تستعد الكنيست لتجميد عضوية النائب باسل غطاس بسبب إعلانه عن مشاركته في اسطول الحرية وشيك الإبحار من اليونان لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وبغض النظر عن كل ما قيل وكتب عن هذه المشاركة من قدح ومدح، فهي تبقى مشاركة مباركة إنسانيا وسياسيا، لأن التضامن مع أبناء شعبنا في القطاع واجب وطني من الدرجة الأولى من اجل رفع أطول حصار في التاريخ تفرضه إسرائيل بصورة متواصلة وتفرضه مصر بصورة متقطعة.
وعلى ما يبدو ان السلطات الإسرائيلية ستتعامل هذه المرة مع النائب باسل غطاس بصورة اشد مما تعاملت مع النائبة حنين زعبي، ولن تمهله كل هذه المدة حتى تحرمه من امتيازاته البرلمانية مثلما فعلت ذلك مع الزعبي بعد مرور قرابة أربعة أعوام على مشاركتها في اسطول الحرية.
يذكر ان الأكثرية البرلمانية في الكنيست تنادت للبت فورا في مشاركة النائب غطاس في اسطول الحرية قبل حتى ان تصل قافلة السفن الست المشاركة في الاسطول الى المياه الإقليمية الإسرائيلية. وعلى ما يبدو ان الاقتراح المطروح على الجلسة الخاصة للكنيست لن يلقى معارضة جدية في تجريد باسل غطاس من امتيازاته كنائب برلماني بل وقد يذهب النقاش الى ابعد من ذلك بكثير، بنزع الحصانة عنه لتقديمه الى المحكمة بتهم تضاهي الخيانة الكبرى.
فقد قالت عضو الكنيست ميراف بن اري، النائبة عن حزب ” كولانو” برئاسة الوزير موشيه كحلون: “ان القافلة البحرية المتجهة الى غزة ليست نشاطا انسانيا وانما سياسيا. وعضو الكنيست غطاس يستغل حصانته بسخرية في البحث عن حل للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بافتعال مشاكل”.
ولهذا فإن كلمتي هنا عن تعسف الأكثرية البرلمانية بالثقة التي منحها الجمهور العربي في البلاد للقائمة العربية المشتركة. هذا يعتبر سلبا لحرية اختيار الأقلية العربية وفرضا لأجندة يبقى سندها الوحيد سياسيا.
ولهذا ادعو كافة أعضاء الكنيست من القائمة العربية المشتركة الى سرعة الإعلان عن مشاركتهم جميعا في اسطول الحرية وذلك تضامنا مع أهلنا في القطاع ثم دفاعا عن زميلهم غطاس، وعندها دعونا نرى الأكثرية البرلمانية تجمد عضوية 13 نائبا عربيا في الكنيست.
ثم لماذا لا يقال ان من بين المشاركين في اسطول الحرية الثالث 13 نائبا عربيا فلسطينيا من الكنيست الإسرائيلي، فندخل نحن العرب الفلسطينيون دائرة الضوء بفضل هذه الخطوة، فجل التمييز ضدنا يعود الى انتمائنا الفلسطيني! لماذا لا يصطف نوابنا بين صفوف المشاركين في الاسطول حيث الشخصيات السياسية والبرلمانية والحقوقية العربية والعالمية من مختلف الأقطار، من بينها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي والنائب في البرلمان المغربي أبو زيد الادريسي، ومن السويد الكاتبة والصحفية المعروفة كايسا اكمان، ومن اسبانيا عدد من الشخصيات والنشطاء أبرزهم الراهبة البندكتية المعروفة تيريزا فوركاديس، ومن العراق الباحثة والطبيبة نسرين الهاشمي وهي أيضا حفيدة الملك فيصل الأول.
كما ويضم الاسطول على متنه أكثر من 1000 ناشط عربي وأجنبي بينهم برلمانيون عرب وأجانب آخرون وأكثر من 50 شخصية سياسية من 25 دولة.