مشروع ومضات حصريًا على المستوى القطري في اعدادية المجد

ضمن مشاريع مدرسة “المجد” الاعدادية في مدينة الطيبة، التربوية واللامنهجية التي تحدث بعد ساعات الدوام تم التعون مع جمعية ومضات (ניצוצות) لتنفيذ مشروع هام ومميز، جمعية “ومضات” (ניצוצות) هي جمعية فتيّة تأسست منذ عامين، وكانت نقطة انطلاقها في الوسط اليهودي لتشمل ثماني مدارس. أما انطلاقتها في الوسط العربي فقد بدأت من مدرسة “المجد” في الطيبة، التي اتخذتها الجمعية كمدرسة تجريبية نظرًا لمثاليتها كمدرسة مكتملة العناصر ومهيّأة الظروف لاستيعاب مشاريع بهذه التجريبية والضخامة. وراء إشراقات تقف رغبة بخلق دافعية داخلية عند الطلاب للمعرفة، وشق الأفق أمامهم في شتى مشارب ومسارب الحياة.

مشروع ومضات حصريًا على المستوى القطري في اعدادية المجد

 ينكشف الطلاب من خلال ومضات على عوالم جديدة لا عهد لهم بها. ببساطة تقدّم لهم فرصة التعرّف على نجاحات شخصية لشخصيات مجتمعية لها سيرة ذاتية تتسم بالفردانية، ولها ما يميّزها من حيث مجالات العمل أو المواهب والهوايات. كما يبرز في هذه الشخصيات حبها للعطاء ولنقل البريق إلى الأجيال القادمة.

فتح الأبواب أمام الطلاب لسبر أغوار موضوعات لم تخطر لهم

يقوم المشروع على فكرة التطوّع، ويسعى إلى تطوير هذا المفهوم الاجتماعي، فالمرشدون (الشخصيات المجتمعية اللامعة) يعملون على تقديم سلسلة من اللقاءات تطوعًا دون مقابل مادي، وهذا إن دل فإنما يدل على شغفهم تجاه المجالات والمواضيع التي يقدمونها للطلاب، وكذلك على روحهم الإنسانية العالية ورغبتهم بارتقاء المجتمع، من خلال فتح الأبواب أمام الطلاب لسبر أغوار موضوعات لم تخطر لهم على بال، ولم يسمعوا عنها إلا من بعيد كعناوين. هم أشخاص ملهمون يتميزون بإشراقة في العينين؛ إشراقة يرغبون برؤية انعكاساتها في عيون الأجيال الصاعدة. ولأن فكرة المشروع قائمة على تلهّف الكبار وإثارة الفضول  في عيون الصغار فإن العنصر الأهم هو رغبة المدرسة بإنجاح المشروع، ووجود إشراقة كذلك في عيون أفراد الطاقم الدراسي في المدرسة التي تشكل إطارًا للمشروع.

سر نجاح ومضات هو الحرية في الانتقاء، فالجمعية توفر عددًا من الاقتراحات التي قد تلقى إقبالاً في نفس الناشئين، وتعتمد على اختيار الطلاب للمواضيع الأقرب إلى قلوبهم، فمن بين عشرات المواضيع المطروحة يختار كل طالب الومضة التي تطيب له.

تنطلق الإشراقة من  مشاركة المرشد الطلاب بقصته الشخصية، فهو يكاشفهم بطريقه إلى الاشتغال بما يحب، والصعوبات التي تغلب عليها في هذا السبيل، وهكذا يحظى الطلاب بمعايشة المجال الذي دبّ النور في عيني مرشدهم، وعن قرب.

في نهاية كل دورة (4 لقاءات تتضمن لقاءً خارج إطار المدرسة) يُقام “معرض ومضات”، والذي يعرض به الطلاب ويلخصون تجربتهم المتفردة في إشراقتهم الخاصة، كما يحظون بفرصة الاستماع إلى “ومضة الضيف”، وهو متطوع آخر يقدم محاضرة مثيرة من حيث الفكرة والطرح والتنفيذ.

