذاب والجبان والمأفون و…و …؟
لكل من كانوا يهتفون خارج القاعة ولم نسمع ضجيجا لهم داخلها، انقل لهم هذه المعلومة من داخل القاعة. طلب احد الحضور من الشاعر ان يسمعنا قصيدة “جحا” بإلقائه، فرد الشاعر بصوت جهور: “قصيدة جحا فيها نقد للوضع الداخلي في مصر، وانا لن انتقد بلدي من الخارج ابدا، فبلدي مصر ستبقى ام الدنيا”، وهنا انفجرت القاعة بالتصفيق الحاد ووقف الجميع تحية للشاعر “الخائن” على حد قول المتظاهرين خارج القاعة.
وهاكم من القصيدة بيتا آخر….قبل ان يلقي الشاعر اولى قصائده في الامسية، استهل حديثه بالقول: “انهم يلومونني ويتهمونني بأنني قدمت الى هنا للتطبيع، وانا اقول لهم نعم لقد جئت للتطبيع مع ابناء الشعب الفلسطيني الذي يعيشون هنا فهم لحم من لحمنا ودم من دمنا”.