“السلطة ال فلسطين ية كانت في الماضي تسكت على المخالفات لإظهار الميل للسلام الحقيقي لكن الجانب الإسرائيلي يصر وبعناد على مخالفة كل ما اتفق عليه” كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال وجوده في عمان، مشيراً لأن الخيار “التفاوضي” لا تنازل عنه بكل الأحوال، مستعرضاً ما وصفه بالخيارات المتاحة والأوراق التي يمكنه أن يلعب بها في المرحلة القادمة حتى لا يستسلم المشروع الوطني الفلسطيني لتطرف حكومة بينيامن نتنياهو التي تعبث بالمفاوضات وعملية السلام.
هذا، وتحدث عباس عن “مراجعة” شاملة لجميع الإتفاقيات الثنائية التي يفترض انها جزء من الإتفاق الدولي مع الإسرائيليين لإن الجانب الأخر يخالف هذه الإتفاقيات بشكل دائم بما فيها الإتفاقية الأمنية وإتفاق المعابر. وقدم عباس موجزاً عن تطورات العملية السياسية والوضع العام على الأرض.
وكشف عباس خلال تناولة وجبة العشاء أنه يحمل في سيارته ملفاً يحتوي محضرا متكاملا عن الإتصالات السرية بين الإسرائيليين وحركة حماس مشيراً لإنها إتصالات تحصل بالعتمة وبعيداً عن الأضواء مع أنّ حماس تستمر في المزاودة على السلطة. وشرح عباس بأن مدخل الإتصالات السرية بين حماس وإسرائيل هو رفات جندي إسرائيلي من أصل “أثيوبي” موجود في غزة وعبر قناة يهودية أثيوبية وهي إتصالات تتطور وتناقش إطارا سياسياً.
وعن بكاءه عندما في الفاتيكان، قال: “لم أستطيع أنّ اتمالك نفسي وإندفعت في حالة بكاء عندما شاهدت إمرأة فلسطينية مسيحية في الفاتيكان ترتدي علم فلسطين خلال الإحتفال الذي أقيم بمناسبة الإعتراف بالدولة الفلسطينية، إنه مؤثر جداً، خصوصاً مع وجود نحو أربعة الآف فلسطيني حضروا الإحتفال”.
وإعتبر عباس أن إعتراف الفاتيكان “إنجاز حقيقي” يفيد بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده موضحا بأن حضن السلطة ليس خاليا من الخيارات وانه شخصيا قد يفكر في حال الإستمرار في التعنت الإسرائيلي بتسليم “مفاتيح السلطة” للجانب الإسرائيلي حتى يتحمل مسؤولياته أمام العالم والمغادرة إذا إستمر الإنغلاق السياسي مشيراً لإن إسرائيل تشن حربا “مالية” على الشعب الفلسطيني ومؤسساته .