تطبيق مشروع “إشراقات” بنجاح هائل

لقد تم تطبيق مشروع “إشراقات” بنجاح هائل يُشهد له ويُشاد به في مدرسة المجد في الطيبة. كيف لا والمدير متلهف يسعى لارتقاء مدرسته، والمركزة سمر جبارة تعاملت مع المشروع بتفانٍ بالغ بلغ أقصاه، وطاقم التدريس كله متعاون ومشارك في استقبال المرشدين والانضمام إلى الإشراقات كمترجمين للتغلب –عند الحاجة- على عائق اللغة، وكسر أي حاجز بين الطلاب والمعرفة! في مدرسة المجد تجلى الإيمان بالمشروع على مستوى الفكرة والتطبيق.

تميّز طلاب المجد بالحضور الواضح والالتزام العالي

وصف المرشدون – يهودًا وعربًا على حد سواء- الذين أشرقوا في مدرسة المجد تجربتهم بالتجربة الرائعة، المهمة، المثيرة للمشاعر، والملهمة. بكامل الموضوعية أجمعوا على استجابة الطلاب وإصغائهم وتلهفهم وإبدائهم للتقدير تجاه المرشدين المتطوعين الذي شاركوهم عالمهم الخاص وشغفهم الخاص. وهكذا تميّز طلاب المجد بالحضور الواضح والالتزام العالي تجاه إشراقات، وما يدل على ذلك هو تكريسهم لأنفسهم بالكامل في أيام الجمعة، مع أنه يوم استراحتهم الوحيد.

من الومضات الممتعة التي خاضها الطلاب هذا العام في المدرسة: تصميم بالونات وتنسيق أزهار، تفكير إبداعي، اللغة الإسبانية، فيزوترابيا، تأمّل، التلفزيون من وراء الكواليس، الهاكرز والقرصنة، المال والبورصة، كونديتوريا، خرائط الملاحة، خبز الكعك، التطوّع، تغذية، العقل الباطن واللاوعي، البيطرة، الصيد، الخيال الموجّه، معالجة الأسنان، صنع التماثيل بالجبس، كيف نمثّل في السينما والمسرح، كيف تكون نجمًا، الكلب كله قلب. كما يُذكر في هذا السياق معرض إشراقات المشترك بين مدرسة المجد ومدرسة سمدار في هرتسليا، حيث عرض الطلاب إشراقاتهم بشكلٍ تلخيصي تحدثوا فيه عن تجربتهم باللغتين العربية والعبرية. كانت هذه التجربة التعاونية مميزة بالنسبة للطلاب، المعلمين، والمرشدين وكذلك بالنسبة للجمعية نفسها، فقد تكلل سعيها إلى التعايش والانكشاف على ثقافة الآخر والمُنجز المشترك بالنجاح المدوّي.

مستقبل لا تغرب فيه شمس

وفي أعقاب هذا النجاح الطاغي للمشروع ستكمل ومضات إشراقها في مدرسة المجد في السنة القادمة، على أمل أن يستمر التعاون لسنوات طويلة قد نشهد فيها تغييرات على مستوى الفرد والمجتمع، بفضل مجهود القائمين المشتركين على المشروع: الجمعية (طاقم ومضات)، المدرسة (طاقم التدريس)، المجتمع (المرشدون). فهدفهم جميعًا هو شق الطريق إلى مستقبل مشرق لأولادنا؛ مستقبل لا تغرب فيه شمس.

تم الاشراف على هذا المشروع من قبل مركزة التربية الاجتماعية المعلمة سمر جبارة وبمشاركة عدد من المعلمات وهن:

شذى مصاروة، اية مصاروة، سهاد شاهين، سمر نصيرات وليندا طيبي.

\

Exit mobile version