تعتبر المنطقة الصناعية في اي بلد من اهم عوامل تطوير مجتمع راقي واعي ذا كفاءات ذاتية من الجانب الاقتصادي والثقافي والعلمي، لا يمكن لأي بلدة ان تتطور وهي لا تملك منطقة صناعية حديثة متطورة تلبي احتياجات البلدة.
منطقة صناعية منظمة متطورة وحديثة من الممكن ان تحل مشاكل كثر في اي بلد في الوسط العربي، معظم المشاكل الاجتماعية التي نواجهها في اليوم يوم تتعلق بالوضع الاقتصادي المزري الذي يعاني منه الوسط العربي عامة والطيبة خاصة.
بحث نشر في احدى الواقع العبرية يشير الى عوامل تعطي بصيص امل للتطور الاقتصادي والعملي التجاري والصناعي بشرط تطوير المناطق الصناعية العربية وتحديثها كما في الوسط اليهودي.
في بحث اقتصادي للبروفيسور ” افي دجاني ” الذي صدر من مجموعة ” גיאוגרטוגרפיה” يظهر ان الجمهور من الوسط اليهودي ينفقون في الوسط العربي من تجارة 1.5 مليار شاقل بالسنة، وان 28% من الجمهور اليهودي يزورون في القرى والمدن العربية، نصفهم بهدف المشتريات.
وبحسب التقرير فان المبلغ ” 1.5 مليار” من المتوقع ان يرتفع في حال استمر تطور المناطق الصناعية والاماكن التجارية في الوسط العربي وبذلك قد يتمتع الوسط العربي بقوة التسويق اكثر من الوسط اليهودي، كذلك من الوسط العربي ايضا الذي قسم كبير منهم يجري مشترياته من محلات تجارية من الوسط اليهودي.
بحسب الاحصائية المذكورة في البحث فان معدل متوسط مصروفات المستهلك اليهودي في البلدات العربية بهدف المشتريات يقف على 290 شاقل وقد يصل الى 370 عن الزائرين الدائمين، ومعدل متوسط الانفاق على المطاعم والمقاهي يصل الى 160 شاقل.
في منطقة شمال البلاد الغنية بالمحلات التجارية في الوسط العربي معدل مصروفات المواطن اليهودي في المحلات التجارية والصناعية نسبيا عالي ويقف على 210 شاقل وفي المطاعم والمقاهي وشراء مواد غذائية يقف على 430 شاقل.
وفقا للتقرير، على الرغم من الوضع الامني الصعب، الا ان العلاقات التجارية والتسويقية، بين العرب واليهود جيدة وبارتفاع ملحوظ، 28% من الجمهور اليهودي زار القرى والمدن العربية في السنة الاخيرة، ثلث منهم زار منطقة المثلث، والنسبة الاعلى من بين المدن العربية كانت الناصرة وهي اكبر بلد عربي في الداخل الفلسطيني.
وذكر التقرير ان 30% من الزائرين في البلدان العربية ، زاروا في السنة الاخيرة مرة واحدة على الاقل، و56% من الزائرين كانوا على الاقل اربع مرات في السنة.
في منطقة شمالي البلاد تردد الزوار في القرى العربية اعلى نسبيا لمناطق اخرى، 50% من سكان الشمال اليهود في السنة الاخيرة كانوا قد زاروا مرة واحدة على الاقل في السنة بلدة عربية، هذه النسبة عالية مقارنة مع منطقة المثلث والمركز.
بحسب التقرير ايضا ، نصف الزائرين في البلدات العربية بهدف الشراء و30% بهدف التجول في الاجواء العربية الاصيلة، و10% من اجل زيارة الاصدقاء، و10% بهدف التجارة والمناطق الصناعية والعمل، و6% لقلة اسعار العلاج مقارنة مع الوسط اليهودي .
