متطلبات المرحلة الراهنة للعمل البلدي، بقلم: رفعت جبارة
صعوبة الظروف التي تمر بها الطيبة، وطبيعة المرحلة التي حلت بنا ، في استرجاع حقنا المسلوب بالانتخاب يجب ان يقودنا للدور الأكبر الذي ينتظرنا في إعادة الإصلاح والبناء.
إن العمل في المجلس البلدي بشكل عام هو عمل تطوعي، في الأصل يتقدم إليه من يشعر أنه يملك القدرة على خدمة ابناء بلده ولديه إمكانات علمية، ثقافية، ذهنية وغيرها؛ تؤهله للمشاركة في اقتراح أفكار وحلول تساهم في تطوير البلد وتخفيف معانات المواطنين. إنما للأسف فانه في كثير من الأحيان يصبح العمل البلدي عرضة لتجاذبات عائلية أو فئوية أو ان يقع فريسة لأصحاب المصالح الخاصة؛ مما يشوّه العمل البلدي ويُدخله في دوامة الصراعات التي لا تنتهي ويشُل العمل البلدي برمته .
وفي هذا كله يجب ان نميز بين التعصب العائلي (العصبية القبلية) وبين التكوينات العائلية، فلا يمكننا الوقوف ضد التكوينات العائلية ومحاربتها، لان هذا نوع من التعصب الاعمى، ولا يمكن الرفض بان تكون التكوينات العائلية اطر سياسية تمارس حقها الانتخابي حسب برنامج انتخابي نظيف ونزيه يريد ان يبني وليس ان يهدم!! لطالما الاحزاب على الصعيد المحلي مهمشة ولا يوجد لها دور اساسي وهام!! فليس هنالك من مانع بان تفرز العائلات شخصيات شابة جديدة مؤهلة لديها الكفاءات، تريد ان تعطي الطيبة لا ان تاخذ منها، عازمة على خدمة البلد والسهر على حماية الصالح العام وليس نهب البلد ومقدراته!! .
ولذلك فمن أجل أن يكون العمل البلدي ناجحا، يجب التدقيق في اختيار المرشحين، والابتعاد عن العبثية في اختيار المرشحين فان حسن الاختيار من قبل الناخبين يؤسس لإنجاح العمل البلدي .
ومن الأهمية بمكان أن يُراعى عند إعداد القوائم المعنية بالانتخاب، أن تشمل قدر الإمكان مرشحين من النسيج المهني الذي يتكون منه المجتمع البلدي (من أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة وإداريين …..). لأن هذا يسهل تشكيل وعمل اللجان المختصة، ويساعد على ابتكار الحلول والاقتراحات اللازمة لتسيير شؤون البلدية لخدمة كافة المواطنين.
وبناء عليه فأن حسن اختيار رئيس البلدية إذا أحسن استعمال الصلاحيات المطلقة التي أناطه بها القانون، سيصبح المحرك الأساسي للعمل البلدي وتطوير البلدية. إن مواصفات الرئيس الناجح لا تقتصر فقط على ثقافته وكفاءته ونزاهته وبياض كفيه، بل تتعداها إلى ضرورة تمتعه بشخصية قوية وبكاريزما القيادة؛ التي تساعده على ضبط وإدارة اجتماعات المجلس البلدي؛ الذي غالبا ما يشهد مناكفات بين أعضائه أثناء المناقشات، لا يستطيع ضبط إيقاعها إلا الرئيس القادر، ناهيك عن متابعة الانشغالات اليومية للمواطن. أضف إلى ذلك يجب على الرئيس أن يتمتع بالجرأة الكافية في اتخاذ القرارات الصعبة دون تردد وان يتحمل مسؤولية هذه القرارات. كما يجب أن يكون صدره رحبا ويجيد الاستماع لأراء الآخرين وملاحظاتهم، وان يجيد التعاطي مع الناس على كافة المستويات والشرائح التي يتكوّن منها المجتمع. رغم من أن القانون أعطاه صلاحيات كبيرة لشخصه حصرا في إدارة شؤون البلدية، فان الرئيس الناجح هو ذلك الذي لا يتفرد في اتخاذ القرارات المهمة؛ التي تطال أوسع شريحة من المواطنين في البلد ، فيتشارك مع باقي أعضاء المجلس في اتخاذ القرارات ، وممكن أن يستعين بخبرات ونصائح أهل الاختصاص والتجربة من خارج المجلس البلدي إذا تتطلب الأمر ذلك. كما أن تمتع الرئيس ببعد النظر وحسن التفكير والتدبير، يساعد على ابتكار أفكار ومشاريع مهمة تخدم البلد. والأهم من كل ذلك فان تمتع الرئيس بشبكة علاقات عامة واسعة، يساعد على جلب المشاريع المتعددة ومصادر تمويل لمشاريع أخرى وحلّ مشاكل عالقة وإلى غير ذلك.
أما فيما يخص أعضاء المجلس البلدي، فمن الجيّد والمفيد أن يتمتع أعضاؤه ببعض الصفات المذكورة أعلاه، لكن أهم شيء في نظري، هو حسّ التعاون والابتعاد عن النكايات والحساسيات والحسابات الضيّقة والشخصية، ومشاركة الرئيس في دراسة ومناقشة كل ما يفيد المصلحة العامة، والعمل من خلال اللجان المختصة في متابعة شؤون المواطنين، على أن يتم إشراك كل الأعضاء؛ كل حسب اختصاصه وخبراته وميوله، ويجب أن تحيط هذه اللجان بكل أعمال ونشاطات البلدية، مع المتابعة والمثابرة لتنفيذ كل ما يُتفق عليه عند اجتماع المجلس البلدي .
أما أهم عامل مساعد في إنجاح العمل البلدي في رايي، فهو فور انتهاء عملية الانتخاب يجب على الجميع أن يخلع عنه ثوب التحزبات العائلية، الأحزاب والهيئات التي اختارته، ويعلقه خارج المجلس على أن يبدأ العمل البلدي على أساس تنموي بحت، بعيدا عن الحساسيات والمصالح العائلية والحزبية الفئوية الضيّقة، والدخول إلى رحاب العمل البلدي الواسع، لأن تصارع المجموعات داخل المجلس والموافقة أو الاعتراض على المشاريع والقرارات على خلفية مصالح فئويه لا تنموية، سوف يحوّل الانقسامات داخل المجلس إلى قنبلة موقوتة قد تفجر المجلس البلدي من الداخل في أي لحظة. وهذا الأمر يجب ان يبرز الدور الايجابي الذي بجب أن تلعبه الأحزاب والحركات عن بُعد ودون تدخل مباشر، وذلك عبر المراقبة والمتابعة لتصويب أداء الممثلين اعضاء المجلس البلدي للقيام بواجباتهم التنموية؛ التي تم انتدابهم من اجل نهضه هذا البلد العزيز .
ومما يجب ألا يغيب عن أذهننا استحالة أن يتمتع شخص واحد بجميع المواصفات التي ذكرتها أعلاه مجتمعة، إلا انه بقدر ما كانت نسبتها كبيرة أو قليلة في أعضاء المجلس البلدي، تتحدد نسبة نجاح المجلس في تأدية واجباته. ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون”. والله الموفق .
نحن معك ابو هلال اتمنى لك النجاح في هذه المعركة
احييك اخي الدكتور سائد , ان شاء الله اكون دوما عند حسن ظنك بي ,وكذلك عند حسن ظن الجميع بي ان شاء المولى انه سميع مجيب الدعاء.
منور ابو هلال بالنجاح انشالله
גדווול גדווול אוסתאז רפעת בהצלחה