جماهير غفيرة تشيع جثمان المناضل فيصل عارف عبد الرازق.. المرحوم اسس فرقة اسعاف لمعالجة جرحى الحرب

شاركت جماهير غفيرة من سكان مدينة الطيبة وضواحيها في مراسيم تشييع جثمان القائد والمناضل الحاج فيصل عارف عبد الرازق (ابو عارف) الى مثواه الاخير الذي وافته المنية مساء يوم امس الاثنين عن عمر يناهز 86 عاما.

انطلقت الجنازة بعد صلاة الظهر من مسجد “ابو هريرة”، حتى المقبرة الشرقية في منطقة الشل، وقد برزت مشاركة شخصيات تربوية وثقافية وسياسية ودينية، وجميعهم اثنوا على تاريخ ومسيرة المرحوم التي حملت في طياتها قضايا نضالية واجتماعية على مدار سنوات طويلة.

واصل نضاله

يشار الى ان المرحوم عرف بإخلاصه وعطاءه وانتماءه لبلده الطيبة ووطنه، وكان دائما يشارك في أي نضال يساهم في الدفاع عن حقوق الشعب، ويبحث العيش بكرامة واحترام متحديا بذلك جميع الصعاب التي تقف امامه بكل قوة وشجاعة ودون استسلام او تردد، كما عرف بمدى قوة شخصيته وحبه الشديد لمساعدة ابناء شعبه والوقوف لجانبهم في اصعب مراحل الحياة، وبالرغم من كل الحصارات التي واجهته في حياته بسبب مواقفه ومسيرته المشرفة، لكنه واصل نضاله حتى انفاسه الاخيرة حتى تصل رسالته لكل من يهمه الامر”.

مكان التعازي
هذا ويقبل العزاء للرجال في بيت ابناء شقيق المرحوم الحاج سميح عارف عبد الرازق “ابو بشار”، في منطقة مدرسة “النجاح”. كما ويقبل العزاء للنساء في بيت الفقيد بجانب بلدية الطيبة.

سيرة فيصل عارف عبد الرازق

ولد في 23.7.1929 في بلدة الطيبة بني صعب قضاء طولكرم. تعلم سنة 1937 في كلية “الروضة” في القدس وفي سنة 1938 تم تهريبه من القدس الى يافا ومن ثم الى بيروت عن طريق البحر منعا لعملية اختطاف محتمله من عملاء الاستعمار.
تعلم في سنة 1939 في طرابلس الشام في لبنان، وفي صيف 1939 سافر الى بغداد بجواز سفر مزور، حيث التقى بوالده القائد عارف عبد الرازق.
تعلم سنة 1940 في بغداد وبعد فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 رجع الى فلسطين حيث تعلم في طبريا وبيسان ثم الطيبة.
التحق في كلية “النجاح” الوطنية في نابلس وتعلم فيها حتى حرب 1948. وبعد تسليم المثلث لإسرائيل بموجب معاهدة “رودس” رغب في اكمال تحصيله العلمي في سنة 1950 في الجامعة “العبرية” في القدس، لكن الحكم العسكري منعه من ذلك وكرر المحاولة سنة 1951 ولكنه منع ايضا .
في اثناء وجوده في كلية “النجاح” كان عضوا في عصبة التحرير الوطني الشيوعي، وتعلم على الاسعاف الاولي بالكلية سنة 1947، ولما عاد الى بلده الطيبة  أسس فرقة اسعاف للمساعدة في معالجة جرحى الحرب، ذلك بعد دخول القوات الإسرائيلية الى الطيبة بالتعاون مع بعض الشباب في فتح فرع الحزب الشيوعي بالطيبة.
وبسبب هذه المواقف الوطنية فرض عليه الحصار الاقتصادي .وسجن ونفي نتيجة لذلك ولمواقف وطنية اخرى .فعمل مزارعا في ارضه.
في سنة 1955 انتخب مندوبا عن المزارعين في المثلث، في اجتماع عقد في الطيرة للاجتماع مع اللجنة الاقتصادية للكنيست لبحث الاوضاع الزراعية والاقتصادية للمزارعين العرب في اسرائيل، وقد تحدث باسم الوفد امام اللجنة وامام وزير الزراعة وفي المؤتمر الصحفي .
وفي سنة 1959 تالفت اللجنة القطرية للمزارعين العرب بمبادرة منه ومن السيد نعيم مخول من الجليل، وفي سنة 1960 كان ضمن وفد عن اللجنة القطرية للمزارعين العرب حيث اجتمع مع اللجنة الاقتصادية للكنيست لبحث المشروع الذي كان يعرف بمشروع تركيز الاراضي، وتحدث باسم وفد المثلث عن مساوئ المشروع بالنسبة للعرب .
كان مزارعا في ارضه طيلة سنوات حياته، ومن الزراعة انتقل للصناعة في سنة 1982 اقام مصنع لمواد التنظيف في الطيبة. وعمل فيه حتى منتصف 1994 .
في سنة 1995 ألف كتاب يبحث في أمور وشؤون وحوادث ومعارك وأبطال ثورة فلسطين الكبرى سنة 1936 .
ووافته المنية يوم 06.04.2015، عن عمر ناهز السادسة والثمانين عاما، تاركا وراءه زوجة وابن واحد وثلاث بنات.