نسبة الزائرين في منطقة الشمال وفي منطقة الشارون ” الطيبة، الطيرة وقلنسوة ” وهذا يرجع ايضا للعلاقة القوية بين الوسطين العربي واليهودي في نطاق العمل في هذه المناطق.
اكثر من نصف الجمهور اليهودي يجذبه التبضع من القرى والمدن العربية، ذلك لاجل شراء المواد الغذائية الاساسية ” خضار وفاكهة” وغيرها، مستلزمات البيت والملابس تجذب 30% فقط والمواد البنائية المناطق الصناعية فقط 20%.
محمد جابر: كيف للمستثمر ان يأتي لاي بلد لا يوجد فيها منطقة صناعية ولا بنية تحتية حديثة متطورة؟
في حديثنا مع محمد جابر مستشار اقتصادي ومدير الجمعية لتطوير الاقتصاد والاجتماع في الوسط العربي قال : نحن في الجمعية قدمنا العديد من الدراسات الاقتصادية الى كل من اللجنة المالية في الكنيست ولجنة اقتصاد الكنيست ووزارات مختصة، وتهدف هذه الدراسات الى اطلاع المؤسسات الحكومية على الكادر الاقتصادي الموجود في الوسط العربي، ونحن نعلم انه منذ سبع سنوات هنالك ميزانيات وصناديق دعم وهبات لأصحاب مصالح في الوسط العربي، لكن هذا لا يكفي، لان العمود الفقري للانتعاش الاقتصادي في الوسط العربي هو دمج واستيعاب الوسط العربي في اقتصاد الدولة فقط عن طريق تطوير المناطق الصناعية، فكيف للمستثمر ان يأتي لاي بلد لا يوجد فيها منطقة صناعية ولا بنية تحتية حديثة متطورة؟ فاذا لم يتواجد المستثمرون فلا فائدة من هذه الهبات والقروض، ما جرى هو العكس ان الهبات والقروض توفرت قبل المنطقة الصناعية، لذلك قد لا يكون لهذا المال أي فائدة، بحسب قانون الاستثمار في الدولة كل منطقة صناعية ليست ضمن المناطق الصناعية المتطورة أ او ب هي تعتبر ” مسار ثانوي ” والمسار الثانوي يضم جميع المناطق الصناعية في الوسط العربي، بمعنى ان كل الميزانية تذهب الى الدرجة أ و ب اما المسار الثانوي والذي يضم جميع البلدات العربية يأخذ ميزانية فقط كمنطقة صناعية واحدة والتي تعتبر، مثال : بلدة بيتح تكفا تأخذ ميزانية للمنطقة الصناعية من الدولة كمجموع جميع الميزانيات للمناطق الصناعية في الوسط العربي”.
وتابع:”في سنة 2007 جاء قرار وزاري يمنح المناطق الصناعية في المثلث بشكل خاص والوسط العربي بشكل عام، ونرجع الى ما ذكرته سابقا ان أي رجل اعمال في الوسط العربي لا يمكنه ان يستغل الميزانية التي تعطى لانه هناك انعدام لمنطقة صناعية متطورة وانعدام للبنية التحتية والتخطيط، فعلى أي أساس سياتي هذا المستثمر ويستثمر امواله؟”.
محمد جابر: المنطقة الصناعية في الطيبة تحتاج الى 45-50 مليون شاقل
ومضى يقول:” وقد عرضنا على الجهات المختصة في الدولة انه اذا تم تطوير المناطق الصناعية في الوسط العربي سيعود ثماره على الدولة وسيعود على السلطة المحلية، اخذنا مثال الطيبة: واجرينا دراسة عليها، بعد الفحص الدقيق باحتياجات المنطقة الصناعية وجدنا ان المنطقة الصناعية في الطيبة تحتاج الى 45-50 مليون شاقل ، وقد وضحنا البنود للجهات المختصة في الدولة وقلنا لهم ان هذا سيعود بالثمار عليهم من عدة جوانب، منها:
1- الحد من البطالة: بدلا من ان الدولة تنفق الكثير من المال على نسب البطالة العالية في الطيبة والوسط العربي، بذلك قد يوفر لديها هذا الكم من المال.
