لا بد من تحرير العقل تماما من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة، يعني التحرر من طغيان الاصولية الدينية. ولا بد من كسر القيود المطبقة على التفكير وعلى طرح الاسئلة بحرية والعمل على احداث ثورة دينية في مجتمعاتنا، محورها استبعاد الفكر الديني القائم على الموروث التراثي المتراكم واعتماد فكر ديني يقوم على المصدر الاول للإسلام وهو القرآن الكريم.
يجب الغاء كافة التفاسير المتعددة للقرآن وكذلك التأويلات وحتى الممارسات التي تكدست نتيجة ذلك على مر القرون منذ وفاة الرسول الكريم ولغاية اليوم، حتى بات التعامل معها وكأنها جزء من عقيدة الاسلام وتم تدوينها في كتب التراث الديني بل وتدرس ضمن مناهج التعليم في معظم الدول العربية، علما بأنها في واقع الامر دخيلة على العقيدة منذ البداية.
نحن بحاجة لتفسير جديد شامل واساسي للقرآن الكريم يتلاءم مع روح العصر الحالي دون المساس بثوابت الايمان والعبادة، وانما صياغة طرح اقرب الى لب الاسلام وقدسيته مجرد من كل ما علق به من مفاهيم فقهاء اجتهدوا قبل قرون طويلة، وبات اجتهادهم في الامور الدنيوية الآن عاجزا على التطبيق دون ان يتصادم مع الواقع الحاضر المغاير لواقعهم الذي انبت هذه المفاهيم.
من هنا ارى ضرورة للتنازل عن المذاهب الاربعة والاستعاضة عنها بمذهب واحد عام يصيغه فقهاء معاصرون على ان يأخذوا من تلك المذاهب الاربعة ما يتناسب مع متطلبات العصر وبلورته بمفردات الآن. فرؤى كل من ابي حنيفة النعمان ومالك بن انس ومحمد بن ادريس الشافعي واحمد بن حنبل ما هي إلا مذاهب فقهية جاءت لاستنباط الاحكام الشرعية من الادلة الواردة في الكتاب والسنة وهي وليدة عصرهم وثمرة مجهود جبار ومحمود انار درب المسلم في ذاك العصر ولكنه الآن اصبح يسير خلفنا بمئات السنين.
ولا ضير في استبدال هذه المذاهب بمذهب عصري شامل وجامع، اذ عرف الاسلام مذاهب عديدة أخرى اختفت لظهور مذاهب احدث واشمل منها، ولهذا من المجدي استحداث مذهب كهذا.
لم يعد من الممكن قراءة الحاضر بمفردات الماضي، علينا شطب كل الاسناد التي يلقيها في وجهنا القتلة المتطرفون، لأنها اسناد موجودة في التراث الديني مهما تجاهلناها ورفضنا الاعتراف بوجودها وابرزها موروث الامام ابن تيميه الذي تعتمده داعش واخواتها في تبرير جرائمها البشعة.