ان من اكبر واخطر التحديات التي تواجهنا كأقلية عربية في إسرائيل اليوم هي سياسة هدم البيوت والمساكن، وهي سياسة قديمة حديثة كما انها سياسة ممنهجة مدروسة تمارسها حكومات اسرائيل جميعا،وهي نابعة من نظرتهم الأمنية للمواطنين العرب فنحن بالنسبة لهم نشكل خطرا امنيا وتهديدا ديموغرافيا ينبغي محاربته وتضييق الخناق عليه بشتى الطرق ومختلف الأساليب: قوانين وتشريعات لمصادرة الأرض(قانون الغائب،المصادرة بحجج امنية،قانون الأوقاف..)،عرقلة الخوارط الهيكلية التطويرية،تقليص مساحات النفوذ، بناء مدن يهودية جديده او توسيع نفوذها مع تقليص نفوذ السلطات المحلية العربية، مخططات سيطرة وتهويد(النجوم السبعة،برافر في النقب..)،عدم الاعتراف بقرى كاملة في النقب والجليل ،الاستيلاء على البيوت بالقوة،هدم البيوت..الخ. والهدف من وراء هذه السياسة الظالمة المستبدة هو تجميع اكبر قدر ممكن من المواطنين العرب في اقل قدر ممكن من الارض.
في الفترة الاخيرة تصاعدت سياسة هدم البيوت العربية بوتيرة قد لا تكون مسبوقة مما جعل القضية أكثر خطورة وتهديدا وتستدعي وقفة جماعية وحدوية شاملة لكل المجتمع العربي في البلاد،اذ ان الصراع أصبح وجوديا اما ان نكون على أرضنا ارض الآباء والأجداد واما ان لا نكون.لقد ضاقت بنا أرضنا وما عدنا قادرين ان نؤمن سكنا لأبنائنا وبناتنا،هذا الحق الأساسي “العيش الكريم”الذي تكفله كل الشرائع والقوانين في العالم اصبح مهددا، الأمر الذي يفرض علينا التصدي لهذه السياسة ومواجهتها بكل قوة وباستخدام كل وسائل وأدوات الضغط المتاحة.لان التهاون مع هذه القضية المفصلية والمصيرية سيجعلنا عرضة للتهجير مجددا وهذا ما يريده ويسعى لتحقيقه ساسة إسرائيل حتى يتحقق لهم حلم الدولة اليهودية.
ان المطلوب اليوم من قيادة الجماهير العربية وعلى رأسهم لجنتي المتابعة والرؤساء والقائمة المشتركة ان يدرجوا مواجهة سياسة الهدم والخنق على رأس سلم اولوياتهم بان يجعلوها اوى اولوياتهم وان يحشدوا لها كل الطاقات وان يخوضوا نضالا وجهادا صلبا مدروسا ومتواصلا في مواجهتها حتى يوقفوها ،هذا هو الامتحان الحقيقي لهذه القيادات اليوم ان أرادت ان تستمر في نيل ثقة جماهيرنا العربية ،لان الوجود والحياة لا يغامر ولا يقامر عليها احد.فإذا قررت هذه القيادات خوض هذه المعركة الى النهاية،فستجد اننا جميعا معها نقاتل عن أيمانها وشمائلها وبين يديها جنودا مخلصين حتى نحمي حاضرنا ونؤمن مستقبل ابنائنا.
والله الموفق