يعاني المجتمع العربي في البلاد من حالات العنف وجرائم القتل المستشرية والتي باتت تشكل خطرا على كافة السكان، ففي العام الماضي 2014 قتل 59 شخصا ومنذ بدية العام 2015 قتل خلال شهر واحد 9 اشخاص، وبالرغم من الاضرابات والمظاهرات التي نظمت لمحاربة تلك الافة لكنها ما زالت مستمرة.
غضب واستنكار
هذا وتشهد العديد من البلدات العربية غضبا واستنكارا لما يجري من احداث عنف، حيث ان هذا العام سقط 9 ضحايا، وحتى هذا اليوم الشرطة لم تحل لغز الجرائم والتحقيق فيها ما زال جاريا.
اسماء الصحايا لعام 2015
احمد وتد (23 عاما) ومختار وتد (18 عاما) من قرية جت، احمد مرضي (61 عاما)- الطيرة، صهيب فريج (28 عاما)- كفر قاسم، عدنان حجازي (55 عاما) – طمرة، حسين شناوي (28 عاما) -طمرة، ابراهيم حصارمة (53 عاما) -بعنة، عبدالله مريسات (53 عاما) – اعبلبن، تيسير ابو غانم (32 عاما)- تل السبع.
33حادثة قتل بدون مشتبهين
جدير بالذكر ان العام الماضي 2014 قتل 59 شخصا من بينهم 9 نساء، 33 من جرائم القتل الشرطة لم تصل لاي مشتبه، وبقية الحوادث تم اعتقال الضالعين في الجرائم.
اين وقعت جرائم القتل
النقب 3، رهط 1، الطيبة 4، يافا تل ابيب 6، الرملة 5، الطيرة 4، ام الفحم 2، الرينة 1، عرب الحلف 1، يافة الناصرة 1، اكسال 1، دير الاسد 1، طوبا الزنغرية 1، البعنة 1، حيفا 2، الناصرة 2، عارة 1، جت المثلث 4، المغار 1، كفر قرع 1، مجد الكروم 1، مقيبلة 1، كغر برا 2، عكا 5، اللد 2، الجديدة 1 ، الرامة 1.
احمد مرضي قتل داخل غرفة تابعة لملعب كرة القدم
خلال اعداد التقرير تبين لنا بان اغلبية جرائم القتل عائلات الضحايا لا علم لها في الاسباب التي ادت الى القتل، وادعوا ” بان علاقة القتلى مع الاخرين كانت طيبة، ولم يشعروا في يوم من الايام بان حياتهم كانت مهددة”.
على سبيل المثال احمد مرضي من سكان مدينة الطيرة قتل داخل غرفة تابعة لملعب كرة القدم عندما كان جالسا مع اصدقاء له، حيث دخل اليهم ملثمان وقاموا باطلاق الرصاص باتجاهه من مسافة قريبة.
زوجي كان انسان مسالم ويحب عمل الخير
عبير مرضي زوجة الضحية احمد مرضي تحدثت بالم عن زوجها وقالت:” زوجي كان يعمل مسؤول عن بركة المياه التابعة للبلدية، وحتى هذه اللحظة ما زلت افكر لماذا قتل ومن الذي وقف وراء تلك الجريمة البشعة، فزوجي انسان نظيف وكان يحب مدينة الطيرة واهلها وكان يتطوع في عمل الخير على حساب وقته وابناء عائلته، ودائما كان يقول لي ” اريد ان اكون شريكا في كل المشاريع الخيرية التي تقام في المدارس او في اي مؤسسة اخرى”. زوجي كان صديق لمدراء المدارس والمعلمين ولاعبي كرة القدم وكان يتدخل في الصلح بين المتخاصمين كونه يفتخر بمثل هذه الاعمال. للاسف الشديد قتلوه بدم بارد. لدي شعور بان مدينة الطيرة خانت زوجي ولم تقف لجانبه”.
اصلاح ذات البين
وتابعت وهي تقول:” زوجي كان يشارك في كل نشاط ونضال ضد العنف، ويجب الاشارة الى ان ماضيه نظيف جدا، ولا توجد لديه اي سوابق جنائية، ودائما كان يقول ” لا توجد اي حاجة لتطوير الخصامات والقتل بل علينا ان نسعى لاصلاح ذات البين”.
الشرطة تهمل في معالجة العنف
وعن القتل في الوسط العربي قالت:” جرائم القتل بدات لدينا وعلى ما يبدو لن يكون لها نهاية، فدائما نرى استنكارات وحزن وغضب لكن بعد اسبوع الجميع ينسى ما حصل وكان شيئا لم يكن. كذلك لا نرى بان الشرطة تتحمل مسؤولية ما يجري ولا تعالج العنف والجرائم بالطرق المطلوبة، بل نرى اهمال واضح من جهتها، فبدلا من ان يقوموا باعتقال المجرمين يقومون باعتقال اشخاص من داخل العائلة، وكانهم هم من نفذوا الجريمة، وهذا ما يؤلمني”.
اخراج المجرمين من بيننا
ثم قالت:” الشرطة حتى هذا اليوم لم تحضر الى بيتنا لتوجه لي اسئلة عن زوجي، وكان لديهم علم بالقاتل، وهذا الامر يدل على قلة المسؤولية والاهمال. اخشى بان تتكرر جرائم اخرى داخل العائلة دون ان نعلم الاسباب، لذلك على المجتمع العربي ان يتوحد حتى نخرج المجرمين من بيننا”.
