لا تكونوا رهن مقاولي الأصوات تباعون وتشترون، بقلم: هاني حاج يحيى
مثلنا كمثل الضفدعة التي تقفز إلى طنجرة ماء يغلي ، ففي اللحظة التي تلمس الماء الساخن تقفز خارجا وتسلم من الطهي.
ولكن إن سقطت في طنجرة الماء وهو بارد، استحسنت الدفء واسترخت وأغمضت عيناها، وكلما سخن الماء على الموقد تدريجيا اعتادت الضفدعة على الحرارة، وحين يصل الماء إلى درجة الغليان لا تستطيع الضفدعة القفز خارجا فقد طبخت في تلك اللحظة.
وان أردنا ألا يكون نصيبنا حتف الضفدعة فعلينا البدء بالعمل للخلاص مبكرا .وإذا اخترنا السكوت متعللين بأسباب عوجاء مريضة سنستمر بابتلاع الضفادع حتى التسمم وقتل أنفسنا.
وللسابحين مع التيار أقول : أن الأسماك الوحيدة التي تسبح مع التيار هي الأسماك الميتة، أما الأسماك الحية فهي تلك التي تسبح إلى ما تختار معارضة اتجاه التيار
إن كل مرشح من المرشحين اليوم لرئاسة البلدية في الطيبة، هو ابن لهذا البلد، وله الحق كاملا بترشيح نفسه والعمل على زيادة احتمالات نجاحه . ونشهد لهم فردا فردا بالشجاعة على إقدامهم وخوض التجربة بما تشمله من الفائدة التي قد تعود على الفائز . والخسارة الكامنة في النزال في ارض المعركة . ونسجل لهم إرادتهم ونيتهم خدمة بلدهم وأبنائها عامة . مصدقين تصريحاتهم ووعودهم .
إلا إنني أعارض وانتقد وبشدة اختيارهم الالتحاف بالعائلية البغيضة للوصول لغايتهم . والعودة بنا إلى زمن نتوق أن ننساه، وأيام نرجو أن نطوي صفحتها، أيام كان ” الطويل يأكل التين والقصير يموت حزين “، أيام كان ناس عندهم “اكل القصب عقدة عقدة عقدة” و ” يعطى البصل لام الهموم تقشره” أيام توالت حتى أوصلتنا إلى يومنا هذا، ولن أبارز في وصف حالنا وحال بلدنا اليوم.
بتقديري المتواضع (فانا لست باحثا متخصصا) لا عائلية في بلدنا في زماننا هذا . لا في مفهومها اللغوي، ولا المفهوم الاجتماعي، ولا السياسي . فتحت كل “راية عائلة” نجد المتحزب لحزب مختلف، وصاحب المبادئ الفكرية المختلفة، والمتدين، والعلماني، والعديد ممن توج السكون إخبارهم . فلا نجد في عائلاتنا مختارا طبيعيا يجمع الشمل، وكلمته مسموعة على جميع أبناء العائلة الواحدة، ولا بطانة تتداول في الشؤون الخاصة و العامة لإفراد العائلة الواحدة وتتقدم بالحلول المقبولة، قطعا، على الجميع حتى أخر رأس.
لجوء المرشحين إلى حشد المرتزقة تحت غطاء العائلية، فيه علامات استفهام حول إيمانهم بأنفسهم وكراماتهم ؟ نجاحهم بكسب ثقة الجماهير لشخصهم وقدراتهم ؟ أي غطاء خرق مغبر هو هذا الغطاء ؟
إن ما يسمى بالعائلية اليوم، هو استغلال لمشاعر أولية، بدائية ممزوجة بضحالة المعرفة وضعف الشخصية، استغلال حاصل من جهة تجار أصوات الناخبين، من اجل نيل الربح الوفير من خيرات ما يسمى السلطة المحلية . من اجل ضمان اقتطاع حصة من جثة البلد الهامد .
