على ضوء اقتراب موعد الانتخابات لبلدية الطيبة بعد ثماني سنين عجاف من اقالة الرئيس الشرعي المنتخب والاعضاء حينذاك من قبل وزارة الداخلية بادعاء الفشل الاداري اي ان ادارة البلدية لم يكن بمقدورها ان تدير شؤون الطيبة من حيث تراكم وتضخم حجم الديون منذ سنوات، التي ادت في النهاية الى حجوزات بلا نهاية مصحوبة بمبالغ طائلة وهائلة، وهي بالاساس كانت من المستحقات لمواطني الطيبة، دون التطرق لادارة البلدية السابقة التي عانت من تضخم حجم الديون.
كانت هذه الفترة كما وصفها السكان بسنين عجاف مرت على اهاليها على مختلف الاصعده، ويجب استخلاص العبر مما حصل، فهنالك آراء تشير الى ان انتخابات الطيبة هي مشروع اصلاحي اتلفته ايدينا وايدي الغرباء على مر السنين باعتقادهم انه من غير المنطقي ان نتغافل عن دور الانتخابات القادمة المقرر اجرائها في اكتوبر الوشيك، مع من سيفوز من المرشحين وكيف سيؤثر ذلك على مصلحة الطيبة التي من المفروض ان تنهض بسواعد ابنائها؟، فقد طفح الكيل من افعال اللجنة المعينة على مر السنوات والتي كانت تعتبر البلدية مبنى يخدم اللجنة المعينه وموظفيها.
على الرغم من جدولة الديون وانهاء عمل المؤتمن، والميزانيات الكبيرة التي تنعش خزينة البلدية… لا يوجد حتى الان مشروع كبير يسجل للجنة المعينة
اظهرت التجربة المريرة التي خاضها اهالي الطيبة في تلك الاعوام، ان الصمت والاستسلام وحتى اولائك الذين وقفوا متفرجين، ساهموا بتدهور المدينة واتلافها، وينعكس هذا الامر، في الاعوام الاولى من عمر اللجنة المعينة، التي لم تحرز أي تقدم، على الرغم من الانتهاكات التي يقوم بها افراد شركة الجباية الذين يجبون الضرائب بصورة غير قانونية لانهم يعتدون على الاهالي اثناء تنفيذ الحجوزات، ناهيك عن الاجرة الكبيرة التي يتقاضاها افراد شركة الجباية لانفسهم، مقابل تعاملهم بقسوة مع الاهالي الذين يعانون منهم كثيرا.
وهناك الكثير من الامور التي تعتبر مؤشرا على تدهوة المدينة، وهي عدم وجود تغيير جذري وملموس في عمل اللجنة المعينة على الرغم من ان نسبة الجباية تقارب المئة بالمئة، والغالبية العظمى تدفع الضرائب طوعا، الى جانب الميزانيات حصلت عليها الطيبة، ولا يمكننا تجاهل حقيقة انهاء عمل المؤتمن بعد ان نجح لتسديد وجدولة الديون قبل عام ونصف مع وجود قرض يمكن تسديده بشكل طويل الامد، ورم ذلك لم تنجز اللجنه المعينة مشروعا ضخما يسجل في صفحاتها، وحتى ما كان منشئا كمراكز جماهيرية رياضية واندية في السابق قد اغلقت وتراجعت اكثر من السابق.
نتيجة لهذا الوضع الواقع افادنا العديد من السكان انه يتوجب على اهالي الطيبة انتهاز الفرصة في الحصول على المطلب الشرعي الذي هو حق اهالي الطيبة بالترشح والانتخاب، وفي اختيار ممثليها من اهلها و ان يمارسوا هذا الحق باعتباره مشروع الاصلاح القادم لهذا البلد، وان نسعى جميعا لإنجاحه والا ننظر الى الخلف والى ما فاتنا، فعلينا تحديد الاهداف والابتعاد عن الاخفاقات وتعيين المؤتمنين والمهنيين بمستويات الدقة والكفاءة في التنفيذ، وبدرجة المصداقية .
شعور البعض بالامتعاض من الصفقات الانتخابيه وتخوفات من تكرار الفشل
رصدنا البعض من اهالي الطيبة في خضم الاجواء والاستعدادات للانتخابات انها تبدو علامات امتعاض وآراء مقلقه وافكار سلبية محبطة وبنفس الوقت التعلق بالآمال في احداث التغيير في ان واحد، وهذه الافكار السلبيه كما قالوا انها نبعت من انباء وردت الى مسامعهم عن الصفقات الانتخابيه والوعودات الشكلية ، وتساؤلات عديده فهل يجدر بنا ان نحدد ما الذي يدفعنا للمشاركه في الانتخابات او ممارسة الحق الشرعي بعد انتزاعه منا سنين طويله ،و ان مصلحة الطيبة العامه لم تعد تتحمل وعودات للمصالح الضيقه والشخصيه كصفقات انتخابيه او تسويق انتخابي، فان ما حصل للطيبه يحتم علينا ويجبرنا على الالتفاف لاجل النهوض بها ، فقد تدهورت وفي الحضيض وان الفشل في تعيين لجنة معينه ضاعف التدهور اكثر واكثر، اقفلت الابواب امام أي مشروع لأبنائها واعدم كل شيء يصب في المصلحه العامه ما ادى الى فقدان الثقة وضياع الامل وعدم الانتماء لدى الكثير من المواطنين، وكان هذا سببا في الهروب والاختفاء من محفل النشاط الاجتماعي والتطوعي، لتضاف هذه الخسائر الى السجل الطيباوي الاجتماعي والسياسي
فسحة امل تلوح في الافق
يجدر بنا ان نتأمل ان هذه هي بداية لنهاية عصر خالٍ من الوعودات والمحسوبيات، ففي الطيبه اشخاص يستطيعون قيادة ولايات وكما قالها المرحوم يوسف شاهين بوجه وزير الداخليه الاسبق في لجنة الداخلية التي ناقشت تحديد موعد انتخابات للطيبة في العام 2013 ان اهالي الطيبه يستطيعون ادارة القدس وليس فقط سلطة محلية، لديها ابناء من ذوي الكفاءات العالية والقدرات العظيمة ..
