لا شك ان بعض الحكام طغوا وتجبروا وافسدوا وظلموا…لكن هل هم المسؤولين بالدرجة الاولى ام الواقع ام الشعب..لا ادري كيف اوصف الحالة .. لكني على يقين بأن فظائع الحكام على قدر صمت الشعوب…فلا يمكن للباغي ان يستمر ويزيد لولا وجود ارض خصبة غذت استعلائه وجبروته.. ان الصمت والخنوع لدى الشعوب هو من شجع هؤلاء الحكام ان يذيقهم الويلات..وبسب انقسامتهم ومقولاتهم ..امشي حد الحيط..وانا مالي المهم اعيش..باتت شعارا ومبدأ اعتادوا عليه وتربوا وربوا عليه.
عجيب ان تكون بلاد بها من الثروات ما يفوق دولا عظمى ..لا زالت تعيش على الفتات والاستجداء وتحت خط الفقر..وببيئة مزرية ..تخلف في كل مكوناتها..عجيب ان تمسك فئة قليلة بزمام الحكم وتستفيد بل ولديها ما يفيض من غنى وبذخ والشعب يهلل لها صباح مساء..يا يعيش يا يعيش وبالروح باالدم نفديك..نموت نموت ويحيى السيد.
ان فلسفة الحياة تعتمد على حق العيش بعدالة وحرية وكرامة..فاين تلك الابجديات في هذه المجتمعات…محرومين ليس غصبا ولا قهرا ..بل رضا وقبول…فمن يمسك زمام الامور في تلك وهذه البلاد يحكمون الشعب بالحديد..ولكن ما هو هذا الحديد..اليس هو الشرطة والاجهزة الامنية والجيش..ومن هم أولئك. .اليسو من الشعب نفسه الذي يكتوي بنار الحرمان والتعذيب ..من هم الذي يرفعون السوط في وجه الشعب ويدافعون عن الباغي والظالم..اليسو هم ابناء نفس الجلدة…من السجان ومن السجين..اليس ابناء العمومة والبلد ..فكيف نلوم الظالم ونحن ندعمه بالاعانة والاستطاعة علينا.
ثورات الشعوب لا تتحقق بالتمني والتواكل..وانما بالعزم والاصرار والعصيان والتمرد على الظلم واهله وبتقديم التضحيات تلو التضحيات..حتى تستطيع تقرير مصيرها وتجلب قيادة شريفة وعادلة وقادرة على الانصاف والايفاء واعطاء كل ذي حقه حقه.
طالما كان الشعب مرهونا بايدي جلاديه لطالما بقي الجلاد وبلده مرهونا بايدي اسياده ومستعمريه..وستبقى هذه الدول رهينة للفساد والفقر والتخلف والاستعباد ولن يقوم لها رأسا ولا جسد.
وهذا فيض من غيض لكثير من التجاوزات التي يمارسها الطغاة والمتجبرون بسبب خنوع الشعوب..والذي من خلاله يمكننا الانتقال لفئة اصغر وهي البلد والاصغر لتصل للحي وغيرها من الاماكن التي فيها العصابات والطغاة.
لا بد من صحوة تيقظ الفرد والمجتمع كي يستطيع تحقيق عيشه بهناء ورخاء.