كلنا نريد وكلنا نحب وكلنا نسعى وكلنا نحلم وكلنا نطمح…ولكن اين السبيل وكيف الخلاص .. للمجتمع ارض واحدة تحت سقف واحد ..وهم شركاء بالمأكل والمشرب والمبيت..يتشاركون بالافراح والاتراح وبكل المناسبات..يتعاونون ويتشاركون في بناء بلدهم والدفاع عنها والارتقاء بها.. تصيبهم احيانا وعكات اجتماعية فيصيبهم الكسل والعزوف عن العمل من اجل ذلك..فيدب الفساد ويستشري فينهش في اساسته ويعم الظلم والتعدي على الحقوق والممتلكات العامة.
البعض يصاب بالإحباط ويبدأ بالتذمر اما ناقدا وساخطا واما مناديا بالاصلاح بالاتكال على الظروف والعصا السحرية.
لكن الباعث للامل في تلك المجتمعات ان هناك فئات رهنت انفسها على ان تنتقد وتصلح قولا وفعلا..غير مهتمة بالمثبطين الناقدين او المحاولين صدهم عن طريقهم التي يسلكونها..فلهم كل التقدير والثناء على ذلك ويستحقون كل الدعم والتقدير.
ما حدث في يوم الارض هذا العام لفت نظري باعجاب..حيث ان تغيير سياسة النضال من أجل الحقوق واسترجاعها ابرز في الافق روح جديدة..نعم تنويع وتعدد طرق واساليب النضال ( مع ابقاء الاضراب ضرورة في هذا اليوم لما يحمله من رمزية وتذكير )شيئ رائع يستحق الوقفة والتامل والتعلم والتطور.
ما تعلمته هو ان بالقديم يمكن التجديد لكي نصل الى ما نريد..فاصلاح المجتمع لا يتم بالانتقاد والهتاف والصراخ ..ان المواجهة المباشرة هي خير وسيلة للاصلاح..فالاحتكاك المباشر مع الناس ومعرفة همومهم عن قرب والنزول للشارع لمشاركتهم مناسباتهم بغض النظر عن مكانتهم والبيئة التي فيعا يعيشون يشكل حلقة وصل وتواصل ..يعطي بذور خير بين افراد المجتمع .. فعندما تريد ان تكون ممثلا للجماهير في البرلمان او المجلس المحلي او تكون من الوجهاء عليك ان تشارك الضعفاء قبل الاقوياء والفقراء قبل الاغنياء..نائيا بنفسك عن الاستعلاء والترفع..عليك ان تنزل الى شوارع بلدك مشيا على الاقدام وان تجلس معهم في المقاهي وأماكن تواجدهم..ليعلم الصالحين قبل الفاسدين ان بلدهم يسكنها اناس شرفاء ومثقفون..عليك ان تظهر بصدق وحق انك تريد الاصلاح..وعند مهاجمتك للاعلام الاصفر وما يقدمه من مادة صفراء ..اثبت له العكس وانشر له قوس قزح في كل مكان لتجبره على اظهار كل الالوان بجمالها ومعانيها..فلا تقعد في مكانك وتريد ان يأتوك الناس كي يستمعوا اليك ويشاركوك ويؤيدك ولا تنصب نفسك داعيا للخير والاصلاح زعامة وعنوة بل قائدا وقدوة ..لا تنتظر شكر ومدح الاخرين بل انتظر ثمار ما زرعت واحصد نتاج فكرك الراقي ..فانت صاحب فكرة ومشروع لا كرسي وشهرة..ان العمل مع الناس مباشرة بتواضع وتعاون وتواجد ومساركة لهو اسهل الطرق لاحقاق الحق واصلاح المجتمع..تحلى بالامل لتنجز العمل وكن منتميا وفيا ومعطاء تجد السبيل.