مشروع “الطارق” يحتفل بتخريج الفوج الثاني له، ذلك في مركز “العلوم والفنون – تبواح بايس” في مدينة الطيبة
احتفل مشروع “الطارق” اول امس السبت، بتخريج الفوج الثاني له، ذلك في مركز “العلوم والفنون – تبواح بايس” في مدينة الطيبة، حيث تخلل الحفل عدة فقرات ترفيهية كان ختامها توزيع الشهادات على ما يقارب 14 طالبا تلقوا تعليمهم من 4 مرشدين هم طلاب جامعات ومعاهد عليا في البلاد.
وقالت ايلة ابو عيطة التي تدرس موضوع الاستشارة التربوية في جامعة تل ابيب، وهي احدى القائمات على المشروع في حديثها لمراسلنا:” الطارق هو مشروع تطوعي اقيم قبل سنتين، يفتتح مع السنة الدراسية للمدارس في شهر ايلول- سبتمبر (9) لغاية شهر حزيران- يونيو (6)، يقوم من خلاله مرشدون هم بالاساس طلاب جامعات واكاديميين من تمرير حصص حرة لطلاب المدارس الابتدائية في مدينة الطيبة، حيث ان الحصص تكون مخصصة بلقاء اسبوعي واحد، دواقع اقامة المشروع هو ايماننا بالطاقات التي يملكها الاكاديميون بالطيبة، هناك للاسف الشديد طلاب جامعات لا يعرفون قوتهم وتأثيرهم ويستهينون بقدرتهم على تغيير المجتمع، فالتغيير يبدأ من الجيل الصغير، ولذلك فنحن اخترنا معالجة طلاب الابتدائيات”.
وأضافت:” في هذه اللقاءات نقوم بارشاد الطلاب وتوعيتهم واكسابهم العديد من الامور الايجابية المستمدة من خبراتنا، ونعمل في الكثير من اللقاءات على وقايتهم من الامور السلبية، مع التركيز على صقل شخصيتهم لينشأوا على لبنة سليمة يكون قوامها الثقة بالنفس وتقوية شخصيتهم ليكونوا على قدر المسؤولية في المستقبل، اعتقد ان هذا هو دور الاكاديمي في مجتمعه، وهذا ما تتوقعه منا الطيبة، وآمل ان نكون عند حسن ظن اهالي بلدنا بنا”.
ايلة ابو عيطة:” دور الاكاديمي النهوض بالمجتمع”
اما فكرة انشاء هذا المشروع فقالت ايلة:” في الحقيقة الفكرة راودتني اثناء عملي في مستشفى شنايدر للاطفال، ورأيت كيف ان الاشخاص في المجتمع اليهودي يقومون بالتضحية بوقتهم واحيانا باموالهم من اجل تقديم المساعدة للاطفال، تأثرت كثيرا بهذه الخطوة واحببت ان اقوم بنقلها للطيبة، اضف الى ذلك انني كنت مرشدة في مشروع بيراح وحين انهيت العمل به واجهت صعوبة بترك التطوع فحاولت الالتحاق بمشروع اخر فلم اجد، ولذلك فانني قررت انشاء هذا المشروع بالتعاون مع اكادييميين آخرين من الطيبة”.
اما شذا ياسين طالبة التربية الخاصة في الجامعة العبرية بالقدس، فاوضحت المواضيع التي يقوم المرشدون بتمريرها للطلاب في اللقاءات قائلة:” في الحقيقة المواضيع التي كنا نمررها للطلاب كانت دائما تتعلق بمواضيع الساعة التي كانت تحدث في الطيبة وتشغل الراي العام والاهالي بها، فعلى سبيل المثال عندما كانت تقع جريمة قتل في الطيبة كنا نسلط الضوء على قضية العنف، تماما عندما يقع حادث طرق وهكذا مع كل الظواهر، بالاساس عملنا يتركز حول توعية الطلاب من الوقاية من الامور السلبية، من اجل تقليلها، هذا الى جانب حثهم على الاحترام، التطوع”.
ومضت تقول:” الامور التربوية اللامنهجية لم تأخذ الحيز العام للمشروع، بل كان هناك وقت للرحلات والجولات الترفيهية، يمكن القول ان هذا المشروع عاد بالفائدة ليس فقط على الطلاب وانما ايضا علينا نحن المرشدين، بالفعل لمست من خلال عملي امام الطلاب انهم متعطشون لمثل هذه الفعاليات، وايضا رأيت انني امتلك القدرة على خدمة مجتمعي، وهذا حفزني اكثر على العطاء والتطوع، في نهاية كل مشروع كنت الخص ما فعلناه بشكل ذاتي، وكنت ارى كيف قدم الينا طلاب لم يجيدوا التعبير عن انفسهم بالكلام، وبعد ذلك اصبحوا ذو شخصية قيادية وفعالين خصوصا بالمبادرات ويمتلكون روح القيادة والسبق”.