2- توفر الكثير من المحلات الصناعية والتجارية وزيادة عدد فرص العمل، ” اقتصاد سليم يسير بخط متوازي مع مجتمع سليم “.
حمد جابر: عندما تتوفر منطقة صناعية متطورة سنر الشباب العاطلين في حقل العمل
ذلك بدلا من ان نرى الكثير من الشباب العاطل عن العمل الذي يقضي غالبية وقته على المقاهي في وقت الفراغ بالإضافة الى نسبة البطالة العالية في الوسط العربي، عندما تتوفر لديه منطقة صناعية متطورة سنراه في حقل العمل وسيتوفر لديه الكثير من فرص العمل على أنواعها، فاذا تركنا الحال ما هو عليه سيحبط الشباب وسيتدهور كما هو عليه البعض ومن الممكن ان يلجأ الى عوامل غير قانونية كالسرقة والتجارة بالممنوعات، وتفاقم العنف، وبذلك قد تزيد الاضرار الجسيمة الناتجة عن البطالة.
في الجانب الجنائي أيضا ستوفر الدولة الكثير من المال، مثال اذا كان هناك نسبة ضئيلة للعنف والاجرام، ستقل نسبة السجناء وكل سجين يكلف الدولة 257 شاقل باليوم ناهيك عن تكاليف المحاكم والشرطة والتحقيقات وغيرها، بذلك ستتوفر هذه الميزانية للدولة.
محمد جابر: لو توفر لدينا منطقة صناعية متطورة لاستطعنا ان نقلب هذه المعادلة بالنسب
من جهة أخرى سوف نقوم بتقوية السلطة المحلية سيكون هناك دخل عالي من الضريبة، 82% من دخل “الارنونا” على السلطة المحلية في الوسط العربي هو من ضريبة البيوت و18% من ضريبة المحلات التجارية والصناعية، فلو توفر لدينا منطقة صناعية متطورة لاستطعنا ان نقلب هذه المعادلة بالنسب، لكان مدخول عالي ورهيب للسلطة المحلية وبذلك قد يكون للبلدية إمكانية بناء مراكز ثقافية ونوادي ومشاريع تخدم شباب البلدة، بذلك سيكون اقتصاد قوي للسلطة المحلية وتكون ليست بحاجة لاي ميزانية وقروض من الدولة.
محمد جابر: المنطقة الصناعية هي الامل الأخير لإنقاذ الطيبة
بذلك قد يكون الكل رابح في هذه المعادلة اذا كان لدينا مناطق صناعية متطورة، الدولة والبلدية والمواطن والمحيط أيضا وسيكون حل للكثير من مشكال المجتمع، وسيكون اكثر دخل على البلد لجميع المحلات التجارية والصناعية وسينتفع الكل وستزدهر البلد باكتسابها الذاتي، ولا يخفي علينا الوضع الاقتصادي المزري للمواطن في الطيبة وللبلدية أيضا، فالمنطقة الصناعية هي الامل الأخير لإنقاذ الطيبة مما هي عليه الان، الطيبة فيها شباب متعلم ذوي كفاءات عالية جدا لا تجدها في اي بلد اخر فممكن هؤلاء الشباب المتعلم اذا توفر لديهم البيئة المناسبة ان يرتقوا بالطيبة الى اعلى المستويات، فنخن لا نقل بشيء عن ابن نتانيا وكفار سابا، من هنا أوجه للشباب كلمة انه في ظل الوضع السياسي الراهن عليهم ان ياخذوا زمام الأمور والا يتركوها لمن اخربها ويريد ان يخربها، الطيبة في مسار اقتصادي سليم ستكون ذو مجتمع سليم”.