إن ما يطمئن هو الحضور الهزيل الشاحب في التجمعات المسماة عائلية، وتكرار الوجوه وعدم التجديد.
وما يثير القلق هو : أين هم أكثرية أبناء البلد وأين هي وأين هم البدائل ؟
ماذا هناك عند “حراك كفا ” ؟
أنا اعرف شخصيا القليل من الناشطين في الحراك وأكن لهم التقدير والاحترام واجهر بالقول عن صفاتهم الحميدة وخصالهم الكريمة. إلا أنني أقول لهم ” لو بدها تشتي غيمت ” . الواثق من صدق نواياكم، وكبر عزائمكم، المتابع لسيرتكم، المتعطش للنتائج العملية، لا يرى إلا إبهاما ,وعدم وضوح، وتعثرات، ولا يرى على ارض الواقع أية نتيجة .وكأن الحراك يتلخص باختيار المرشح. هل دور الحراك بدا وأنتها باختيار المرشح ؟
يا إخوان : “على الشروش تنبت الاشجار ” . نعم الجمهور سمع عن حراك، إلا انه لم يقرأ خارطة طريق، لم يشهد أي اجتماع، لم يتعرف على القادة الجدد، لم يلمس أي حركة، لم يلحظ أي اهتزاز، لم يتمايل مع الأمواج، لم يشارك في الحوار، لم يكن له احتمال بالمشاركة بالقرار .
إن أبناء الطيبة عامة، المتزينون بأسمائهم العربية وان اختلفت . فأنهم متشابهون في كونهم أبناء البلد الواحد. همهم واحد. وهو المصلحة العامة التي تعود بالخير كل الخير على كل فرد بصورة مباشرة . إن اختلفت معتقداتهم فهم متوحدون في هدفهم وهو بلد عزيز يكرم أبناءه، بلد قوي يحمي أبناءهم ، بلد نظيف، مرتب، جميل يروق العيش فيه .
على الشباب، والشاب في روحه، ونشاطه، وعطائه، ليس في سنين عمره . أن يعلم : ” اللي بخلط حالو مع النخالة بتوكلو الجاج” وعليهم البحث عن القائد المدير لمشروع الطيبة والاصطفاف من خلفه صفا صفا . والقائد تلازمه بطانة رشيدة مخلصه . ومجلس قوي، حكيم ،عليم، خبير ، أمين .
حين تغيب الفطنة وتشيع عدم المعرفة والخمول واللامبالاة، يوجد مساغ للدجاجلة والمخادعين . ويتصدر المنصات المزاودين يوزعون علينا الصلاح والطلاح .
لا تكونوا رهن مقاولي الأصوات تباعون وتشترون
أخي انظر واستمع ولا تبالي بكلام إنشائي عاطفي بلا منطق
أخي تزين بروح النقد وروح المساءلة روح الموازنة وروح المقارنة
أخي أيها الطيباوي الأبي
لست أنت الدين ولا الدين أنت، أنت اجتهادك في الدين .
لست أنت الاشتراكية ولا الاشتراكية أنت، أنت اجتهادك في الاشتراكية
لست أنت القومية ولا القومية أنت، أنت اجتهادك في القومية
لست أنت الوطنية ولا الوطنية أنت، أنت اجتهادك في الوطنية
أنت الطيبة والطيبة أنت
إن أكرمكم عن الله اتقاكم، وأنت مأجور عند الخالق والعبد دائما بإذن الله ما صحت النية ,وصدق العمل .
كتبت كتابي هذا مصدقاً قول الشعبي : “عليك بالصدق حيث ترى انه يضرك، فانه ينفعك، واجتنب الكذب في موقف ترى انه ينفعك، فانه يضرك .”
تفرد الله عز وجل بالكمال ولم يبرئ أحدا من النقصان
اللهم إني أعوذ بك من فتنة القول كما أعوذ بك من فتنة العمل، وأعوذ بك من التكلف لما لا أُحسن، وأعوذ بك من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيّ والحَصرَ .
هاني حاج يحيى