يواجه بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، صعوبات مختلفة في تشكيل الإئتلاف الحكومي، خاصة في مفاوضاته مع أحزاب اليمين، علمًا أن أمامه ثلاثة أسابيع لإنجاز مهمته، وقد يحتاج لتمديد المدة لأسبوعين آخرين وفقا للقانون الاسرائيلي.
ووسط كل ذلك، كثرت التساؤلات حو طبيعة الإئتلاف الحكومي القادم، حيث تناولت الصحف والمواقع العبريّة المختلفة، اليوم الخميس، النتائج الأولية للمفاوضات بين حزب الليكود وبين حزب “كولانو” بزعامة موشيه كحلون وحزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينت، حيث تشير التقارير الواردة أنها تواجه صعوبات عديدة، الأمر الذي يعيق تشكيل الحكومة الاسرائيلية.
وطرحت وسائل إعلام إسرائيلية إحتمالات للحكومة القادمة، إعتمادًا على طبيعة الأحزاب المفترضة للدخول في الائتلاف الحكومي مع نتنياهو. حيث أشارت أن “أحزاب اليمين، وهي 7 أحزاب، من بينها “الليكود”، “كولانو” و”البيت اليهودي” و”اسرائيل بيتنا”، وهي الأحزاب التي بدأ طاقم المفاوضات الخاص بنتنياهو بعقد عدة جلسات معها للتوصل الى تفاهمات حول الائتلاف الحكومي، حيث يتفق جميعم على الأسس المركزية والقضايا الجوهرية في سياسة الحكومة، مثل الصراع الفلسطيني، ايران، وغيرها”، ونوّهت الصحف أنه، وعلى ما يبدو فإن نقطة الخلاف هي توزيع الحقائب الوزارية.
وأوردت التقارير الصحفية أن “نتنياهو وجد نفسه أمام وضع صعب في ظل تضارب كبير بين هذه الأحزاب في مطالبها حول الوزارات الرئيسية، فهناك ثلاث وزارات عليها الصراع الكبير بين الأحزاب الأربعة وهي الأمن، الخارجية، والمالية”. ورجّحت التقارير إلى أنه من السهل إرضاء موشيه كحلون بوزارة المالية، ولكنه أيضًا يطالب بإسناد هذه الوزارة بأدوات فاعلة أخرى والمتمثلة بحصوله على “دائرة أراضي اسرائيل” و “دائرة التخطيط” ولا زالت عينه على لجنة المالية في الكنيست الاسرائيلي بالاضافة الى وزارات أخرى مثل وزارة حماية البيئة.
ووفقُا للإعلام الإسرائيلي فإن المهمة الأصعب التي تواجه نتنياهو وطاقمه التفاوضي تتمثل بإرضاء نفتالي بينت زعيم “البيت اليهودي”، وكذلك افيغدور ليبرمان زعيم “اسرائيل بيتنا”، حيث إشترطا الحصول على وزارة الخارجية أو الأمن لدخول الإئتلاف الحكومي، وفي المقابل يرفض حزب “الليكود” التخلي عن وزارة الأمن التي سيشغلها مجددا موشيه يعلون.
الأحزاب المتديّنة
أما الطرف الآخر الذي يتم التفاوض معه، هو الأحزاب المتديّنة “حركة شاس، وحركة يهودات هتوارة”، وهنا أيضًا قد لا يجد نتنياهو صعوبات في القضايا السياسية معها، ولكنه سيجد صعوبات حول تقسيم الحقائب الوزارية واللجان في الكنيست الاسرائيلي، وكذلك الموازنات للعديد من القضايا التي تهم جمهور المتدينين، بحسب التقارير الإعلامية.
ويذكر أن حزب المتدينين الغربيين “يهودات هتوارة” يطالب بلجنة المالية التابعة للكنيست، وهو الأمر الذي يتعارض كليًا مع موقف حزب “كولانو”، ففي حال بقي كحلون مصرا على هذه اللجنة فإن نتنياهو سيجد صعوبة كبيرة في ارضاء حزب “يهودات هتوارة”، بالمقابل فإن مطلب حزب المتدينين الشرقيين “شاس” يتعارض بشكل كبير مع مطلب كحلون، فالحديث عن منح ارييه درعي زعيم “شاس” وزارة الداخلية قد لا يجد معارضة، ولكن الحديث عن “دائرة التخطيط” يشكل معضلة كبيرة لحركة “شاس”، فهذه الدائرة تابعة لوزارة الداخلية ولكن كحلون يطالب بها، وهذا ما يرفضه بشكل قاطع درعي ولن يتنازل عنها.