غضب في كفر قاسم
ايضا في مدينة كفر قاسم المواطنون هناك غاضبون جدا بسبب حوادث القتل التي كان اخرها لاعب كرة القدم صهيب فريج.
محمد فريج والد القتيل قال:” من الصعب علينا ان نتماشى مع هذا الحادث المؤلم، فمطلبنا الحالي حاليا هو ان تصل الشرطة لمجرمين، واذا لم نرى اي نتائج فالاجرام سيستمر “.
نعيش بحالة حرب
رئيس الحركة الاسلامية في كفر قاسم الشيخ صفوت فريج قال:” كل الوقت والشرطة لم تعتقل المجرمين الاجرام سينتشر بصورة اكبر. نحن في الوسط العربي نعيش في حالة حرب، لذلك لا بد من ان تصل الشرطة لمن ينفذ الجرائم حتى يتم معاقبتهم. حاليا المجرمين يقتلون داخل الوسط العربي وقد ينفذوا جرائم ايضا دتخل الوسط اليهودي”.
وعن ادعاءات الشرطة بان الوسط العربي لا يتعاون من اجل التوصل للمجرمين قال:” هذا ليس من مسؤولية المواطن، بل هي وظيفة الشرطة. اذا كان من المفروض ان يشهد المواطن البسيط ضد المجرمين اذا فلسنا بحاجة للشرطة. عندما اتت الشرطة الى كفر قتسم وعدت بان توفر لنا الامن والحماية، نحن لا نريد الحماية بل نطالب فقط التوصل للمجرمين”.
جرائم القتل في جت
قريب من نقطة الشرطة في جت المثلث قتل قبل ايام ابناء العم احمد ومختار وتد، حيث ان هذه العائلة فقدت 6 اشخاص الذين قتلوا رميا بالرصاص.
عدنان وتد عم الفقيدين قال:” مع الاسف الشديد جريمة القتل نفذت على يد عصابة مجرمين تعمل تحت رعاية الشرطة التي قدمت لهم المساعدة. الشرطة لم تعد جسم هدفه الدفاع عن المواطنين بل لحماية المجرمين الذي بعيشون على حساب الجماهير في كل مكان”.
وقال ايضا:” لم يعد لنا ثقة في الشرطة، فهي مسؤولة عن كل جرائم القتل وهذا الامر يشير على ان هنالك حوادث اكبر قد تحصل”.
المحامي رضا جابر
المحامي رضا جابر، مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن قال:” ليس بالتمني والنواح نناهض العنف بل بتظافر الجهود لكل القوى الاجتماعية والسياسية والاهلية وتسخيرها باتجاه واضح وجدي ومبرمج يواجه الجريمة ويبني مجتمعا آمنا ومتماسكا. نحن حتى الآن ورغم ضخم الكارثة لسنا هناك. يجب وضع الحكومة ومؤسساتها أمام استحقاقاتها بهذا الموضوع الذي يحتاج الى قرار سياسي بمستوى الحكومة ورئيسها لرصد الميزانيات المطلوبة وتغيير جذري في نهج ونظرة المؤسسات وخصوصا الشرطة بهذا الموضوع، وعلى مستويين : الاول ، عمل جدي ضد الاجرام والسلاح وفرض القانون في بلداتنا، والثاني، الاستثمار في معالجة مسبباب العنف من فقر وبطاله، تغيير حقيقي في التعليم والتعليم اللا منهجي، الرفاه الاجتماعي وأستثمار ضخم في شريحة الشباب والشابات الذين يفتقرون الى الاطر المناسبة وهم الاكثر عرضة للعنف ويستغلون كوقود للجريمة”.
وتابع قائلا:” نحن أمام اكبر تحد وجودي لنا كأقلية ضعيفة وعلى مجتمعنا وقياداتة ان تأخد المسؤولية لانقاذ مجتمعها. نناشد القوى السياسية وعشية الانتخابات تحويل معركة الانتخابات الى معركة وحدوية ضد العنف. لتكون مهرجانات وخطابات ونشاطات الانتخابات متمحورة حول هذة القضية”.
تعقيب الشرطة
وعقبت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري :” تعمل الشرطة الإسرائيلية على قدم المساواة كما وتدير التحقيقات بمهنية، مع التركيز على الكشف عن قضايا القتل التي تتم في الوحدات المركزية ً اليمار ً ، من أجل التوصل إلى منتهى الحقيقة وزج الجناة خلف القضبان والكل لما يصب في صالح سلامة المواطنين العامة امنهم وامانهم”.
وتابعت قائلة:” هذا ويشار إلى أنة الى جانب الإنفاذ، ونشاطات تطبيق القانون العلنية والسرية، والتي تشمل العمليات والحملات المهنية الخاصة التي يتم من خلالها ضبط الالاف من قطع الأسلحة والذخائر، يتم التنفيذ وفقا لأهداف الشرطة ، أيضا من خلال القيام بأنشطة وقائية التي تتضمن مشاريع مجتمعية التي يتم تلقيها وتقبلها بشكل إيجابي، تلاها ويتلوها الطلب المتزايد لتلقي مختلف هذه الخدمات الشرطية. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الشرطة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة في الوسط العربي وحدات شرطية خاصة ، التي تعمل بالتعاون مع السلطات المحلية لصالح السكان وسنواصل بالتعاون المتزايد والمثمر مع الجمهور في تقديم الخدمات عالية الجوده”.