المحسوبيات ، بقام ياسر خالد
ان انتهاج مبدأ المحسوبية في البلاد هو عبارة عن نهج غير صحيح البتة فهو يرفع من شأن أشخاص لا يملكون الكفاءة في التقديم والقدرة على العطاء..فهو كمن يطلب الماء من السراب وهو مقتنع انه وهم..تفضيل شخصيات حسب الطبقة والقرب يعكس مدى تخلف المجتمعات وتأخرها وانجرارها نحو انفاق مظلمة..وهذا يؤدي الى تخبط افراد المجتمع بين التعاطي مع الاصلاح او الاستسلام لما هو مفروض عليهم.
نرى كثيرا من الأشخاص وضعوا في اماكن ليست مناسبة لهم ولن تكون يوما ما لائقة بهم كونها اكبر من الفكر والامكانية التي يحملونها..رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه..لكن هيهات هيهات..كلنا نصلح للقيادة وكلنا أكفاء لتقلد الوظائف والمناصب.
ان محاربة المحسوبية هي واجب مجتمعي شرعي ووطني وان بقي الحال على ماهو عليه نقول..مافاز الا النوام…نعم فحالنا يبقى كما هو بل العكس في تأخر وتراجع ووهن ..فالنائم لا يفعل شيئا سوى الاسترخاء من عناء او مسايرة لكسل..وهذا يعني عدم النهوض لمواكبة الحياة اليومية واستغلال وقته بما يفيده..وهكذا المجتمع بصمته وتراخيه يعطي التخلف والتأخير فرصة بل فرص للتفشي بحياته ووبلده ومجتمعه.
من مشاكل المجتمعات التي تصنف انها غير متحضرة هي استسلامها لسلاح المحسوبية وخضوعها للطبقية..والتي تفرز لنا فساداً مغموسا بفساد.
ماذا يعني شخص او اكثر يتحكمون في إدارة شؤون البلاد من المجالس المحلية للبلديات للبرلمان حتى سدة االحكم..ومن اعطى هؤلاء الشرعية في تصنيف الناس لاكفاء وغير ومأجورين وغير وخونة وغير وأذكياء وجهال ومناسبين وغير..ماذا يعني ان يرضى هذا او هؤلاء عن فلان فيتم تنصيبه وتعينه وتوظيفه وانتخابه..من اعطى لهذا او لأولئك الحق في تأصيل وتفصيل الناس..يتحفونا بشعارات الحرية والنضال والانسانية والايجابية والاصلاح وبما ينفع الناس..ويحذروننا من الاقتراب من زيد وعبيد ومن الانجرار نحو الاخلاق الرذيلة والافكار الامبريالية والانحلال الخلقي والامني والمجتمعي…وهم يمارسونها علينا صباحا ومساء..حب الوطن واجب وحب المجتمع واجب وحب الناس واجب وان اردنا للحب ان يكون اتركوا للجميع ابداء أرائهم واعطوهم الفرصة ليحققوا آمالهم وطموحاتهم دون تكميم للافواه وتقزيم لقدراتهم..امنحوهم الفرصة لتولي المواقع وبعدها احكموا عليهم ان كنتم اصلا اهلا للحكم.
لا تمييز ولا إقصاء ولا تهميش ولا تقزيم ولا تشويه بل دعم ومساندة وتوجيه ايجابي غير مستعلي ومنح فرص للمناسب في المكان المناسب على ان يكون المناسب حقيقةً مناسب وليس على اهوائكم.
لابد من ثورة مجتمعية تحارب الطبقية والمحسوبية وافرازاتها الأسوأ من سيئة لما تبرز وتولد من شخصيات جاهلة متخلفة تعمل جاهدة بعمد ومن غير عمد على تفكك المجتمع وتخلفه وتأخره..نعم ففي المجتمع طاقات هائلة تستطيع ان تقود وتسود وترتقي بنفسها وببلدها ومجتمعها فلا تحرموها من الانطلاق لتحقيق ما نسمو اليه ونصبوا.
