مرعي من قلنسوة: سأهدم بيتي لحماية بيوت جيراني المهددة بالهدم.. ابو علي: موقف تقشعر له الابدان

معاناة فوق معاناة، والم يلحق باخر، انه حال اصحاب المنازل المهددة بالهدم، الذين جمعهم الم ووحدهم ظلم، وبات احدهم يتنازل لاجل كلهم، انه مرعي، الذي يفكك بيت ولده العريس ليحمي بقية البيوت، فهل يقف خطر الهدم عند هذا الحد، ام  بعد ذلك تُبتكر الاخطارات والذرائع واسباب اخرى لهدم المزيد!

تعيش عائلة مرعي في مدينة قلنسوة حالة من القلق والالم بعد ان ارسلت اليها اللجنة المعينة في بلدية الطيبة برئاسة اريك برامي امرا بهدم منزل ابنهم محمد مرعي الذي تزوج قبل الايام، اذ ان هذا البلاغ قلب فرحة العائلة بزواج ابنهم الى معاناة، وبذلك ينضم الى العائلات التي تسكن داخل بيوت مهددة بالهدم.

مسطح نفوذ

يشار الى ان بيت العريس وبيوت اخرى في نفس المنطقة مقامة على ارض تابعة لمسطح نفوذ الطيبة، بينما اصحاب البيوت هم من سكان مدينة قلنسوة.

 رات في ذلك امرا مخالفا للقانون

جدير بالذكر ان العريس محمد مرعي قرر وضع بيت مركب (مقطورة) على ارضه كي يسكن فيه مع عروسته، ذلك بعد ان فشل بكل المحاولات للحصول على ترخيص لبناء بيت، الا ان اللجنة المعينة في بلدية الطيبة رات في ذلك امرا مخالفا للقانون، وعليه فقد تم تسليمه بلاغ بأمر هدم بيته.

حتى لا يتم المس ببيوت اخرى

بعد ان رات عائلة مرعي بانها تواجه حواجز وعوائق كبيرة امام سياسة هدم البيوت، قررت التضحية من اجل عدم التسبب في هدم بيوت اخرى غير مرخصة في نفس المنطقة، اذ اكدت بانها “على استعداد تام لإزالة البيوت المركبة حتى يتسب بخطر للبيوت الاخرى المهددة بالهدم”.

التصدي لأوامر الهدم

سعود مرعي والد العريس قال:” بعد ان راينا بان البيتين المركبين الذين اقمناهما قد يشكلا خطرا على بيوت اخرى مهددة بالهدم في نفس المنطقة التي نسكن فيها قررت بان اخرج جميع الاغراض من البيت وتفكيكه كليا حتى لا يتم المس ببيوت جيراننا. اخترت هذا الطريق، بعد ان رأيت فيها خطوة نضالية التي يمكن ان تساهم في التصدي لأوامر الهدم”.

ان يتفهم الظروف

وتابع قائلا:” نقل البيت يحتاج لأسبوعين على الاقل حتى اجد لي قطعة ارض اخرى كي يتمكن ابني العريس السكن فيها، فاذا كان رئيس اللجنة المعينة في بلدية الطيبة يرى بان بيوتنا تضر ببيوت اخرى فلن نبقى هنا،  كما اطالبه في نفس الوقت بتنفيذ وعوداته كما قال قبل ايام ” انا سأحمي البيوت المهددة بجسدي”، نامل ان يتفهم اريك برامي الظروف التي نمر بها ومعاناة الازواج الشابة فيما يتعلق بالازمة السكنية، كما ونطالب المحافظة على البيوت المهددة بالهدم”.

باءت بالفشل

ومضى قائلا:” قمت ببناء بيت مركب لأنني اعلم بانني لن احصل على ترخيص لبناء بيت عادي، لذلك اضطررت بإقامة بيت مركب حتى ازوج فيه ابني. وهذه الخطوة ليست تحدي بل ان الارض ارضي، لكن كل المحاولات لإصدار رخص بناء باءت بالفشل”.

كفى ما نمر به من ظروف نفسية

العريس محمد مرعي قال:” تزوجت يوم الاربعاء الماضي، وفي نفس اليوم حصلت على امر بهدم بيتي، كان الامر بالنسبة لي مفاجأ جدا، وطوال الوقت وحتى هذه اللحظة ما زلت افكر بمصيري، اذ لا يوجد لي مكان اخرى للسكن سوى ارضنا التي نملكها، ولا يسعني الا بان اطالب بترخيص البيت، لانني لا استطيع تحمل هدم بيتي ونقله لمكان اخر، فكفى ما نمر به من ظروف نفسية صعبة”.

تعقيب بلدية الطيبة  

وجاء تعقيب من بلديّة الطيبة:” بلدية الطيبة  برئاسة، اريك برامي، تعمل كل ما بوسعها لمنع هدم البيوت المهدّدة التي تقع ضمن نطاق مسطحها والتي تعود ملكيّتها لأشخاص من قلنسوة. برامي يتعاون مع رئيس بلديّة قلنسوة في هذه القضيّة، ويتواصلان مع اللجنة اللوائيّة للتخطيط والبناء ومع الشرطة ورئيس الدولة ووزير الداخليّة ومدير عام وزارة الداخليّة ويخوضان نضالاً صعباً ومعقداً لايجاد حل عادل. الحديث عن بيوت مبنيّة في تلك المنطقة منذ سنوات عديدة، لكن ما قام به محمد مرعي قبل أربعة أسابيع بوضع بيت جاهز مركب (مقطورة) في هذه المنطقة، متجاهلاً الإشكال الكبير والقضيّة الشائكة التي تواجهها البلديّة في سبيل الدّفاع عن البيوت القديمة، فهذا تصرّف مرفوض، وهو يضعف موقف البلديّة أمام الجهات الرّسميّة في نضالها ضد هدم البيوت القائمة منذ سنوات عدّة في تلك المنطقة”.

روابط ذات صلة:

رئيس اللجنة المعينة لبلدية الطيبة اريك برامي: لن اوقع على هدم اي بيت وساحميها بجسدي