أن الإشكالية الحقيقية للفلسطينين العرب في داخل اسرائيل (فلسطيني الداخل) هى وضعهم القانونى كمواطنين فى دولة مناقضة لبنيتهم، قامت على أنقاض شعبهم وتمثل النقيض لطموحاتهم الجماعية. يضاف إلى ذلك تحد أخر مطروح باستمرارعليهم وهو قدرتهم على صياغة خطاب سياسى يتسم بالعصرية والمدنية بمقدوره إقناع الآخرين فى الساحة الإسرائيلية بضرورة تعديل البنية القانونية والتشريعية للدولة وحل التناقض بين يهوديتها وديمقراطيتها، ذلك أن إسرائيل هى فى الواقع دولة بعض مواطنيها حتى ولو كانوا الأغلبية فى حين أن المطلوب فى الحدود الدنيا أن تكون دولة لكل مواطنيها. ناهيك عن أنه ثمة مشكلة أساسية فى مدى الدور الذي يلعبه النواب العرب في الكنيست.
لم تتبلور فى أوساط الفلسطينيين داخل إسرائيل اتجاهات سياسية واضحة المعالم إلا فى مرحلة متأخرة، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الحكم العسكرى الذى فرض عليهم آنذاك حتى عام 1966، وخلال السنوات الممتدة منذ عام 1948 وحتى عام 1966 لم تظهر أحزاب عربية على الإطلاق باستثناء التمثيل العربي في الحزب الشيوعي، وإن ظلت بعض القوائم العربية تشارك فى انتخابات الكنيست منذ عام 1949. وقد شهدت الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى بعض المحاولات لتشكيل حركات سياسية تتحدث باسم فلسطينى الداخل متل حركة الأرض التى أسسها القوميون العرب فى عام 1964 لكنها لم تتمكن من الاستمرار، وذلك بسبب التضييق الذى كانت تمارسه السلطات الإسرائيلية عليها. وفى بداية الثمانينات تمكن فلسطينى الداخل من تشكيل تنظيم أول كتلة لهم، استطاعت تجاوز بعض المشكلات التى واجهت مثل هذه التنظيمات فى السابق واستفادت من انضمام مجموعات وشخصيات بارزة من المجتمع الفلسطينى في الداخل وتمكنت هذه الكتلة من خوض انتخابات الكنيست فى عام 1984 وفازت بمقعدين. وفى عام 1988 تم إنشاء الحزب الديموقراطى العربي، الذى كان أول حزب عربى صرف لم تعمد السلطات الإسرائيلية إلى حظره، وفتح ذلك الباب أمام قيام أحزاب عربية أخرى .
في مرة نادرة، شكل نواب الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي العامل الحاسم في اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لقرارها. كان ذلك في فترة حكومة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، ففي عام 1994 اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارها بمصادرة 55 دونماً في مدينة القدس، ولم تردع الاجتماعات العربية ولا مجلس الأمن حكومة رابين عن التقدم بعملية المصادرة للأراضي العربية، وحدهم النواب الخمسة العرب في الكنيست الإسرائيلي أجبروا حكومة رابين على تجميد قرارها لأجل غير مسمى. فالنواب العرب الذين شكلوا في حينه ما سمي بـ”الكتلة المانعة”، والذين لم تكن حكومة رابين تستطيع الاستمرار دون أصواتهم، أوقفوا عملية المصادرة، لأن تصويتهم ضد حكومة رابين كان يعني إسقاطها.
في ذلك الحين ظهر واضحاً ضرورة أن يملك العرب في الكنيست الإسرائيلي كتلة نيابية كبيرة ومتماسكة، خاصة في ظل الاستقطاب الإثني الصارخ الذي تشهده إسرائيل منذ أكثر من عقدين، وازدياد عدد الأحزاب الإسرائيلية التي تعبر عن مصالح طوائف وقطاعات معينة. ولم تكن تلك اللحظة هي التي اكتشف فيها العرب في إسرائيل ضرورة تشكيل قائمة عربية موحدة، فهذه القائمة مطلوبة منذ زمن بعيد، لكن الأحزاب العربية لم تستطع ولا مرة التوصل إلى قائمة موحدة لخوض الانتخابات الإسرائيلية. فقد شغل العرب في الكنيست ثمانية مقاعد، موزعة على ثلاث قوائم للأحزاب العربية، قائمة “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، وتحالف الحركة الإسلامية مع الحزب الديمقراطي، والتجمع الوطني الديمقراطي. والنسبة العددية للناخبين العرب ككتلة تصويتية، تستطيع إيصال أكثر من 17 نائباً إلى مقاعد الكنيست.