شذا ياسين:” تعبنا كان يزول عندما نسمع التشجيعات من الاهالي”
وعن الصعوبات خلال المشروع قالت:” لا شك انه وخلال السنتين الماضيتيين واجهتنا عدة صعوبات، تغلبنا على معظمها، ولكن الصعوبة الاكبر كانت عدم وجود مبنى محدد للمشروع لنستعمله لاقامة الفعاليات واللقاءات، هذا اثر بنا كثيرا، ولكنه لم ينل من عزيمتنا، اصررنا على المضي بطريقنا، وبالفعل نجحنا بذلك، عدم احتضاننا من جهة رسمية كان صعوبة اخرى، ولكن كل هذه الصعوبات تزول دائما حين نحتفل بتخريج الطلاب، لانه وكما يقال التعب يزول حين يرى الانسان ثمرة الجهد الذي بذله من اجل تحقيق هدف او فكرة آمن بها”.
من جانبه قال محمد عمشة طالب كلية افيكا بتل ابيب بموضوع المكننة الطبية، وهو ايضا من المرشدين المشاركين في هذا المشروع:” نحن لا نتلق الدعم المادي من احد، وفي الحقيقة نحن لا نطلب الدعم المادي، لان هذا المشروع تطوعي، فالمقابل الوحيد الذي نطلبه لقاء عملنا به هو خدمة مجتمعنا وبلدنا، وخير دعم يمكن تقديمه لنا على هذا المشروع هو تشجيع معنوي، مثل ذاك التشجيع الذي يصلنا من الاهالي، وهذا مؤشر حقيقي اننا نسير بالطريق الصحيح، نلمس الرضا من قبل الطلاب واهاليهم وهذا يدخل السرور لقلوبنا، مجتمعنا يفتقر لمثل هذه المبادرات التي تكثر بالوسط اليهودي، ونحن قمنا بانشاء هذا المشروع لان بلدنا تستحق الافضل دائما وعلى جميع المستويات”.
محمد عمشة”” لن نتوقف…”
وقال ايضا:” في كل عام يزيد نجاح هذا المشروع، والاقبال عليه يتضاعف سواء من قبل طلاب الجامعات او حتى من قبل الطلاب، ولذلك فانني على يقين ان الطيبة كانت بحاجة لمثل هذا المشروع، وسنقترح على طلاب الجامعات في البلدات المجاورة الطيرة وقلنسوة اقتباس الفكرة والعمل تحت اسم الطارق، عل هذا المشروع ان ينتشر في بلداتنا العربية، وتكون الطيبة السباقة به، هذا المشروع لن يتوقف ان شاء الله، بل سيستمر بالسنوات القادمة، وطبعا نحن نرحب بكل شخص يرى بنفسه ان لديه القدرات والامكانيات لمساعدتنا والمشاركة بصنع هذا العمل النهضوي”.
اسيل حاج يحيى:” يجب ان يرى الاكاديمي نفسه كمصلح اجتماعي وعدم التقوقع بالدارسة”
اسيل حاج يحيى طالبة كلية الصيدلية في الجامعة العبرية بالقدس فقالت:” بالطبع هذا مشروع حيوي، كل انسان يجب ان يرى بنفسه مقصرا تجاه مجتمعه وان يسعى لخدمته ورد الجميل له، اهالينا ومجتمعنا بذلوا الجهد الكبير من اجل ايصالنا لنكون طلابا بالجامعات، وها نحن اليوم نرد الجميل لمجتمعنا ونهيء الطلاب ليصبحوا مثلنا في المستقبل، الاكاديمي يجب ان يرى بنفسه مصلح اجتماعي ولا يكون همه فقط تحصيل الشهادة العلمية فقط، هذه مسؤوليتنا، مهمتنا وواجبنا”.
واختتمت اسيل حاج يحيى حديثها لمراسلنا قائلة:” نحن نرى كيف اوصلتنا اللامبالاة في الطيبة لوضع مأساوي، ولذلك قررنا عدم الرضوخ للامبالاة والعمل على ايصال الطيبة لبر الامان، مشروع الطارق هو مشروع كان يجب ان ينشأ منذ زمن، ونحن سعداء جدا من العمل امام الطلاب، مجتمعنا للاسف مقصر جدا بالتعليم غير المنهجي، ولكن بالحقيقة التعليم غير المهنجي ليس اقل اهمية من التعليم في المدارس، فمن جهة يستغل الطالب اوقات فراغه بالامور المفيدة، وايضا يستفيد من الوعي الذي يمكن ان يكتسبه من وراء هذا المشروع”.