مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية على كل مواطن عربي أن يسأل نفسه السؤال التالي – هل رفع الضرر وتخفيف المعاناة وسد الفجوة ومواجهة العنصرية واستحقاق الحقوق ياتي من خلال الجلوس في البيت واللامبالاة والتنظير ام ان ذلك يتم من خلال المواجهة والنضال في جميع الساحات النضاالية لا سيما الساحة البرلمانية ؟
ان من يطالب بالامتناع عن التصويت يقول أنه لا يبالي ما هي نتيجة الانتخابات البرلمانية وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يتأثر بشكل يومي مما يشرعه البرلمان الاسرائيلي وتنفذه الحكومة الاسرائيلية . ومن الجدير بالذكر بان الامتناع عن التصويت للجماهير العربية يؤدي الى ارتفاع قوة الاحزاب الصهيونية الكبيرة وخصوصا اليمينية منها وذلك بناء على قانون الانتخابات الاسرائيلي وقانون “بدر عوفر” لطريقة حساب الأصوات في الانتخابات الاسرائيلية.
ويجب الانتباه أنه سيطرح على جدول اعمال الكنيست القادمة مشروع قانون يهودية الدوله الذي حاول نتنياهو تمريره بالفترة الأخيرة وقد رفض نتنياهو ادخال الحق بالمساواة الفردية والجماعية كحق دستوري ضمن مشروع القانون. كما وأن مشروع القانون الذي سيحاول اليمين تمريره في الكنيست القادمة يضع يهودية الدوله فوق كل شئ مما يلزم الجهاز القضائي وسائر الأجهزة بتفضيل يهودية الدولة على ديموقراطيتها في جميع مجالات الحياة، وهذا بحد ذاته يزيد من التدهور والاساءة الى المكانة الحقوقية المدنية والجماعية للأقلية الفلسطينية في الداخل .
ومما لا شك فيه ان النضال البرلماني لوحده هام ولكنه غير كاف وهو ينضم الى سائر وسائل النضال مثل النضال الشعبي والنضال الحقوقي والقانوني والنضال الدولي وغيرها من الوسائل المشروعة. هذه الوسا ئل النضالية تكمل بعضها البعض وتدعم بعضها البعض وأي تعطيل لاحداها يؤثر سلبا على سائر وسائل النضال .
وما يميز هذه الانتخابات أنه ولأول مره تتحالف الاحزاب العربية ضمن قائمه مشتركه وعلينا أن نعطي فرصة لهذه القائمة أن تثبت مدى مصداقيتها في طرحها الوحدوي لا أن نحبطها وندعو لها بالفشل قبل ولادتها. علينا الابتعاد عن النظرة السوداوية وعلينا أن نكون ايجابيين في نقدنا وعدم تصوير الأمر دائما باللون الأسود . هنالك انتقادات ولربما هنالك تقصير هنا وهناك بالعمل السياسي والمطلوب تحسين الأداء وليس المطلوب الاحباط وتدمير كل ما بني .
على قيادات الجماهير العربية أن تعمل على نشر هذه الرسالة الوحدوية الى كافة كوادر العمل الميداني والعمل الشعبي والى كافة شرائح المجتمع العربي كي يتم طي صفحه من النفور والتشرذم وفتح صفحه جديده من تظافر الجهود والتعاون بين جميع أطياف المجتمع واحترام الاختلافات الفكرية مع مراعاة ضروريات كل مرحله وأولويات كل مرحله وعدم الوقوع في مأزق جعل الخلافات الأيديولوجية وكأنها هي المطروحة على البحث.
كلنا ندرك أنه ضمن الأولويات الحالية لنضال جماهيرنا وطبيعة المرحلة المطروح هو العمل على تغيير هوية الدولة من دوله اتنوقراطية الى دوله ديموقراطية مع الحفاظ على الحقوق القومية والجماعية والثقافية والدينية واللغوية للجماهير الفلسطينية في الداخل. هذا لا يعني الغاء الاختلافات الايديولوجية بين الاحزاب المختلفة ويحق لكل حزب الحفاظ على ايديولوجيته وهويته دون المس بالعمل الوحدوي المشترك بين الاحزاب المختلفة وعلينا تغليب المتفق عليه وهو كثير على المختلف عليه وهو قليل أو ليس من اولويات المرحلة.
ولهذا فان الجماهير العربية مطالبه أكثر من أي وقتت مضى بتحمل المسؤولية الوطنية وتكثيف التصويت بغزارة لدعم القائمة المشتركة الموحدة واعطائها فرصه لاثبات نفسها, وبهذا نكون قد أعطينا لأنفسنا ولأبنائنا أملا بدلا من التقوقع والاحباط ولعن الظلام والبكاء على الاطلال الذي لا يجدي نفعا .