صحوة ضمير، بقلم: ياسر خالد

قال الحبيب (ص) لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس..لاتحقر من المعروف شيء .

‏لا تحقر شخصا ولو كان مخطئا .. كي لا يحقرك الناس ولو كنت صائبا.. ذُكر أن الرئيس الأمريكي السابق (بيل كلينتون) كان واقفاً عند محطة لتعبئة الوقود وبجواره زوجته (هيلاري) وهنا فجأة نزلت (هيلاري) وصافحت عامل المحطة بحرارة ثم عادت.فسألها زوجها: من هذا الرجل؟فذكرت له أنه صديق قديم أيام الجامعة.فقال لها: أمر جيد أنك لم تتزوجيه !؛ كنتِ ستكونين زوجة عامل محطة.فردت عليه بدهاء: لو تزوجته لأصبح هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية !!

لا تحقر الناس ولاتزدريهم..فليحذر الإنسان التقليل من شأن الآخرين أو رميهم بالظنون أو اتهامهم بما ليس فيهم بل عليه أن يتثبت فيما يقوله أو يحكيه عن غيره وهذه من أهم الصفات في الحكم على الآخرين وبعض الناس يدخله العجب بنفسه وبعمله ويظن أنه أحسن حالاً من غيره فإذا رسخ هذا الفهم في نفسه بدأ يحقر الناس ويزدريهم ويصفهم بأوصاف وكأنهم قد هلكوا في حياتهم ولم يبق إلا هو سليماً من الآفات والعيوب وهذا عين الحمق والسفه والبعد عن الفهم .وقد ابتلى مجتمعنا بأمثال هؤلاء الذين يعيبون الناس ويقدحون فيهم بذكر مساؤهم ونشر عيوبهم ثم يحكم على واقعة الذي يعيشه بفساد الناس وهلاكهم لأنه يرى أن له فضلاً ومكانة على غيره وأنه خير منهم ولا يصلح أحد إلا إذا كان مثله أو على طريقته.

فالعاقل لا يخاطر بنفسه في هذا المسلك العفن ولا يدخله التشاؤم في واقعة ولا يبني عقله وحياته على إنشاء العداوات وإساءة الظنون بالآخرين وازدرائهم في أوصافهم وأعمالهم، وعليه أن لا يستعمل الألفاظ التي قد تُنشئ الكراهية والعداوة بين الناس.فالذي ينفع الناس هو ذكر محاسنهم والتعاون معهم ونصحهم وتذكيرهم إذا وقع منهم شيء من السلبية فذلك أقرب إلى الترابط والتماسك والمحبة..تفائل حتى ولو أحاطت بك السلبيات..فبالتفاؤل تبنى النفوس وأوجد الحماس في الأعمال اليومية والمتكررة، وابتكر أبدع وتحدث عن النجاح وامدح الناجحين واثني عليهم..أكثر من ذلك…انتبه لمن تصاحب.. رافق الناجحين.. تجنب السلبيين..وبث الإيجابية في الآخرين وجدد ما حولك وأبدع فيما حولك.. ضع لمسات إيجابية..واخرج من المألوف..شارك الناس ولا تكن متفرجاً..تبادل وجهات النظر.. لا تحقر أحداً أببدا وخطط للنجاح بضع برنامجاً لغاياتك وأولوياتك وطموحاتك..خطط حتى ولو لم تنفذ..كن طموحاً ولا تستجب للمغالطات الاجتماعية..اسمع لنفسك واسمح لها أن تشعر وتتمتع.. لا تحقرها ولا تكبتها واصدق معها لا تكذب عليها ولا تخادعها..تعلم الاخلاص والوفاء وحب الخير لك ولمجتمعك وبلدك.