وعلى الرغم من أن الدعوة لتوحد الأحزاب العربية فى إسرائيل فى قائمة واحدة ليس بالأمر الجديد، إلأ أنه اكتسب أهمية خاصة فى هذه الانتخابات لاسيما فى ظل الأهمية الاستثنائية للانتخابات الإسرائيلية هذه المرة سواء لتأثيرها على طبيعة التركيبة الحزبية فى إسرائيل الاخذه بالاستقطاب فيما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية أو فيما يتعلق برفع نسبة الحسم من 1,5% إلى 2%، وهي النسبة المطلوبة لدخول الكنيست وإلغاء نظام “فائض الأصوات” والذي يمكن أي حزبين من الاتفاق على تبادل فائض الأصوات في الانتخابات.
وفي تعقيب للدكتور العميد وليد عاقلة حول مواقف الأحزاب السياسية العربية في اسرائيل بقوله
– الى من يعتبر نفسة شخصية قيادية وصاحب قرار في الساحة السياسية داخل جغرافية الدولة اليهودية اقول: “الماضي هو درس المستقبل والحاضر هو بداية هذا المستقبل… فجزء كبير مما يحل بنا كشعب فلسطيني من انقسامات شعبية وتعدد الأحزاب هو نتيجة مواقف الماضي الضعيفة او الخاطئة، وبما ان الأنسان موقف فاعل اوعلى الأقل متكلمٌ بكلمة الحق أو بفشلة عن طريق صموتة وجهلة وتجاهلة، وهذا هو أخ الموقف الخاطىء والعدو الشعبي الصامت. وما سيحل بنا من وحدة او كوارث خلأل السنوات القادمة سيكون نتيجة لأفعالكم وقراراتكم الحكيمة الشجاعة او الفاشلة… وستحاسبون بالشكر البسيط او بالمسؤلية العظيمة!” .
نعم ان الماضي هو درس المستقبل والحاضر هو بداية هذا المستقبل… واوافقه الراي ان جزء كبير مما يحل بنا كشعب فلسطيني من انقسامات شعبية وتعدد الأحزاب هو نتيجة مواقف الماضي الضعيفة او الخاطئة التي مارسناها.
لقد طالبت الجماهير العربيه بهذه الوحده ,وان اتفاق الأحزاب العربية في إسرائيل والتوصل إلى “قائمة مشتركة” لخوض الانتخابات البرلمانيه وإلى نبذ وتجنب الخلافات الأيديولوجية بين الأحزاب العربية لهو قرار تاريخي بالغ الاهميه يضع المواطنين العرب في اسرائيل على مفترق طرق هام وحاسم يقرر ماهية وجودهم في هذه البلاد .
لهذا نحن عرب الداخل نقف اليوم على مفرق طرق فلاول مره منذ سنة 48 تجتمع القوائم العربيه في قائمه موحده لها رؤيا واضحه اجتمعت على القواسم المشتركه ونبذت التباين الذي بينها , وهذه فرصه ذهبيه اتيحت لنا ففي كل ازمه توجد فرصه فلنقم بالبحث عن الفرص دون تمني المعضلات.
اذا لم نحاول ان نفعل شيئا ابعد مما عملناه، فانا لن نتقدم ابدا، انها دعوة الى تطوير الذات وفرض واقع جديد نرسم فيه مستقبلنا ومستقبل الاجيال القادمه من بعدنا فلا تضيعوا هذه الفرصه من ايديكم وليكن قرارنا الحاسم بأن نفجر الصناديق بأصواتنا، لحماية ماضينا، حضرنا ومستقبلنا، ولدعم قائمتنا المشتركة. نخرج لنؤثر ولنكنس اليمين الفاشي من حياتنا السياسية.