نجحت الشراكة بين الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة في المجتمع العربي لانتخابات البرلمان ال20 في تحقيق انجاز مشرف وغير مسبوق للعرب في الداخل مقارنة مع انتخابات الكنيست ال19،اذ حصلت القوائم العربية الثلاث مجتمعة على 349 الف صوتا بينما حصلت المشتركة على 444 الف صوتا في انتخابات 2015 مما يشكل ارتفاعا مذهلا .
فقد ارتفعت نسبة تصويت العرب في انتخابات 2015 الى 63.5 – 65 %(بدون العرب الموجودين خارج البلاد حاليا) فيما لم تتعد النسبة في انتخابات 2013 الـ 56 % وهذا يشكل ارتفاعا كبيرا تمت ترجمته الى حوالي 100 الف صوت إضافي للقائمة المشتركة في هذه الانتخابات.
هذا على المستوى القطري اما على المستوى المحلي فقد كان للطيبة نصيب وافر من هذا الانجاز،سيما وان فيها عضوي برلمان، فقد نجحت المشتركة في حصد 17178 صوتا مقابل 12927 صوتا حصلت عليها القوائم الثلاث متفرقة في انتخابات 2013 ،كما ارتفعت نسبة التصويت من 59.76% الى 74% ،منها 96% للقائمة المشتركة و4% لأحزاب أخرى.
ان هذه الشراكة وتلك الوحدة التي جسدتها هذه القائمة المشتركة والتي فرضت نفسها على أحزابنا العربية وجمهورنا الفلسطيني في مواجهة ظلم السلطة المركزية وغشمها تجاه المواطنين العرب،اذا أردنا استمرارها ونجاحها تحتاج منا الى العمل على تعزيزها وترسيخ دعائمها من خلال التحرك على مجموعة من المحاور لعلي اذكر منهما هنا وباختصار محورين أساسيين: الأول- محور الحوار الفكري والنقاش الموضوعي الأخوي بحثا عن المشترك الفكري بين مركبات القائمة المختلفة وتفكيكا تدريجيا للمختلف بين هذه المركبات ليسلم الأساس والقاعدة التي تقوم عليها الشراكة ،والتي بقدر متانتها وصلابتها سيكتب للشراكة ان تستمر او ان تنقطع- لا سمح الله-.
وأما المحور الثاني-وهو محور توسيع دائرة الشراكة والانغماس في العمل المشترك بعد تعزيز المشترك الفكري،بحيث تطرق الشراكة محطات وميادين جديدة من العمل الوحدوي ذات الهم العربي الواحد التي نواجه فيها تحديات السلطة موحدين،ومن هذه الميادين الهامة والتي اعتقد انها يمكن ان تساهم مساهمة كبيرة في تمتين عرى الشراكة محطة السلطات المحلية فهناك تكمن مواجهة ساخنة من السلطة بمختلف اذرعها ومع التحديات الداخلية التي تعصف بمجتمعنا العربي المحلي،والتي من أبرزها مجمل الطريقة والنهج المتبع الى اليوم في إدارة السلطة المحلية في المجتمع العربي،وهو نهج التعصب الحمائلي والعشائري على قاعدة “انصر أخاك ظالما او مظلوما”الجاهلية التي جاء الإسلام ليستبدلها بقاعدة”ان أكرمكم عند الله اتقاكم”وقاعدة:”إنما المؤمنون إخوة”.. هذا النهج القائم على التعصب الأعمى والمحسوبية كان ولا زال يلعب دورا مركزيا في حالة التشرذم والتخلف الذي تعيشه قرانا ومدننا العربية إضافة الى دور السلطة الذي لا ينكر.
اعتقد انه ان الأوان للقائمة المشتركة ومعها مؤسسات المجتمع المدني ان تأخذ دورها الفاعل في إصلاح ما أفسدته العصبية وإنقاذ مدننا من الغرق في ظل تحديات ضخمة تنتظرنا جميعا.
ان الأوان للمشتركة في الطيبة ان تنقل الشراكة والوحدة الى ميدان العمل البلدي في مواجهة اللجنة المعينة والوصاية الخارجية ،وان تقول بصوت واحد وموحد كفى للعصبية وأوزارها ونعم للوحدة والشراكة من اجل المصلحة الحقيقية للطيبة وتشريفها كبلدة قيادية ورياديّة في المجتمع العربي، يُعتزّ بتاريخها ويُفخر بتراثها، ويُباهى بارتقائها كمدينة عربية عصرية متطورة.