لسنا بحاجة إلى اتفاق مكة 2، بقلم: محمد البريم

يجري الحديث هذه الأيام عن أتفاق “مكة 2 ” على لسان القيادي في حركة حماس محمود الزهار يدعو فيه المملكة العربية السعودية الى جمع حركتي حماس وفتح؛ من اجل العمل على صياغة اتفاق “مكة 2″، شريطة تشكيل لجنة عربية لتطبيق تنفيذ بنود الاتفاق، وتحميل الطرف المعطل له المسؤولية عن ذلك، في ظل وجود حكومة وفاق وطني جاءت بعد سنوات من جلسات الحوار، بداية باتفاق اليمن مروراً باتفاقي مكة والدوحة انتهاءً باتفاقيات القاهرة، والتي توجت أخيرا باتفاق الشاطئ القاضي بوضع جدول زمني لإنهاء الانقسام والاتفاق على تشكيل لجان مشتركة كلجنة الحريات والمصالحة المجتمعية وملف الموظفين من السلطتين.


لكن وقوع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ربما أعاق المصالحة وزاد الطين بلة، وأدى إلى استمرار التراشق الإعلامي بين طرفي النزاع حماس وفتح، إلا إن ذلك لم يحول من وصول الحكومة إلى غزة والوفاء بالتزاماتها، فتوجهت في المرة الأولى والثانية والثالثة التي أعلنت فيها الحكومة أسبوعا في الضفة وأسبوعا في غزة ودعوتها لموظفيها الذين عُينوا ما قبل 2007؛ لتحديث سجلاتهم من أجل البدء التدريجي في استيعاب الموظفين الذين تم تعيينهم بعد 14 حزيران-يونيو 2007 وفق اللجنة الإدارية القانونية، لكن رأينا ما لم تحمد عقباه.

إذن الإجابة بحد ذاتها بسيطة، ولا تحتاج إلى اتفاقيات بقدر ما أنها تحتاج إلى مواقف وسياسات ونوايا فلسطينية صادقة، تمكّن حكومة التوافق من العمل على الأرض، وتحتاج الى جرأة بالخروج لوضع النقاط على الحروف، ليعلم المواطن بطبيعة ما يجري وحقيقة الأسباب والخلافات التي جعلت من هذه القضية معضلة يصعب حلها رغم وجود إجماع وطني على ضرورة الخروج من المأزق الحالي الذي تعاني منه القضية الفلسطينية.

ومن هنا علينا أن نسال قادة حركة حماس عن هذه الوساطة، وهل هي مدخل للمصالحة مع مربعنا الفلسطيني؟ أم مع السعودية نفسها؟، لاسيما أنها صاحبة الفضل الأول بتوقيع اتفاق مكة الذي لم يكتب له النور، وهل التغيرات التي حدثت في بنية ورؤية الحكم السعودي لقضايا المنطقة عامةً، وعلى رأسها السعي السعودي إلى لملمة القوى الفاعلة في أهل السنة في مواجهة إيران (الشيعية) وحلفائها هي السبب بتوجه حماس إلى هذا المحور؟، أم عكس ذلك تماما؟.

وأخيراً والمطلوب منكم هو تنفيذ هذه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها رزمة واحدة وعدم الرهان على الوقت والسعودية وقطر وتركيا وهلم جر، واسمحوا لي أن اطلب منكم أن تعايشوا هموم الناس وأمالها ومشاكلها واحتياجاتها وكونوا على وعيٍ أكثر بأن في هذا الوطن مواطناً يجب أن تعزز له الكثير من مقومات صموده حتى يستمر هذا الصمود على الأرض.

Exit mobile version