ثقافة باتت محذوفة من قواميس تعاملنا فيما بيننا..وكان ثقافة الاعتذار اصبحت عيبا ونقصا..اذا تعاملنا بها.
ان هذا لشيئ مؤسف وينم عن غباء وجهل بثقافتنا وحضارتنا الاصيلة والراقية.
عجيب وغريب حالنا في تعاملنا مع الاخر عندما يكون برقي وتحضر وادب ..بينما بيننا فهو مستهجن بكل اللغات.
عندما تريد من الاخر ان يفسح لك المجال تقول له סליחה بينما لابن دمك تقول له مرقني او تنفخ بشدة كي ينتبه بان حضرتك تريد المرور..تمر في اروقة المجمعات والمستشفيات وفي العمل ترى اخواننا يقولون للاخر בוקר טוב و ערב טוב و צהריים טובים. .مع العلم بانهم لا يعرفون بعضهم البعض..فقط لمجرد نظرات عيون أتت صدفة ..بينما يمر عن اخيه العربي ليس فقط لا يعيره اي انتباه بل احيانا يرمقه بنظرة ازدراء وكانه يريد القول له لما انت مخلوق اصلا..صحيح ان التصرف مع الاخر بطريقة جميلة ولطيفة هو شيء يعكس مدى جمال ورقي حضارتنا ولكن الاجمل هي ان نمارسها فيما بيننا نحن اولا.
حادث سير وقع مع شخص في بلد يقطنها الاخر، تلقائيا نزل الشخص بابتسامة حانية بها شفقة ونظرة اعتذار.. وبدأ بالقول :”מצטער. .קרה משהו. .. אתה בסדר…”، لا تقلق وهكذا كلمات تنم على الاهتمام، ومن ثم تبادل معه معلومات “פרטים”، وسلام سلام…ونفس الشخص تسبب بحادث في بلده ..فنزل بالصراخ والشتم وتهديد ووعيد..وكان ما حصل نهاية العالم..وبعد ذلك تطور الامر فأصبحت مشكلة وثأر واصابات…اليس هذا امرا معيبا ومخزيا…في كيفية التعامل مع انفسنا ومع الاخر…نبادر لهم צריכים עזרה في حال حاجتهم مع انهم لم يطلبوا بينما نحن نطلب من بعضنا فنعتذر ونولي شاتمين ساخطين.
نذهب للتسوق فيمدحنا البائع باننا جميلون وطيبون “מותק.. נשמה ..מקסים. .יפה.. מושלמת” كلمات كثيرة وابتسامات ولكن في نفس الوقت اذا حاول مدحنا ابنائنا جلدتنا نثور وتعلو الاصوات ونتهم بقلة الادب..نعم فهو يتغزل ويعاكس ونواياه سيئة .. مثير للاهتمام سلوكنا بيننا وكأن النظرة الصحيحة ان ابن جلدتي سيء ولا يريد لي الا الاساءة والشر والاخر لطيفا مذوقا محترما..لذا وجب علينا لزاما عندما نطلب منه امرا نطلبه بادب בבקשה نعم لوسمحت ومن فضلك واسف بابتسامة واستحياء .. واخي واختي من بلدي بطريقة عنيفة ومتعجرفة تعلوها الفوقية والازدراء..نلتقي بهم في غالبية المؤسسات تكون الابتسامة محياهم واذا تعاملوا معنا باسلوب فظ نجد لهم الاعذار ..فضغط الشغل عليهم مرهق واكيد سهروا طوال الليل ولم يكتفوا بالنوم او غيره من الاعذار..اما لنا نحن فواجب علينا ان نكون ماكنة تسهل لهم امورهم ومعاملاتهم…ولا نعذر بعضنا لاي سبب.
صحيح ان بعضنا يملك خصالا اجمل من جميلة في تعامله مع ابناء جلدته ولكنهم قليلون ونطمع بان يستمروا مع انهم يتعبون بسبب نظرة المجتمع لهم على انهم بسطاء ومصطلحات سخيفة.. ان ثقافتنا وحضارتنا هي الاخلاق ولب الاخلاق الحميدة وهي العنوان لكل المجتمعات..فلنمارسها بحق بيننا لتطفو على السطح المحبة والتي من خلالها نرتقي.
الانتظار في مؤسسات الاخر يكون على الدور والنمرة ونحترم ذلك بشدة ونحرص على الالتزام به كنا رجالا او نساء كبارا او صغارا..اما في مؤسساتنا فهو للاقوى والفهلوي ..نسير في شوارعهم باحترام قوانين السير ونرمي النفايات باماكنها حتى اعقاب السجائر..اما عندنا فشوارعنا بلا التزام وتتحول الى سباق رالي وجنون وبلا احزمة ونكب النفايات في كل مكان وباي مكان … الرقي بثقافة الادب هو من حضارتنا وعلينا ان نمارسه فيما بيننا اولا ومن ثم على الاخر.