نوابنا العرب، نوابنا في القائمة المشتركة أصحاب الخبرة منهم والجدد، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة! هذه ساعة امتحانكم… بعيدا عن أي تحليل سياسي ومقدمات طويلة فصيحة منمقة، فأنتم كغيركم، بل أفضل منهم تقرؤون جيدا معطيات ونتائج هذه الانتخابات وما أفرزته، لا أدري لماذا خيبة الامل هذه لدى بعضنا؟ وكأننا عولّنا على “المعسكر الصهيوني” لا أنتم! صحيح كنا نطمح بتغيير السلطة وحاكمها وتحصيل أو تحقيق أو حتى ابتزاز بعض المصالح لشعبنا،
نعم هذه حقيقة، لكننا مرة أخرى نعول عليكم ولم تر عيوننا غيركم! الشعب قال كلمته ومنحكم ثقته وقرر نعم للوحدة، فاحترموا قراره وحافظوا على ثقته، فنسبة التصويت، والتي منذ زمن غابت عن أذهاننا ومشهدنا السياسي، قد تكون انجازا لن يتكرر، فهذا يتعلق بكم وبرؤيتكم، نهجكم وتصرفكم داخل الكنيست وخارجه، نسبة التصويت لم تكن فقط بفضلكم، والدليل الانتخابات السابقة، وإن كان هناك تفاوت واضح للعيان بينكم، فما العمل؟ هذه قدرات ربانية يصطفي بها من يشاء من عباده، إلا أن الفضل الأكبر للوحدة، فهي أغلى ما نملك في هذه الفترة العصيبة! فالمعطيات والنتائج العامة وما أفرزته الانتخابات على العكس تماما يجب أن توحدنا أكثر من أي وقت مضى، فاليمين يصلب طوله ونتنياهو يبدو كالزعيم الأوحد وقوته تتجدد، ولديه حكومة يمين، حتى يمين متطرف، هذا ما قرره الشعب الإسرائيلي ولا جدال على ذلك، فالجواب مقابل معسكر يسعى لضرب كل ما هو جميل في هذه البلاد ولا يؤمن بتاتا بالشراكة أو يدعيها فقط لمحاباة جمهور ناخبيه القلة القليلة من العرب، نعم فلا عجب؟! إذا يوجد بيننا “فرافير”، مقابل من يقدسون الوطن أكثر من ديمقراطيته يجب أن نحافظ على بيتنا وعلى قواعده القوية سليمة، على قائمتنا المشتركة.
بعكس غيري، أنا قنوع، لا أطلب المستحيل ولا أطمح بالكثير، ولا أعيش أوهام الإنجازات الخيالية، لا تعنيني ولا تهمني كثيرا شعاراتكم أو تعهداتكم، فأنا لست من أنصار المقايضة، سأقول أوعدتم وأخلفتم!! إذ أُدرك جيدا خفايا الأمور ودهاليز اللعبة السياسية وموازين القوى داخل الكنيست، وبكل تأكيد، في هذه الدورة مهمتكم حتما ستكون صعبة وأصعب، وجودكم حيوي وضروري وهام جدا إلى أبعد الحدود ولكن وحدتكم أهم وأقوى، وليكن “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”، لكن أرجوكم دعوا “الانا” والنرجسية اللعينة جانبا، دعوا المناكفات والتحريض كل على الآخر جانبا، فهي لا تسمن ولا تغني من جوع. أما أبناء بلدي من بينهم: المهندس عبد الحكيم حاج يحي والدكتور أحمد طيبي، فقد دقت ساعة امتحانكم… لكم مني دعواتي الخالصة بالتوفيق والنجاح وألف تحية لكم ولكل نوابنا في القائمة المشتركة.