لقد نسيناك كما نسيتنا ايها المرشح فلان بن علان طوال السنوات التسع الماضية وكنا وبصراحة تامة، مرتاحين من زياراتك التي تأتي عادة بلا مواعيد مسبقة، مباغتة تجرجر معك افراد القبيلة ممن يعتبرون انفسهم اذكى ما انجبته الحمولة.
سيدي المرشح، إن اهم ما تعلمناه خلال السنوات التسع الماضية ان العيش ممكن في الطيبة بلا بغضاء وبدون تناحر عائلي وإن كان الثمن باهظا، لجنة معينة تتحكم بمصير بلد بأكمله… يا لفداحة المصير.
سيدي المرشح انت واسلافك مسؤول عن قدوم اللجنة المعينة! لست انا المواطن الذي لا يطرق ابواب المسؤولين إلا ليدفع فاتورة المياه والارنونا، انما انت ومن حولك جعلتم بلديتنا مرتعا لجحافل الداخلية بعد ان فشلت انت وفشل منافسوك جميعا في الحفاظ على اللحاف الذي فيه ستر لنا فتجاذبتمونه بكل قوة حتى تمزق بين ايديكم وتعرى عجزكم المالي والاخلاقي وجاء ولاة الحكومة يلقنوننا درسا ويوزعوننا على موائدهم كما يوزع الصيد الوفير على سلال الصيادين.
سيدي المرشح، من قال لك انني اثق بحديثك عن مصالح الطيبة وان علينا استرداد البلدية من ايدي اللجنة المعينة ؟ انا لا اصدق قولك لأنك لست بهذا الحرص على مصالح الطيبة بقدر حرصك على وصولك وتسلمك لزمام الامور لتعيد العجلة الى الوراء. اوليس حال البلدية الآن مغريا وقد تخلصت من معظم الديون ؟ لو كنت غيورا على مصلحة البلد كما تدعي لما بددت واهدرت وحرقت خيراته وكأنك تتعامل مع مال بلد غزوته لتوك وكل ما فيه صار غنائم حرب لك !
ثم من قال لك سيدي المرشح، ان اللجنة المعينة أسوأ ما تتعرض له مدينة الطيبة ؟ من اين اتيت بهذا المنطق؟ انا لا امتدح اللجنة المعينة البائسة ولا امتدح موظفي الداخلية الذين ينهبون بلدي، ولكني اصارحك القول ان نهب اللجنة المعينة لخيرات بلدنا وإن كان فادحا فهو اقل جرما من نهب ذوي القربى لهذا البلد الشقي !
قد تكون اللجنة المعينة سيئة لبلدنا ولكنها اذاقتنا العيش بعيدا عن التناحر القبلي، ورغم كل مساوئها تبقى اللجنة المعينة افضل من الادارة العائلية التي تحكمنا منذ بداية الخليقة. وارجوك ألاّ تردد على مسمعي شعارات مهترئة يكرهها لسانك قبل اذني، كقول “اهل مكة ادرى بشعابها” ومقولات حق أخرى يراد بها استغفال المستمع .
سيدي المرشح، يصيبني الذعر من ان المرشح العائلي أي كان، سيوزع الكعكة على كل من يناصره خلال الحملة الانتخابية، حتى انه حين يصل الى كرسي الرئاسة لن يجد ولو قطعة واحدة من هذه الكعكة يقدمها لشخص كفؤ محب لبلده. كل شيء يوزعه المرشح في طريقه الى كرسي الرئاسة قبل بلوغه، فهو يوزع حتى مكانس المدارس على العائلات المتحالفة معه الى ان تصبح وظيفة الفرّاش في مدرسة ما، بمنزلة الوزير بلا حقيبة.
يصيبني الهلع انه في قادم الايام من الحكم المحلي “الوطني” ستبقى الحفر في شوارعنا اياما طويلة واسابيع عديدة على حالها واعمق حتى يخيل لنا ان عمر الحفرة في شوارعنا اطول من متوسط عمر الطيباوي. يرعبني ان المزيد من ذوي الامتيازات الخاصة سيحتلون الارصفة ببضائعهم وسيرفعون راياتهم على هذه الارصفة معلنين استقلالها عن ادارة بلدية الطيبة (وإذا كنت زلمي تعال اهدم السقيفة او خالفني). يذهلني ان الجباية ستختفي من قاموس غالبية اهالي الطيبة لأن كل منا بمجرد التصويت للرئيس القادم يصبح صاحب حق بألاّ يتعرض له الجباة، أي غالبية السكان (بنسبة المصوتين للرئيس المنتخب) سيصبحون معافين من المساءلة والملاحقة لدفع الضريبة ومنهم من سيجد طريقة للحصول على اعفاء بشيء من الحيلة… ألم نتابع هذه المسرحية سنوات وسنوات؟
ما يدفعني الى قول كل ما ورد اعلاه، سيدي المرشح فلان بن علان، هو ما يتناهى الى مسامع الجميع عن طبخ عائلي هنا وهناك فاحت رائحته قبل حتى ان يستوي على نار المزاودات والتجاذبات القبلية. هذه الوجبة لا بد لأهالي الطيبة ان يتناولوها بالوصفة التي يعدها لهم هؤلاء المختارون عليهم بلا حق او كفاءة، ولا مكان للتذمر والتململ.
اعرف سيدي المرشح ان الجميع، سيعود في نهاية المطاف، الى حضن امه (العائلة) مهما رفس وتمرد، وكلما اقتربت ساعة الحسم وتنامى التناحر والاستقطاب، كل الى ركنه، لأن الغالبية العظمى من انصار العائلية في بلدنا يفتقدون للشخصية الذاتية ولهذا فإنهم يحتمون في الشخصية الجماعية العائلة لتكون الدرع الواقي لكل منهم وانت تعلم ذلك جيدا وتراهن عليه ببراعة.
ترى كم من الوقت سيمر حتى نصيح من جديد ان “البلدية اصبحت مثقلة بالديون” وان وزارة الداخلية تنوي حلها وتعيين لجنة لإدارتها ؟ ليتني اكون على خطأ !
الى الاخ المتحدث يكفي اننا سنستيقظ من العائليه القاتله التى اوصلتنا للبغضاء والى العمل فقط لانه ابن عائلتي.
كفا كفا لهذه المهزله والان نريد من يساهم بمساعده الطيبه دون الانتماء للعائليه او لانه قرابتي (وهذا قتلنا ابناء البلد الواحد).
لماذا لا نعطي مجال للتغيير والتعبير عن مشروع انقاذ البلد ولا نريد التغيير ولا حتى السماح لاي احد جديد بمنطلق جديد .
انا لا انتمي لاي عائله ولكن انتماءكم قتلكم وقتل الانتماء للطيبه ونمى الانتماء للعائليه فقط .
نتكلم عن التغيير والتجديد ونحن في دماءنا العائليه .
نحن نريد صاحب دين وامانه معا حتى تعود الطيبه كما كانت .