حذر الشيخ جمال ناطور امام المسجد القديم من قلقه الشديد من ظاهرة الطلاق الاخذه بالتزايد في منطقة المثلث، مشيرا ” الى ان هنالك نسبة مقلقة حول حالات الانفصال بين الازواج لاسباب عديدة التي تحتاج الى معالجة فورية، ولا بد لنا من العمل الدؤوب للمحافظة على استقرار بيوتنا والتقليل قدر الإمكان من نسبة الطلاق التي باتت ظاهرة مقلقة تهدد بعدم استقرار المجتمع”.
المحافظة على اسرنا
وقال الشيخ ناطور:” في ظل ارتفاع عدد حالات الطلاق المخيف في مجتمعنا، وخطورة بعدم استقرار المجتمع وتماسك الأسر، لا بد من الاشارةِ الى وجوب المحافظة ِ على أُسَرِنا وأبنائِنا، ووقايَتِهم من أيِّ سوءٍ أو ضررٍ قد يعتريهم، والعملِ على استقرار بيوتِنا، والوقايةُ والحماية لهم ، واستقرار البيوت يبدأُ مِنَ الأساس، يبدأُ من خلال الزوجين.
فالسكَنُ، والمودةُ والرحمةُ، من أساسات الاستقرار الأُسَري فإنّهُ من المطلوب من كُلٍ مِنَ الزوجين الاهتمام بالآخر لأبعدِ الحدود، لتحقيق هذه المودة والرحمة”.
خطر الانهيار
ثم قال:” ويعتريني القلقُ والخوفُ الشديدُ، نتيجةً لذلك على أحوالِ بيوتِنا ، وما يعتريها من خطرِ الانهيار، من خيانات،
إهمال للحقوق الزوجية، جهل في كيفية بناء الاسرة،
جهلٌ في كيفية إدارة الأسرةِ، عدمُ درايةٍ في كيفية حلِّ المشاكل الأسرية من قِبَلِ الأزواج، الرجال والنساء على حدٍّ سواء، عنادٌ وعدمُ تنازلِ زوجٍ لزوجِه، تكبير الخلافات البسيطة، وعدم احتواء الخلافات. ولا بد من الإشارة لأطرافٍ أخرى خارجية، كما أنّ للفضائيات، وشبكات الانترنت، والافلامِ والمسلسلات، والانفتاحِ على أخلاقيات الملل الأخرى، والإعجابِ بنمط حياة تلك الملل بالرغم ما فيها من انحلال وانحطاط اخلاقي، والصُحبةِ السيئة، والعلاقاتِ غيرِ المنضبطة يدٌ طولى وأثرٌ بالغٌ في عدم استقرار الأسر والبيوت عندنا”.
تزعزت هذه الثقة
وتابع قائلا:” من أكبر دعائم استقرار الحياة الزوجية وجود الثقة المتبادلة والاحترام والتقدير المتبادل بينهما، فإذا ما تزعزعت هذه الثقة لأي سبب كان، سواءً كانت بسبب وساوس تعتري أحد الزوجين، او تعتريهما، او وساوس وشكوك قد تكون حقيقية. فإذا تزعزعت هذه الثقة، فآنّ مصير هذا البيت إما عدم الاستقرار، وإما دماره ، إذ بوجود الطلاق فإنّ الأبناء هم الضحية في كل ذلك. من الطبيعي ان يتغيّر الوضع عند الزوجين في بداية الأمر، فكُلٌ منهما جاء من جوٍّ مختلف، وتربية مختلفة، ومعاملة مختلفة، ومن الطبيعي ان يحدثَ بينهما اختلاف في وجهات النظر في قضايا البيت، المتطلبات، الاحتياجات، فليس بالضرورةِ الاتفاقُ على كل شيء بين الزوجين، فالاختلاف من طبع البشر، لكن المهم أن نتعلم كيفية التعامل مع هذا الاختلاف. فكثير من قضايا الطلاق تكون بسبب هذه الخلافات، والتي يظنُّ الأزواج أنها مستحيلةَ الحلّ، مع انها غالباً ما تَكُونُ خلافات بسيطة. نعم هذا يحتاج الى تَفَهُّمِ كُلَِ طرفٍ للآخر، ويحتاج الى الصبر ، الى صبرِ كلٍّ منهما على الآخر”.