شيخ الأزهر: الغرب ليس بريئا من توسع تنظيم داعش
شيخ الأزهر أحمد الطيب يفتح النار على الولايات المتحدة والغرب عموما متهما النظام العالمي بأنه لا يملك الإرادة الحقيقية للقضاء على التنظيمات الجهادية المتطرفة. وقال الشيخ الطيب في ختام منتدى ديني عقد في إيطاليا، إن الشارع العربي “لا يبرئ أمريكا من مساعدة تنظيم داعش”.
اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الغرب “ليس بريئا” من توسع تنظيم داعش وأن له مصلحة في تفتيت المنطقة. وفي ختام منتدى عقد في فلورنسا في وسط إيطاليا تحت عنوان “الشرق والغرب حوار وحضارة”، وجه شيخ الأزهر اتهامات قاسية إلى الغرب وخاصة إلى الولايات المتحدة.
وبعدما أكد أنه يتكلم بصفته “رجلا من الجماهير” باعتبار أن الأزهر “ليس مؤسسة سياسية” ويقوم بدور وطني، قال الشيخ أحمد الطيب الذي يقوم بأول زيارة رسمية إلى أوروبا، “إن ظهور داعش بهذا الشكل المفاجئ يجعلنا نبحث في الأسباب العميقة” لهذا الأمر.
وتابع شيخ الأزهر أن “الرجل في الشارع العربي لا يبرئ الغرب بشكل عام – أمريكا أو الغرب (متمثلا) بأوروبا وأمريكا من مساعدة داعش”. وأضاف أن “السلاح الذي في أيدي داعش أمريكي ولم يصنع في العالم العربي ثم أن داعش نشأ نشأة سريعة”، وهذه النشأة بحاجة إلى أموال ضخمة، متسائلا عن مصدرها.
وأشار إلى أن “الناس في الشرق يقولون إن الغرب غير جاد في مقاتلة” تنظيم داعش”.
ولدعم أقواله تكلم الشيخ أحمد الطيب عن قيام طائرات أمريكية بإنزال أسلحة بالمظلات ثلاث مرات إلى مسلحي داعش، مضيفا “قالوا إن الأمر حصل عن طريق الخطأ” من دون تقديم تفاصيل إضافية حول الأمر.
ماذا عن الدول العربية!
وردا على سؤال حول مسؤولية الدول العربية أيضا المتحالفة مع الولايات المتحدة عن نشأة وقوة التنظيم المتطرف، أجاب الطيب “لا أعتقد ذلك، لأن النظام العالمي يريد الفوضى في منطقتنا وأن يقتل الناس بعضهم بعضا”، معربا عن اعتقاده أن تنظيم داعش يعمل لصالح القوى الكبرى التي لا تريد لهذه المنطقة أن تتطور إلى جانب إسرائيل.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنه لو أراد النظام العالمي أي أمريكا والعالم دعم “التضامن العربي المتواجد الآن للقضاء على داعش وأخواته لاستطاع ذلك خلال يوم واحد”.
وردا على سؤال حول رغبته بلقاء البابا فرنسيس، قال شيخ الأزهر “نسعد للقائه”. ولفت إلى أنه لو كان الأمر كله بأيدي البابا أو قادة روحيين آخرين لكانت الأمور وجدت طريقها إلى الحل سريعا.
التنظيم عدو العرب والإسلام!
وردا على سؤال حول مصير مسيحيي الشرق الذين يجبرون على ترك منازلهم مع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، قال شيخ الأزهر إن هذا التنظيم “قتل من المسلمين أكثر مما قتل من المسيحيين، وإذا أحصينا ضحاياه يتبين أنه عدو العالمين العربي والإسلامي ويعمل ربما سريا على تفتيت العالم العربي”.
واعتبر المؤرخ أندريا ريكاردي مؤسسة مجموعة سانت إيجيديو الكاثوليكية التي نظمت لقاء فلورنسا، أن هذا اللقاء كان من أهم اللقاءات التي نظمت حول موضوع الشرق والغرب والإسلام والمسيحية.
وتابع “لا يمكن لكل ديانة أن تكون عبارة عن جزيرة. والأزهر أخذ المبادرة مع سانت إيجيديو لفتح هذا الحوار بين الديانات والحضارات في فلورنسا عاصمة الأنسنة”.