لا يكفي ان تكون محترما لكي تكون قائدا ..عليك ان تحسن الجندية اولا لتتمكن من الالتزام بضوابط القيادة…وعليك ان تحمل رصيدا خدماتيا واجتماعيا وسياسيا في جعبتك وان تستطيع وضع البرامج الهادفة القريبة والبعيدة المدى..وان تعي معنى التكليف من التشريف.
في احدى القرى في عصر من العصور كان اهلها يعيشون في أمن واستقرار وكانوا نموذجا يحتذى به من القرى المجاورة ..حيث كان اهل هذه القرية يتعايشون فيما بينهم وكانهم جسد واحد..فكان الفرح فرح الجميع والحزن للجميع والنجاح كذلك..فلا شقاق ولا نفاق وسرعان ما ان دب بين أحدهم أشكالا تداركه حكماءهم بمعالجته واصلاحه..وبقي حالهم كذلك..حتى جاءت اقوام سكنت وأسست لها قرى حولهم ..وكان هؤلاء الاقوام والذين فجأة اصبحوا قوما واحداً يحملون في قلوبهم الغل والحسد والغيرة والقسوة فيما بينهم ولمن يحيط بينهم ..وكانت شعائرهم هي الفساد والإفساد والاستبداد عندما يسيطرون… فنظروا لتلك القرية الوادعة جميلة الطباع وقوية التماسك بين اهلها..فمكروا لها مكرا خبيثا لا ينم الا عن من تجرد من انسانيته..فقرروا ان يعيثوا فيها فساداً بل وان يستغلوا ثرواتها واراضيها لهم..فبدأوا برسم الخطط كي يحققوا حلمهم ..وبطرق حيوانية تنم عن بيئة الغاب استطاعوا ان ينشروا فيها الفساد من خلال تفكيكهم اجتماعياً وبث الموبقات بين شباب تلك القرية وايهامهم بان العربدات وقوة السلاح والفتك هي اسهل وسيلة لحكم القرية وزرع بذور الفتنة العقدية والقبلية بينهم..وكان لهم ما أرادوا ..حيث استجابت شريحة لا بأس بها من اهل القرية لافكار هؤلاء وبدأوا يمارسونها على اهل قريتهم ..فدب الشجار بين الكثير من اهلها وانهمكوا اما مدافعين واما مهاجمين وبدأ الفساد يدب في بيوتهم ومراكزهم وبين ابنائهم ..وبدلا من وصفها منارة للخير اصبحت منارة يجب الابتعاد عنها.. الا ان هناك شريحة لا يستهان بها من اهل القرية ثبتوا على عادات قريتهم ..وحاول جزء منهم التصدي لتلك الأفكار الدخيلة ومروجيها وممارسيها بشتى الطرق الإنسانية. .فاستطاعوا النجاح في مواقع وخاب سعيهم في أخرى…لكنهم أبداً لم ييأسوا ولم يتقاعسوا..فجاء حكماء جدد وبثوا فيهم روح التعاون فيما بينهم وان عليهم توحيد جهودهم كي يستطيعوا تحقيق طموحاتهم واستعادة قريتهم التي كانت منارة ..فتوحدوا على استحياء ومع اتهم على استحياء الا انهم نجحوا اكثر مما حققوه فرادى…الا ان رسخت في آذانهم ان متحدين اقوى وانجح…فبدأوا بمدوالاتهم فهل يتحقق لهم ما يرجون…هل يذيلوا كل مصالحهم الشخصية والفئوية من اجل قريتهم واهلها وأبناءها. ..ويعيدوا لها المجد والعهد والعبش برغد.
الفاشل لا يعلم أنه فاشل فهو في ضلاله منغمس وحوله مستثمرون مشجعون يزينون له كل عمل حتى يحفظوا من خلاله مصالحهم الكبيرة والصغيرة.