اعطي الاجير حقه، بقلم: ياسر خالد

لا شك بأن هناك صعوبة في ايجاد ايدي عاملة في مجتمعنا العربي على قدر من تحمل المسؤولية… وأن تحظى بثقة صاحب المصلحة لأسباب عديدة ..اهمها الأمانة والكفاءة والإخلاص..ويعزو البعض ذلك ان بعض اصحاب المصالح التجارية هم سبب رئيس في ذلك..وإن كان هناك حالات شاذة من بعض العاملين في سلوكهم واخلاقهم.

ولو اننا عملنا مقارنة بين المجتمع العربي والغير عربي في تعاطيه مع الايدي العاملة لوجدنا فرقا كبيراً بين الفئتين..حيث هناك تجد ساعات عمل منظمة وسفريات..وعطلات رسمية..لكن في مجتمعاتنا لا يوجد ساعة عمل محددة للعمل والتنقل على مسؤلية العامل وغالبا ما تكون العطلات الرسمية وغير الرسمة غير مدفوعة الاجر..هناك للعامل حقوق كما عليه واجبات ..هنا عليه حقوق وعليه واجبات..هناك يدفع الاجر حسب ساعات العمل المخصصة من ادنى الاجور لاعلاها..هنا لا يوجد حد ادنى حتى للاجور المخصصة..هناك يتم دفع الاجرة لساعات العمل الاضافية بينما هنا وكأنه واجب على العامل أن يكون يعمل ساعات إضافية..هناك يتم دفع الاجرة بموعده ولكن في مجتمعنا بعد مناشدة تصل حد الاستجداء في بعض الاحيان..كثيرة هي الحواجز والعقبات التي يزرعها بعض اصحاب المصالح التجارية والصناعية امام العمال..الا من رحم ربي منهم..غالبا في المجتمعات الأخرى يتم ترقية العامل ومكافئته لانجازاته وسلوكه واخلاصه وأمانته..بينما في مجتمعنا يكون الوضع مغايرا فيكون استغلالا للعامل وتصل في حالات عديدة حد الإهانة.

كثيرة هي التفاصيل والمواقف التي تجعل من بعض الأيدي العاملة غير محل ثقة..فإما يعملون بتكاسل وتثاقل وبغير اتقان واهمال وقد يصل الامر حد السرقة مما يربك اصحاب المصالح في وضع ثقتهم فيهم.

لكن لو نظرنا لجانب مشرق في مجتمعنا نرى بعض اصحاب المصالح التجارية والصناعية والحرفية مرتاحون وينعمون بسلام على الأقل فيمن يعملون عندهم ..لانهم تعاطوا معهم كما يجب وينبغي..فلا تجد مصلحة تجارية او صناعية ناجحة او مقاول ناجح الا ووجدته يعامل الايدي العاملة لديه بحق ان لم يكن بإنسانية ايضا.