وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” “وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”
اِنتخب من تشاء وأنتخب من أشاء، لكننا، شئتم أم أبيتم، نبقى أخوة الوطن والبلد الواحد أشقّاء… همنا وقضيتنا تتعدى وتتخطى ما بعد صبيحة يوم الانتخابات إلى سنوات وسنوات ومنا من سترافقه إلى الممات.
لا تصنع من نفسك “بطلا قوميا” بكتابات ونثر في أرجاء المكان “نكات”، تُحقّر من شأن ابن بلدك وما دفع به هو نفسه ما دفع بك ويهمك، لماذا ولمصلحة من نُحقّر من شأننا، شأن أبنائنا؟ وكل منهم من موقعه وموضعه مهم سيبقى هاما… لا تحتكر الحقيقة في نصوصك وتحصرها فقط بين عدسات نظّاراتك وبُعد نظرك ورؤيتك!!! ثورتنا محمودة مطلوبة، فلماذا ولم نُلطخها وندنسها بأساليب؟ هي من ضمن ما ثُرنا ضده وانتفضنا للقضاء عليه، عهد بائس نحاول أن نتعلم منه لنشطبه من السجلات، عهد بائس نحاول لفظه، فلماذا لنا أن نثور ونتقدم إلى الوراء؟ إلى عهد مات فات.
درويش صديقي وطبيبي وليد صديقي ومرشح الحركة الإسلامية عما قريب سيكون إما أستاذي أو صديقي وحسني مرعي هو أستاذي ومدير مدرستي (مع حفظ الألقاب)، أما شعاع، فهو صديقي الصدوق وأخي الذي لم تلده أمي وشريك نهج وطريق إذا تقلبت الأيام وكُتب له النجاح و”تكالبت” عليه الأيام، انحرف عن مساره سيجدني أول المقوّمين الناصحين وأول المنتقدين فدعمي لشعاع ابن الطيبة لكل الطيبة فقط والأهم كلهم أبناء بلدي، نعم أبناء بلدي الذي “يتسع لمثلهم مليون”، فلا تقسموا البلد إلى أوطان ولا تقسموا الأوطان إلى بلاد ولا تزرعوا احقادا مسبقا في العباد قد لا يمحوها الزمن وتعاقب الأجيال، نحن معهم لا عليهم!!!
أتمتع حين أقرأ للصديق حسين جبالي وغيره باسلوبه الحواري الراقي، وهل ترقى الشعوب، إلا برقي نُقّادها، حكمتهم، ضبط نفسهم وبعد نظرهم دون تجريح أو تشهير؟!، هم اختاروا ليمثلونا، ليخدمونا، لأننا أنا وأنت أنتِ هو وهي لا نملك وقتا فنمنحهم أمانتنا، البلد “مش عزبة” لأي كان ومن كان، البلد للجميع وخطأكم الذي ارتكبتموه أنكم لم تسألوا أو تتفقدوا أمانتكم آنذاك ولم تحاسبوا المؤتمن!!، خطأ نحن الشباب نعدكم، وإن سُجلت لنا الشهادة في سبيل البلد، لن نرتكبه، فالعمل الحقيقي يبدأ بعد الانتخابات بعد الانتخابات، نحن معهم لا عليهم لطالما اتقوا الله في الوطن، البلد وصانوا الامانات، فخلوا أساليب الماضي للماضي دعوها غائصة غاطّة في سبات.
النقد علم، مسؤولية اجتماعية وصدق نوايا، فدعونا نُطلق من داخلنا عنان الانسان ونخرس ونكبح جماح الشيطان، فكلنا أبناء بلد وللأبد، دون نكات وسخرية، فالمرشح بنهاية المطاف إنسان وابن بلد ولتكن المنافسة منافسة ليست حربا، منافسة نزيهة شريفة خالية من كل مدح مبالغ معسول أو قدح وذم لحاجة في نفس يعقوب، وليكن الناخب والصندوق الفيصل، هدفنا واحد، وإن اختلفت الوسائل، شئنا أم أبينا يجب أن نتعلم أن نعيش ونتعايش معا، فالوطن مسلوب والبلد واحد وتعددت الوسائل (لطالما كانت ضمن القانون ولم تتعارض مع الصالح العام) والهدف واحد. أبناء بلد وللأبد، فكلنا من رحم أم واحدة أسمها الطيبة امتزجت دمائنا، فكيف للانتخابات أن تفرق بيننا هي يوم وتبقى الاخوة فيما بيننا دوم. (في داخلي الكثير، لكن خير الكلام ما قل ودل، كما أرجو أن ترقى التعقيبات وأن تركز في الجوهر والمضمون لا المظهر، كلنا بنهاية المطاف انسان إلى زوال)