ننشر اليكم قصيدة رثاء بعنوان وداعا جدي عبد الحليم، بقلم: ماريا محمد ابوراس
ما أنصف الدهر بيننا يا جدي جفوني غطت آلام وحدتي
رغم أن الكل حولي
ولكن فرحتي لن تبيد نكستي
وان وقفت أمام قبرك
تتراص الآمال في لقائك بالجنة
مع أني لم أرآك فوداعا
سنضيئ لك كل عام الشموع
تتقارب منك دوما أملا
فتسيل من عيني الدموع
ورغم مرور ستة عشرة عاما على الرحيل
مرة بلمح البصر
وما بقى الا ما عملت يداك من جميل ..
جدي لم يبقى إلا ذكراك…
وهو السبيل الذي سرى فاحسد من رآك
ودعت ايام الطفولة
لقد سكنت في نواة البشر
يا ليتك ترى حفيدتك البكر
من عمرها الذي تفادى الثلاثة عشر
تمنيت رؤيتك ليس في البوم الصور
لا تغفل عيني قبل تذكر ألايام التي مضت كتساقط أوراق الشجر
ولكن بقيت قرة العين
فكلنا سننتهي بهذا الامر
جدي يا جدي آه اين انت
اعتقدت أنني في حضنك نميت
وفي صغري عليك استندت
لم اتصور ان حروفي تكرس للرثاء
تصطك وتناجي للسماء
حزني مصقول بالمسامات السمراء
ولباسي محقون بطباشير من رمال صحراء
وكلماتي تفقد لحن المسير للبقاء
لم اجد لك الا رثاء
ولا يوجد من بعدك تعداد للانقياء
لم اراك يا جدي صحيح
ولم اجد لكلماتي منك مديح
ولكن عرفت انك ديموقراطي صريح
ولم تكن ارستقراطي بعمرك الجريح
اقول عن سفرك عند مرضك ومنه لم تستريح
او لبعدك الذي تركت به اولادا وارملة تصيح
جدي هل سابقى اكتب عن هذا التاريخ الجبار
الذي انقذت به ارواحاً ذهبت لتزور بيت الله الحرام كبطل مغوار
او اقول عن لاعب خاض الملاعب مهما كانت الاضرار
التي أدت لكسر قدمك ودهورت بصحتك اضرار
ادعو لك بصوت رقيق وغير سميك
فبأي اسم اسميك
انت انسان عظيم
انت يا جدي عبد الحليم
ليت كلامي يرضيك
انا يا جدي فخورة فيك
وما بقي منك لي شيء اشاطره
معكم ومع ابي كشريك
ابي اخبرني انك تركت لنا وصية
التقوى والصلاة وحب الخير فحواها
وعمي قال انك خبيت لنا تحية
وجلستك كانت مثنية سمية
وبجانبك تكون صحيفتك مطوية
اليوم اصبحت في الارض اراضيك
وجدتي قالت ابقى لي اغنية
وهي….. خليك هنا خليك
وانا لله وانا اليه راجعون
رثاء بقلم الطالبة.. ماريا محمد ابوراس
مدرسة الاخوة الاعدادية .. الطيبة