الشارع السياسي
في كل يوم يقترب فيه موعد انتخابات الطيبة تشتد المنافسة في الشارع الطيباوي بين العائلات والاحزاب والافراد والشخصيات، اذ تسمع اصواتا متعددة وأراء مختلفة اخرها والتي نسمعها الكثير في الآونة الا وهي قضية “اللاعائلية” ، وتستقطب اصواتا هنا وهناك واخرى والتي تدعم أي من المرشحين.
المرشحان المحامي شعاع منصور والاستاذ حسني مرعي
حاج يحيى ومصاروة
تتنافس عائلتي حاج يحيى ومصاروه على رئاسة بلدية الطيبة بروح الاخوية والتقليديه ، كما في الزمن الغابر وفي العشرين عاما الماضيه كان رئيس البلدية من تلك العائلتين لكبر عددهما بحيث الاصوات، وقد رشحت كل عائلة شخصا اختارته هو الاجدر ليخوض الانتخابات لرئاسة البلدية، اذ رشحت عائلة مصاروة المحامي شعاع منصور مصاروة وعائلة حاج يحيى الاستاذ المربي حسني مرعي.
وليد زيد والتحالف
شهدت الطيبة للمرة الاولى في تاريخ الانتخابات المحلية في الوسط العربي تجمع غالبية الاحزاب السياسية والجمعيات تحت مظلة “لا للعائلية المسيسة” بتحالف لم يسبق له مثيل، حيث ضم هذا التحالف حركة “كفى” وليدة اليوم برئاسة المحامي وليد زيد مصاروة والتي بدأت كمبادرة ضد النهج العائلي وكان اسمها في البداية مبادرة عتيد وتبلورت هذه الفكرة بعد فترة قصيرة وضمت الكثير من ابناء الطيبة واطلق عليها اسم “كفى” وهو اختصار لثلاثة كلمات “كلنا فداء الطيبة”، وبعد تشاورات عديدة مع باقي الاحزاب السياسية في الطيبة والتي تنادي بنفس الفكرة تم اتفاق تحالف سياسي مع حزب الجبهة برئاسة د. درويش عبد القادر وحزب التجمع برئاسة المحامي وئام بلعوم وحركة كفاح برئاسة الناشط ايمن حاج يحيى، وبعد اتفاق التحالف تم اختيار لجنة وفاق اختارت المرشح الذي سيقود هذا التحالف لرئاسة البلدية، وقد اختير المحامي وليد زيد من قبل لجنة الوفاق .
“تحت وفوق” مصطلحات انتخابية طيباوية من صناعة العائلية
ان ما يعرف بمصطلح “فوق” هو لمرشح لعائلة “مصاروة”، وتحت هو لمرشح العائلة “حاج يحيى”، والكثير من الاصوات المتناثرة تسمع في العائلات الصغيرة حيث ترشح كل مجموعة من عائلة مرشح لعضوية البلدية بذلك ليدعم مرشح اخر من الحارة “الفوقا” او من الحارة “التحتا” او لا عائلية”، اذ نرى في بعض العائلات الصغيرة مرشحان او اكثر للعضوية لخوض الانتخابات لكل منهم رؤية اخرى في أي مرشح يدعم.
الحركة الاسلامية
تعتبر الحركة الاسلامية من اكبر الاحزاب السياسية في الطيبة ولها قدرة في جذب الاصوات، وفي الآونة الاخيرة شهدت الحركة الاسلامية العديد من الاجتماعات والجلسات بهدف لمناقشة الاوضاع في الساحة السياسية في الطيبة، من اجل تحديد موقعها على الخارطة السياسية، وبعد المشاورات تم الاجماع على اجراء انتخابات تمهيدية داخل الحركة من اجل اختيار مرشح لقيادة الحركة، وكانت المنافسة بين الشيخ احمد عازم والاستاذ سعد عمشة وصبحي عازم الذي انسحب قبل الانتخابات، وبعد التصويت تم اختيار الاستاذ سعد عمشة على ان يترأس قيادة الحركة الاسلامية لخوض الانتخابات، بعد اسبوع من الاختيار تم تحديد موقف الحركة الاسلامية بقيادة الاستاذ سعد عمشة لتخوض الانتخابات لرئاسة البلدية كجسم مستقل.
توحيد الصفوف وائتلاف شامل
تسمع في الافق اصوات كثيرة لتوحيد الصفوف في جميع العائلات والاحزاب السياسية في الطيبة، اذ يقول بعضهم ان الطيبة بحاجة ماسه الى وحدة كبيرة تضم الجميع وان هذا الانقسام في العائلات الصغيرة والكبيرة والاحزاب لا يصب في صالح المصلحة العامة انما سيؤثر عليها حاضرا ومستقبلا، وان الطيبة بحاجة الى ائتلاف حقيقي شامل وليس جزئي ليضم جميع العائلات والاحزاب.