مقابلة مع مدير مركز “مساواة” جعفر فرح، حول موضوع انتخابات بلدية الطيبة، وتقييمه للوضع الحالي وعن انخراط المراة في الساحة السياسية المحلية.
اجرى موقع “الطيبة نت” مقابلة مع مدير مركز “مساواة” جعفر فرح، حول موضوع انتخابات بلدية الطيبة، وتقييمه للوضع الحالي وعن انخراط المراة في الساحة السياسية المحلية، كذلك قدم العديد من النصائح التي يمكن ان تسهم في اجراء انتخابات مهنية وسليمة بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية والمحسوبيات.
الطيبة نت: كما تعلم ان الانتخابات لبلدية الطيبة ستجرى في موعدها المحدد، ذلك بعد ادارتها مدة 10 سنوات على يد لجان معينة، ما هي نصيحتك لاهالي الطيبة حول الانتخابات؟
فرح: نهنئ اهالي الطيبة على قرار الانتخابات. الان يوجد لديهم الفرصة لاجراء العملية الديمقراطية ومحاولة اعادة بناء الطيبة. فمن غير المعقول ان بلدة مثل الطيبة التي تعتبر من اهم البلدات العربية تدار من قبل اشخاص غرباء، مع ان الطيبة فيها اصحاب قدرات وكفاءات الذين باستطاعتهم ان يقودوا البلدة والسعي نحو التغيير، ولا احد يغار على البلدة اكثر من اهلها. هذه فرصة لان يكون هناك صياغة ومشروع كامل للطيبة الذي يصنف كيف يمكن ان نرى الطيبة بعد 20 عاما من ناحية الحلول السكنية والتعليمية، ومن يتجول في الطيبة يرى الوضع المزر في الشوارع، لذلك فان التحديات امام اي رئيس سلطة محلية في الطيبة ستكون كبيرة.
الطيبة نت: الطيبة فقدت المسيرة النسائية منذ سنوات طويلة، هل تعتقد ان هذه فرصة لانخراط النساء في الساحة السياسية المحلية؟
فرح: مجتمعنا العربي بشكل عام يفتقد القيادة النسائية على المستوى المحلي، بينما قطريا فان عدد النساء داخل السلطات المحلية العربية وصل الى 13 امرأة، فبلد مثل الطيبة مهم جدا ان تعطي مؤشرا لمدن اخرى مثل ام الفحم كي يكون فيها تمثيل نسائي واسع، وانا ادعو كل المرشحين والقوائم الانتخابية الى دمج نساء في اماكن متقدمة، لانه في نهاية المطاف ليس فقط النساء هن نصف المجتمع، بل ان هناك ايضا قضايا اخرى مثل قضايا المواصلات العامة، التعليم، الرفاه الاجتماعي، الحضانات اليومية، البطالة المتفشية في الطيبة، وفي الاغلب فان النسبة الاكبر من العاطلين عن العمل هن من شريحة النساء.
بدون ان يكون قيادة نسائية محلية تضع القضايا النسائية على جدول الاعمال فلا يمكن ان تخرج عائلات كاملة من خط الفقر بدون دمج النساء في سوق العمل، فان ازمة الفقر التي يعاني منها مجتمعنا العربي حلها دمج النساء في سوق العمل.
الطيبة نت: نرى ان انتخابات السلطات المحلية في المجتمع العربي تتم على اساس عائلي، وبالرغم من التذمر من هذا الوضع لكن الظاهرة ما زالت مستمرة، وهي كانت سببا في سوء ادارة السلطات المحلية، كيف تفسر ذلك؟
فرح: دائما يوجد توقعات لدى مجتمعنا العربي بان انتخابات السلطات المحلية هي اهم من انتخابات الكنيست، وهذا غير صحيح، في نهاية المطاف فان غالبية الميزانيات هي حكومية، واعادة صف الميزانيات هي قرار حكومي، فعمليا الاصطفاف العائلي والوعودات التي تتوزع قبل الانتخابات من قبل المرشحين، نرى بان هنالك ازمة في تنفيذها بعد الانتخابات.
هنالك الكثير ممن يعتقدون ان الرئيس المنتخب سيوظف اولا المقربين منه، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل، وذلك لان وزارة الداخلية ستراقب التوظيفات وستمنع تعيينات غير مهنية. من يعتقد ان البلدية بعد الانتخابات ستتحول لمكان عمل للعائلة التي تدعم مرشح معين فهو مخطئ، وخلال السنوات القادمة سيكتشف الناس بان كل الاصطفافات العائلية لن تفيد، وسيكون هناك خيبة امل عائلية، وسيحث المواطنون عن حلول مختلفة.
اليوم يوجد لدينا قدرات هائلة وممتازة في كل العائلات، والاصطفاف العائلي الذي يحتوي على تشجيع من قبل اكادميين لن يفلح. نحن نعلم انه حوالي 55% من رؤساء السلطات المحلية تم الاطاحة بهم، وكانوا من اكبر العائلات.
الطيبة نت: ما هي نصيحتك لاهالي الطيبة؟
فرح: الاهتمام بالبلدة هي من اهم النصائح، كذلك العمل على تنمية جيل شبابي الذي يغار على بلده. نحن نعلم الازمات التي تمر بها الطيبة، واذا لم نربيه على قيم حقيقية وانسانية لبناء البلدة وتحمل مسؤولياتها فانا اعتقد ان العنف الداخلي سيهدم وسيتوسع المشروع الثقافي.