صلاة التراويح ليست مجرد شعيرة رمضانية ولكنها نشاط صحي مفيد على المستوي البدني والنفسي، فهى تساعد على التخسيس، لأنها تشتمل الوقوف والركوع والسجود، وتؤدى هذه لفترة زمنية لا تقل عن ساعة يومياً.
يمكن أن يتخلص الفرد من بعض السعرات الحرارية الزائدة، إضافة إلى المشى للمسجد بعد تناول وجبة الإفطار لتأدية صلاة العشاء، حيث إن ذلك يساعد على زيادة تحسين عملية التمثيل الغذائي للطعام وزيادة صرف السعرات الحرارية.
ويؤكد أطباء العظام أن كل حركات الصلاة من رفع اليدين فى التكبيرة الأولى وحتى نهاية السجود تمثل تمرين يومي مستمر للجسم تقوي العظام والعضلات والأربطة في كل أنحاء الجسم من الكتفين مروراً بفقرات الرقبة وعضلات اليدين والكوع إلى فقرات الظهر وعضلات الأطراف السفلى حتى القدمين.
فالتكبيرة الأولى تساعد على توسيع عضلات الصدر وفقراته وتزيد من التنفس وتقوية عضلات الكتفين، أما الركوع فيساعد على استقامة الظهر تفتيح فقرات الظهر وابتعادها عن بعضها البعض وهو وضع جيد جداً لتقوية الأربطة بينها ووضع الركوع يؤدي أيضاً إلى شد كامل لعضلات الرجلين وتفريغ السائل الزيتي بينها والذي يساعد على تشحيم العضلات، إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية.
اما عملية السجود فتساعد تحريك العظام الرباعية من الحوض إلى الساقين والقدمين وهو مايعد تخفيف عن منطقة الحوض والاحتقان فيها من حمل الجسم، كما يساعد على مرونة العمود الفقري ويساعد السجود على عملية الزفير الإجبارى وهى إخراج الهواء من الرئتين وطرد غاز ثانى أكسيد الكربون وإعادة التنفس بهواء جديد.
صلاة التراويح مفيدة ايضا لصحة القلب فهى تدريب جيد للصائم بعد الافطار وهى تكافئ رياضة المشي أو الجري لمدة ثلاثة أميال, واذا كانت التراويح كلها فوائد فإن الصلاوات الخمس من الوضوء إلى الصلاة والتكبير والقيام والركوع والسجود والتسليم والتشهد كلها تحدث تغيرات فسيولوجية مثل أى رياضة وتضفي على الصائم نشاطاً لأن كل أعضاء الجسم تتحرك.
كما ان صلاة التراويح تجعل مريض السكر يتخلص من السكر الزائد لاسيما بعد الإفطار وتحسن وظيفة الأوعية الدموية وترفع من كفاءة الجسم, وتجعل هرمون “الادرينالين” يظل فترة أطول, ويحسن ضغط الدم, ويحقق التوازن النفسي والصحي ويبعد شبح الاكتئاب ويرفع من ثقة الإنسان وإيمانه...
الجدير بالذكر ان الأبحاث العلمية والطبية اكدت أن مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماماً مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله، الأمر الذي يجعلها تعمل علي تنشيط عمل الخلايا وتمنع انقسامها بل وتحمي من الإصابة بالسرطان والأزمات القلبية وتنظم عمل الهرمونات والدورة الدموية.
فالأبحاث المتطورة أكدت فائدة صلاة الفجر بانتظام حيث تكون جميع أعضاء الجسم في قمة نشاطها في ذلك التوقيت فيزداد إفراز الهرمونات خاصة “الادرينالين” المعروف باسم هرمون الخوف وينشط جميع الجسم ويحميها من الأورام السرطانية ويفرز ذلك الهرمون من الغدة “الجاركلويه” ويسري في الدم.
وأشار خبراء في جمعية أطباء القلب في الأردن، إلى أن أداء صلاة الفجر في موعدها المحدد يومياً خير وسيلة للوقاية والعلاج من أمراض القلب وتصلب الشرايين، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب المسببة للجلطة القلبية وتصلب الشرايين المسببة للسكتة الدماغية. وأوضحت نتائج أحدث دراسة علمية حول أمراض القلب وتصلب الشرايين التي أجرتها جمعية أطباء القلب في الأردن، أن مرض احتشاء القلب وهو من أخطر الأمراض، ومرض تصلب الشرايين وانسداد الشريان التاجي، سببها الرئيسي هو النوم الطويل لعدة ساعات سواء في النهار أو الليل وعدم الانتظام في مواقيت الصلاة. وأثبتت العديد من الدراسات أن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو في حالة خشوع تحدث في جسمه تغيرات عديدة، أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطق محددة.